رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"الحديد والصلب".. من حلم عمال مصر للبيع في مزاد علني

شركة الحديد والصلب
شركة الحديد والصلب

في شارع البحر الأعظم بمحافظة الجيزة تحديدًا بالنادي النهري، اليوم الأربعاء 28 سبتمبر 2022، يجرى هدم حلم العمال المصريين الذي بدأ قبل 67 عاما من لحظة كتابة تلك السطور وهو "مزاد علني" لبيع أعرق تجمع عمالي في مصر، الشركة المصرية الوطنية لصناعة الحديد والصلب، بعد أن قررت الحكومة المصرية تصفية الشركة بسبب الخسارة الهائلة.

 

أقرا أيضًا.. وزير قطاع الأعمال يؤكد أهمية الاستثمار في الموارد البشرية وتنمية مهاراتها

 

أنشئت شركة الحديد والصلب في مصر، عام 1954 بقرار من الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، والتي تعد أكبر شركة للحديد والصلب في مصر وأول شركة في الشرق الأوسط، مجمع كامل للحديد والصلب في مدينة التبين بحلوان، وهي تابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية حاليا، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام.

 

خطاب الرئيس أنور السادات

وفي أول خطاب للرئيس المصري الراحل أنور السادات احتفالاً بعيد العمال في الأول من مايو 1971 ، قال "إننا سنستكمل مسيرة عبدالناصر في التنمية الصناعية بعد تدشين مشروعات عملاقة كمجمع الحديد والصلب في حلوان".

 

وبعد مرور 51 عاماً على هذا الخطاب أغلقت أبواب الشركة بعد تصفيتها العام الماضي بقرار من الحكومة، بل إن معداتها وخطوط إنتاجها ستباع في مزاد علني.

 

 

"الشركة القابضة للصناعات المعدنية"، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام، حددت اليوم موعداً لبيع خط إنتاج كامل، بما يضمه من أوناش ومحطة كهرباء بقدرة 8.6 ميغاواط وورش ملحقة بالمصنع وعربات نقل وكمية كبيرة من البضائع والخردة.

 

 

28 سبتمبر... يوم مزاد بيع شركة الحديد والصلب في ذكرى وفاة مؤسسها

 

وقف الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر الذي تحل ذكرى وفاته اليوم أيضًا، خطيباً بينما تكسو وجهه علامات السعادة الغامرة لدى افتتاح مصنع الحديد والصلب بتاريخ الـ27 من يوليو (تموز) 1958، وقال "إن إقامة صناعة الحديد والصلب في بلدنا كانت دائماً الحلم الذي ننظر إليه منذ سنين طويلة، وكنا نعتقد أنه بعيد المنال".

 

وتحول المصنع في غضون سنوات قليلة بعد افتتاحه إلى قلعة صناعية على مساحة ثلاثة آلاف فدان، وكان له دور رئيسي في بناء "السد العالي" و"حائط الصواريخ" باستخدام فرنين عاليين صنعا بألمانيا، وقد تمت زيادة السعة الإنتاجية للمجمع باستخدام فرن عال ثالث (صناعة روسية) عام 1973، ولحقه الفرن الرابع بغرض زيادة إنتاج الشركة من الصلب عام 1979، ليضم المجمع بذلك أربعة أفران عالية.

 

وبعد مرور أربع سنوات فقط على تأسيس المجمع الصناعي ارتفع إنتاجه من 200 ألف طن إلى 1.2 مليون طن سنوياً، وبدأت النظرة المستقبلية للاقتصاد في التحسن، وأسهمت صناعة الحديد والصلب في تنمية شاملة باعتبارها صناعة مغذية لعدد من الصناعات الأخرى المرتبطة بها في التشييد والبناء والصناعات الثقيلة والخفيفة.

 

دور شركة الحديد والصلب في فترة الحرب والسلم (1967- 1973)

 

أسهم المجمع في بناء اقتصاد الستينيات وتم ربطه بميناء "الدخيلة" ووصلت معدلات إنتاجه إلى 1.5 مليون طن، وقد امتد

دور الشركة أيضاً في الفترة التي أعقبت 1967 وحتى تحقيق النصر عام 1973، إذ أسهمت في بناء ما دمرته الحرب أو "حائط الصواريخ" والحصون العسكرية، وبالفعل زادت معدلات الإنتاج لمجمع الحديد والصلب لتقفز إلى 1.5 مليون طن في أواخر الستينيات.

 

في مطلع التسعينيات، ونتيجة لعوامل كثيرة منها الإهمال والتقاعس عن التحديث ومواكبة التطور العالمي في صناعة رئيسية مثل هذه تراجع إنتاج وأرباح الشركة العريقة التي ما لبثت أن تحولت إلى خسائر مدوية تخطت مليارات الجنيهات بداية من العام المالي 2009-2010.

 

ويبلغ عدد عمال شركة "الحديد والصلب" قبل تصفيتها أكثر من 5500 عامل، تم صرف تعويضات لـ 4500 عامل وتبقي 1000 عامل ينتظرون صرف التعويضات بعد انتهاء المزاد.

 

 

مزاد شركة الحديد والصلب

أعلنت شركة الحديد والصلب المصرية، أنه سيتم تقسيم جلسة المزاد إلى مرحلتين، المرحلة الأولى ستبدأ في تمام الساعة الثانية عشر ظهرًا، وذلك تحت رعاية وزارة قطاع الأعمال العام، وسيتم فيها عقد المزاد على خط إنتاج كام للتشكيل على البارد بمشتملاته، وأوناش مملوكة للشركة، ومحطة كهرباء بقوة 8.6 ميجاوات، وورش ملحقة، وعربة نقل مملوكة للشركة، ووحدات تهوية.

 

وتم تحديد مبلغ 2 مليون جنيه قيمة التأمين الابتدائي لهذه المرحلة، و2000 قيمة كراسة الشروط الخاصة بها.

 

وأضافت الشركة أن المرحلة الثانية من المزاد تبدأ في الواحدة ظهرًا، وستشمل عدة خامات وهي : 350 ألف طن خامات حديد، و53 ألف طن دلوميت مقاسات، وكميات من الطوب الحراري والكربوني، و35 ألف طن حجر جيري مكون من مقاسات حرارية عازلة ومتنوعة، وكمية من الأسمنت الحراري، وماء زجاج، و1000 طن ورق دشت.

 

وتم تحديد مبلغ 200 ألف جنيه قيمة التأمين الابتدائي لهذه المرحلة، وحددت الشركة مبلغ 400 جنيه قيمة كراسة الشروط.

 

وكشفت شركة الحديد والصلب المصرية، أنه يمكن للمزايدين عقد جلسة معاينة للأشياء التي تم طرحها في المزاد، وذلك بمصانع الشركة بمنطقة التبين جنوب حلوان.