عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

التفاعل فضيلة إنسانية

الأنبا مكسيموس مطران
الأنبا مكسيموس مطران بنها وكل توابعها

 

 

 

 

التفاعل فضيلة إنسانية أصيلة، فالله خلق منذ البداية البشر أحراراً، وتركهم يتفاعلون، الله لم يخلقنا كقطع الشطرنج أو الدمى، ولم يشأ أن يحركنا بـ(الريموت كنترول).. بل أراد أن نبقى أحراراً حتى النهاية.. والحرية تصاحبها المسئولية، الإنسان الروحى يتفاعل مع إخوته فى المجتمع بحيوية الكائن الحى الذى يتحرك مع التيار أو ضده حسب الموقف فى مرونة حكيمة وإفراز سليم إذا كان التيار سليماً وفى مكانه ومجاله، أشارك فيه وأتفاعل معه بمنتهى القوة.. الإنسان الروحى إنسان إيجابى وبنَّاء ومشارك.. من أول حملة شلل الأطفال حتى الحرب والموت من أجل الوطن.

مروراً بكل الأنشطة الإيجابية البناءة من انتخابات اتحاد الطلبة وحتى النقابات إلى الأحزاب، ومنها إلى الانتخابات العامة.. الإنسان الروحى السوى يتفاعل بواقعية فعندما يرى فساداً يبعد عنه ولا يكتفى بمجرد شجبه وإدانته، ولكن يتحرك فى إيجابية وشعاره (بدلاً من أن تلعن الظلام أضئ شمعة)... يبدأ بنفسه ويصلح من نفسه يعمل باجتهاد «فما للرب وليس للناس» يخلص فى عمله.

 ويتفاعل مع القريبين منه (أخيه، جاره، زميله، مرؤوسه...) وقليلاً قليلاً تتسع دوائر الإصلاح وتلتحم كالجزر وسط المحيط، وهكذا تنير شمعة وسط الظلام، وكلما انتشر الظلام حولنا، احتاج المجتمع لنور الإيمان الذى فينا، وكلما انتشر الفساد حولنا، احتاج إلى بر الإيمان، الإنسان الروحى الحكيم يتفاعل مع

المجتمع بحكمة.. يعرف متى يشترك ومتى يبتعد.. إنه كائن حى فعال كالسمكة الحية التى تستطيع أن تسبح عكس التيار دون أن يؤذيها لأن فيها حياة ولها حكمة.. مبدأ الإنسان الروحى المتفاعل «كل شىء تحل لى»؛ ولكن فى حكمة يميز بين النور والظلمة؛ الخير والشر، ما يليق وما لا يليق ؛ ما يبنى ويفيد؛ وما يضر ويهدم، وقد شبه الكتاب المقدس الإنسان الإيجابى المتفاعل بعدة تشبيهات كلها إشعاع وضد الانغلاق والتقوقع.

«أنتم نور العالم». «أنتم ملح الأرض». «أنتم رائحة الله الزكية»، «خميرة مقدسة».  «سفراء عن السماء».  نصلى جميعاً من أجل بلادنا مصر الوطن المبارك الذى يعيش فينا وترابه غالٍ علينا. نصلى من أجل كل إنسان فى مصر ليكون على مستوى عظمة الوطن الذى يعيش فينا ليعود الإنسان المصرى الإيجابى المتفاعل لريادة وقيادة العالم كله فى طريق الحب والرخاء.