رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

شهامة المصريين تختفي من الشارع.. فيديو

احتراق موتوسيكل
احتراق موتوسيكل

عٌرف عن الشعب المصري الأصالة والجدعنة، ولكن الأمر اختلف مؤخرا، بعد أن وقعت العديد من الجرائم البشعة في الشوارع، على مسمع ومرئ من المارة، دون أن يتدخلوا للمساعدة أو إنقاذ الضحايا، وأصبح كل من يسير في الشارع يتعامل مع كل ما يحدث حوله من أمورعلى أنه لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم، وهذا ما حدث اليوم في محافظة سوهاج، عندما تفحم موتوسكيل بعد أن اشتعلت فيه النيران فترة كبيرة، ولم يتدخل أحد من المارة .

 

اقرأ ايضا : مصرع فتاة وإصابة والدها في حادث تصادم بالشرقية

 

وانتشر مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وظهر فيه موتوسيكل يحترق في وسط شارع ميدان المحطة بمدينة طهطا شمال محافظة سوهاج، وبجواره المارة دون أن يتدخل أحد لإطفاءه، وأحد الاشخاص وقف لإلتقاط صور للموتوسيكل المحترق، إلى أن تفحم واختفت معالمه .

 

وأثار مقطع الفيديو غضب رواد السوشيال ميديا بسبب تجاهل المارة لما حدث، دون التدخل وإطفاء الحريق، رغم ظهور في مقطع الفيديو اشخاص مرو وشاهدوا الحريق، البعض منهم وقف للمشاهدة فقط، كما لم تتوقف السيارات التي مرت بجواره رغم امتلاكهم  طفايات حريق، وكان من الممكن أن تنقذ الموقف واكتفوا بالمشاهدة.

 

 

خبير يطالب بتغيير الخطاب الإعلامي لإبراز الشهامة المصرية

 

قال الدكتور علي نبوي، استشاري  الطب النفسي وعلاج الادمان، إن فيديو الموتوسيكل المحترق  ووجود مارة حوله دون التدخل،  ووفق تأثير هذا الخبر  يتحدد سلوك  المتلقي بعد مشاهدة الفيديو، لافتا إلى أن  القدرات المعرفية والحكم على الأمور للفرد يتأثر بالأخبار وردود الأفعال التي تحدث أمامه، والثقافة التي يتلقاها من المجتمع الذي يعيش فيه بين أبناء وطنه. 

 

وأضاف استشار الطب النفسي وعلاج الادمان، أن الشهامة هي وسط  بين نقيضين  "الجُبن والتهور" مشيرا إلى أن  ردود أفعالنا تغيرت كثيرا عن ذي قبل، وذلك بفضل تأثير الثقافة الإعلامية المكثفة التي تبث فينا روح الرعب والانسحاب، بدلا من المشاركة والاتحاد . 

 

وتابع الدكتور علي نبوي،  تناسينا (يد الله مع الجماعة) (والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه) واستبدلناها

بأقوال( يا حيطة داريني.. وأنا مالي..أنا عايز أربي عيالي..أنا ماشي جنب الحيط )، موضحا أنه كان يسكن في إحدى قرى مصر النائية منذ ثلاثين عاما وأكثر، عندما كانت البيوت مغطاه بالأعشاب الجافة مثل القش والحطب، وكانت ربة المنزل تطهو طعامها وخبزها بنفسها، وأحيانا كانت تحدث حرائق في البيوت، وكان يتكاتف الجيران وكل أهل القرية لإطفاء الحريق خلال دقائق معدوة في صورة تناغمية يعجز أي مخرج سينمائي عن تصويرها للمشاهدين. 

 

ولفت، إلى أنه قديما كان الاتصال بالمطافىء لإخماد النيران نوع من العار، مضيفا، أن الجيل الجديد نشأ ليل نهار لا يتحرك ولا يفكر إلا من خلال الموبايل، وليس له شغلة إلا التريند،  وتحول لشخص سلبي يخاف من أي مبادرة إيجابية لمساعدة محتاج، ويرجع ذلك بسبب ما يتلقاه  من أخبار  تثير شكوكه في كل شىء حوله،  وتجعله يرتاب كثيرا قبل أن يقدم أي مساعدة.

 

واقترح الدكتور علي نبوي،  بتغيير الخطاب الإعلامي لإبراز النماذج التي بدأت في الأفول من مجتمعنا، متابعا، منذ سنوات فرح الناس برجل شهم يقوم بإطفاء المصابين بالنيران جراء احتراق قطار محطة مصر، ونسينا هذا الرجل تماما، ماذا لو أكملنا الاحتفاء به وبمن مثله..ويصبح لدينا خطابا إعلاميا يبرز أبناء البلد في كل حارة، وكل ويتحدث عمن يفعلون الخير ويصلحون بين الناس ويساعدون الضعفاء ويتحدون ضد كل ظالم.