رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإخوان تكرر حجج نظام مبارك فى القضاء والسياسة

بوابة الوفد الإلكترونية

من سخرية القدر ما قاله الرئيس مرسي ويروج إليه حاليا قيادات الإخوان ويسير في ركبهم بعض السلفيين والجماعات الإرهابية التي تسمي نفسها حزب البناء والتنمية إن سبب الهجوم علي القضاة أنهم يعملون بالسياسة وهي للأسف نفس الحجة التي كان يستخدمها نظام مبارك ضد القضاة المطالبين بالاستقلال منذ مؤتمر العدالة الأول وحتي أزمة 2005 -2006 نفس الحجج ونفس المبررات ونفس الصور مع تغير الاشكال.

وأذكر الدكتور مرسي والاخوان أنهم في أزمة 2005 - 2006 لم يفارقوا مقر نادي القضاة  معهم القوي السياسية والنقابات المهنية وكان التضامن مستمرا ولكنني كنت ألحظ أن استقبال الاخوان من قيادات النادي والتيار كان أكثر حميمية وكان وقتها يقال لي من قضاة تيار الاستقلال الذي كان يقوده المستشارون أحمد مكي وحسام الغرياني وزكريا عبد العزيز  وغيرهم إخوان وكنت أرفض هذه المقولة، وكنت أقول دائما أنا مع استقلال السلطة القضائية وأذكر أن أزمة حدثت بيني وبين الدكتور عبد المنعم  ابو الفتوح وكان وقتها قياديا بالاخوان  عندما كان جالسا في النادي وتكلمت معه بصورة اعتبرها غير لائقة ولكن كنت حريصا علي ألا تحزب هذه الحركة النبيلة لكن أطماع الاخوان وحب الظهور أدي الي فشلها  .
وفوجئنا  في واقعة التحقيق مع المستشارين هشام البسطويسي ومحمود مكي بحشد من الاخوان يملأون وسط البلد وكأنهم يريدون أن تكون هذه المعركة معركتهم لوحدهم فقط  وكانت أحاديث اساطين هؤلاء التيار من القضاة تؤكد أنه من حق القضاة الحديث في السياسة وأن يبدوا آراءهم في وسائل الاعلام والفضائيات حتي أن عددا منهم أصبحوا نجوما في المجتمع ينافسون نجوم الفن والرياضة وكانت دائما آراؤهم ضد السلطة القائمة وضد الاحزاب الشرعية ونسوا الدور الذي لعبته في أعقاب الأزمة، الاولي بعد مؤتمر العدالة الأول والمعركة التي كانت ضد المغفور له المستشار يحيي الرفاعي ولم يكن هناك مدافع عن القضاة إلا أحزاب "الوفد والتجمع والعمل والأحرار"، وكان المستشار يحيى الرفاعي أول من دافع عن اشتغال القضاة بالسياسة وحددها بأن من حق القضاة مناقشة الامور العامة التي تهم الشعب كله  وسار علي دربه من يستنكرون علي القضاة الآن الدفاع عن استقلالهم ويستنكرون أن يذهب الي نادي القضاة شخصيات سياسية وفنية وثقافية للتضامن مع استقلال القضاة.
وأذكر الاخوان بأحاديث وخطب تيار الاستقلال برئاسة أحمد مكي والغرياني وأن السلطة القضائية هي الجهة الوحيدة التي تطهر نفسها بنفسها ودون تدخل من أحد وهؤلاء هم من الإخوان فهذا التناقض الخطير في الكلام الآن هو

ضمن محاولات جماعة الاخوان تزييف التاريخ حتي القريب الذي كنا شهودا عليه ومسجلا بالصوت والصورة ومازال هذا الأرشيف  المصور والمكتوب موجودا في نادي القضاة وفي الفضائيات والصحف. 
فالذي ابتدع الحديث عن حق القضاة في الكلام في السياسة هم قضاة الاخوان الذين دخلوا السلك القضائي لتسقط ما كان يدعيه هؤلاء أن أمن الدولة هي التي كانت تختار القضاة فلو كان هذا الكلام صحيحا، فكيف دخل العشرات من القضاة المنتمين للاخوان وأصبحوا قضاة نشاهدهم في  لجنة قضاة من أجل مصر وفي التليفزيون محللين ومتحدثين يتحدوثون عن الحاكم وقراراته يدافعون عنها حتي لو كانت ضد الدستور الذي وضعوه هم ؟. 
وتوقعت أن يخرج علينا من صدعونا في عام 2005 و2006 يتحدثون عن استقلال القضاة والذين اعتصموا في الشارع ووقفوا وهددوا بتعطيل المحاكم والاضراب عن العمل أن يخرجوا ويقولوا رأيهم فيما يخطط له مرسي وجماعته من مذبحة جديدة للقضاة، أين هؤلاء الآن؟ وهل حديثهم عن أن القضاء يطهر نفسه كان كذبا وافتراء للضحك علي شباب القضاة الذين دافعوا بقوة عن استقلالهم في عهد المخلوع؟ لماذا سكتوا الآن أليس اليوم أشبه بالبارحة   أيها الصقور في عهد مبارك؟.  
وأقول للرئيس مرسي وجماعة الإخوان إنكم أول من أدخل القضاة في السياسة، وأنتم أول من استغل القضاة لتحقيق مصالح خاصة.. والغريب أن الإخوان هم أول من رحبوا بأحكام الدستورية بحل مجلسي الشعب والشوري والآن يتهمون المحكمة بالعمل السياسي.
الاخوان كانوا يتنقدون النظام السابق لرفضه تنفيذ الاحكام وهم الآن أول من يهدر هذه الاحكام   أليس هذا التناقض الغريب في تصرفات قيادات الجماعة والغرور الذي لحق بهم حتي أعماهم عن أفعالهم وأقوالهم القريبة.