رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. عبدالسند يمامة يكتب: شهر الاحتفال بذكرى زعماء الوفد

د. عبدالسند يمامة
د. عبدالسند يمامة

الاحتفال بذكرى رحيل زعماء الوفد التاريخيين «سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين»، التى تحل علينا فى هذا الشهر شهر أغسطس، ليس احتفالًا خاصًا بحزب الوفد، وإنما هو احتفال لمصر كلها بهؤلاء الزعماء الذين أثروا الحياة السياسية فى مصر على مدار عقد كامل من الزمان.

بعد أيام قليلة من كتابة هذا المقال سوف تحل ذكرى فؤاد سراج الدين فى 11 أغسطس الجاري، مهندس عودة حزب الوفد الجديد والباشا الوحيد الذى مارس السياسة فى زمن العولمة.

ويمتلك فؤاد باشا تاريخا طويلا من النضال، حيث رافق منذ طفولته زعيم الوفد مصطفى باشا النحاس، وشارك معه فى تمزيق معاهدة 1936 فى الإسكندرية عندما أعلن النحاس باشا أنها دون طموحات المصريين فى تحقيق الجلاء الكامل للاستعمار البريطاني.

وفى الثلاثينات والأربعينات خاض سراج الدين معارك سياسية ضد قوات الاحتلال البريطانى والقصر الملكي، وهو ما منحه مكانة كبيرة فى قلوب المصريين، فقد كان أصغر عضو بمجلس النواب، ولا ينسى الشعب المصرى لفؤاد باشا معركته الخالدة ضد الاحتلال عندما أصدر تعليماته عندما كان وزيرا للداخلية لقوات الشرطة بالتصدى للمحتل البريطانى فى معركة الإسماعيلية ليتحول هذا اليوم إلى عيد الشرطة المصرية.

ناضل فؤاد باشا سراج الدين بعد 1952، وتعرض للسجن وفرض الحراسة  ولم يستسلم، وأعاد الوفد للحياة السياسية مرة أخرى عام 1983.

22 عامًا مرت على رحيل هذا الزعيم الفذ، ولا تزال مبادئه التى أعاد على أساسها الوفد تعيش بيننا هنا فى بيت الأمة.

أما الزعيمان سعد زغلول ومصطفى النحاس، فمن قبيل الصدف العجيبة أنهما غادرا الحياة فى نفس اليوم والشهر 23 أغسطس ولكن فى عامين مختلفين، سعد غادرنا فى عام 1927 والنحاس فى عام 1965.

لا يمكن لمقالة صحفية أن تستوعب رحلة كفاح هؤلاء الزعماء، فسعد زغلول الأزهرى رفيق الأفغانى ومحمد عبده وقائد ثورة 1919، وصاحب فكرة وقيادة الوفد المصرى للدفاع عن القضية المصرية عام 1918 ضد الاحتلال الإنجليزي، وخرج المصريون من كل صوب وحدب يوقعون لسعد ورفاقه على تفويض للتحدث باسمهم والتفاوض من أجل استقلال مصر.

 وقد استوقفتنى وأنا أقلب فى أوراقى صياغة التوكيلات التى كتبها سعد بإحكام قانونى شديد، وقد جاء فيها «نحن الموقعين على هذا، قد أنبنا عنا حضرة سعد زغلول ورفاقه، فى أن يسعوا بالطرق السليمة والمشروعة، حيثما وجدوا للسعى سبلاً فى استقلال مصر، تطبيقا لمبادئ الحرية والعدل التى تنشر رايتها دولة بريطانيا العظمي».

ونجح سعد زغلول وقاد أعظم ثورة فى تاريخ مصر وهى ثورة 1919.

وأود فى هذا المقال أن أعرج إلى حكمة

سعد وأقواله الخالدة التى يتعلم منها كل من مارس السياسة، فسعد باشا هو صاحب مقولة «إن اختلاف الرأى لا يفسد للود قضية»، وهى المقولة التى تجرى على ألسنة الجميع حتى يومنا هذا، وسعد أيضاً هو صاحب الشعار الذى نرفعه نحن فى الوفد حتى الآن «الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة».

أما جملة «مفيش فايدة» التى قالها سعد ويحاول البعض أن ينسبها للوضع السياسى فى عصره ويخلعوها أحيانًا على أوضاع معاصرة، فإن الحقيقة أن سعد هو صاحب المقولة ولكنها على الأرجح وطبقاً للعديد من الروايات الموثوقة قد قالها لزوجته لكى لا تعطيه مزيداً من الدواء عندما ساءت حالته الصحية، وكان يرى أنه لا فائدة من الدواء.

أما النحاس باشا فعلى المستوى الشخصى أراه زعيما مثاليا، فهو المناضل الليبرالى الصوفى، وقد عكست جنازته التى خرج فيها المصريون وحولوها لما يشبه يوم الحشر.

تولى النحاس باشا رئاسة وزراء مصر 7 مرات خلال الفترة من 1928 وحتى يناير 1952 كان خلالها السياسى البارع، ورئيس وزراء بحجم دولة مصر، وأُطلق عليه لقب زعيم الأمة، النحاس باشا صاحب مقولة «تُقطع يدى ولا تقطع السودان من مصر».

سوف نقيم لزعماء الوفد الثلاثة احتفالاً يليق بهم فى الأيام المقبلة، نكرم فيها قدامى الوفديين هنا فى بيت الأمة، حيث مقر الوفد، نحتفل ومعنا مصر كلها بالسيرة العطرة والمسيرة الحافلة لهؤلاء الرجال من خيرة أبناء مصر وباكورة نضالها ضد الاستعمار والسعى نحو الاستقلال والحرية وسيادة القانون والدستور.

ونحتفل هذا العام فى توقيت تدخل فيه مصر فى حوار وطنى مثمر من أجل إصلاح سياسى ومناخ جديد نحو الجمهورية الجديدة.

عاشت مصر حرة كريمة، ويحيا شعبها عظيما أبيا.