رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الدول الاستعمارية تغسل أياديها من نهب ثروات إفريقيا

الدول الاستعمارية
الدول الاستعمارية

التحقيقات القانونية فى آثار مصر المسروقة تفتح النار على أوروبا.

 

قال الزعيم باتريس لومومبا عندما جاء أول رئيس وزراء لدولة الكونغو الديمقراطية بعد إعلان استقلالها عن الاحتلال البلجيكى فى 1960 «سوف يأتى اليوم الذى يتحدث فيه التاريخ عن الشعوب الإفريقية التى ستعيد كتابته بعزتها وكرامتها فى الشمال والجنوب»، وفى مقابل وطنيته وإيمانه بقدرات أبناء القارة السمراء دفع لومومبا حياته ثمنا لقضيته.
 

«الوفد» تفتح الملف الشائك عن منهوبات القارة الإفريقية فى فترات الاستعمار الأوروبى لإفريقيا، والتى مرت بمراحل تجارة العبيد ثم الاحتلال العسكرى ومن بعدها الحرب الباردة بين القوى الكبرى فى العالم والمستمرة فى الصراع والمنافسة على الثروات والنفوذ فى أقاليم القارة حتى الآن، وتحاول أوروبا حاليا «المستعمر القديم» طلب العفو ورد ما نهبته جيوشها إلى بلدان المنشأ ومالكيها الأصليين، مع فتح صفحة جديدة مليئة بالإنجازات مستلهمين خطط المستقبل من آلام الماضى وإعادة كتابة تاريخ مشترك يتسم بالتسامح بين الجانبين.
 

500 ألف أثر إفريقى فى المتاحف الغربية تحقق ثروات طائلة.
الدول الاستعمارية تغسل أياديها من نهب ثروات إفريقيا

تحقيقات سرقة الآثار المصرية تفتح النار على أوروبا:

أثارت التحقيقات الدولية الدائرة منذ 2018 حول سرقة وتشويه أصول القطع الأثرية المصرية المخاوف بعد إثبات الشبهات وإيداعها فى بعض المتاحف العالمية مثل اللوفر فرع أبوظبى، وألمانيا، والولايات المتحدة حتى أصدرت محكمة نيويورك فى يونيو 2022 قرارا بسحبهم جميعا من المتاحف للكشف عن تدليسها وطمس أصولها وبيعها فى صالات المزادات العالمية، مما ترتب عليه إعادة الدول الأوروبية لحساباتها خوفا من ثبوت تورطها فى سرقة ونهب القطع الأثرية والتراثية التى حصلوا عليها من الدول الإفريقية أثناء الاستعمار فى القرنين 19 و20 وتم بيعها فى صالات المزادات المشهورة ووصلت قيمة بعضها من 32 إلى 80 مليون دولار حتى 2020، وقالت صحيفة «أفريكا ريبورت» أن فيليب ملك بلجيكا الحالى خشى هو وغيره من الممالك والأنظمة الجمهورية من ثبوت تورطهم فى سرقة أو نهب القطع الأثرية والتى أودعوها فى متاحف باريس، لندن، نيويورك، برلين، روما وغيرهم.

الملك فيليب يعتذر عن الذل والاستغلال للكونغوليين وماكرون يعترف بالظلم.
الدول الاستعمارية تغسل أياديها من نهب ثروات إفريقيا

«المستعمر القديم» يعترف ويعتذر لضحاياه:

وأبرزت «أفريكا ريبورت» زيارة فيليب ملك بلجيكا الى دولة الكونغو الديمقراطية فى يونيو 2022 والتى سبقها خطاب كان أرسله الى الرئيس الكونغولى فيليكس تشيسكيدى فى 2013 بعد اعتلائه العرش مباشرة معربا عن ندمه العميق لما اقترفه الاستعمار البلجيكى منذ 1885 إلى 1960 من «ذل وابتزاز» للكونغوليين واصفا هذا العهد بالسلطوى والعنصرى بأقصى درجات الاستغلال والسيطرة حسب قوله، وجاءت مبادرة الملك فيليب درءا للعقوبات التى يمكن أن يتعرضوا إليها كعائلة مالكة بسبب ثبوت تورط الملك ليوبولد الثانى فى الحصول على القطع الأثرية والتراثية وثروات هائلة متنوعة وعالية القيمة مثل اليورانيوم بشكل غير قانونى منذ 1885 حتى 1906 مما يعرضهم للمساءلة القانونية، وتأتى تحركات بلجيكا، فرنسا، بريطانيا وألمانيا وإيطاليا الى إعادة هذه القطع ومحاولة إيجاد صيغة قانونية ملائمة بعد تعرضهم لضغوط شعبية من المنظمات والناشطين الأفارقة الذى وصل بهم الحال إلى الذهاب إلى متحف «كوان برانلى» فى باريس وأخذ الناشط «ماوازولو ديابانزا» أحد صناديق الموميوات الإفريقيات عنوة من أجل إعادتها إلى وطنها تشاد حسب قوله، مما عرضه إلى المحاكمة فى يونيو2020 وتحولت القضية الى اختلاس للتراث الثقافى الإفريقى من الدول الأوروبية المستعمرة قديما وهوما وضع القاضى الفرنسى فى حيرة من أمره معلقا «لا يمكننى أن أحاكم التاريخ ولكننى أحاكم المواطنين»!.
 

القوانين الأوروبية تمنع عودة القطع المعروضة والمستعمر يراوغ لمكاسبه السياسية.
الدول الاستعمارية تغسل أياديها من نهب ثروات إفريقيا

المخارج القانونية لرد القطع المنهوبة غير ممكنة!:

وتمثل قضية استيلاء الدول الأوروبية على التراث الأثرى الإفريقى أثناء الاستعمار وعدم ردها إلى ملاكها الأصليين حتى الآن جرحا داميا يعكر صفو العلاقات بين الجانبين، حيث تقتنى أوروبا 90% من القطع الأثرية الإفريقية ورغم إصدار البرلمان الأوروبى قرارا فى 26 مارس 2021 ملزما لكل دول الاتحاد بالبحث عن مخرج قانونى لنقل هذه القطع من المتاحف ومراكز الدراسات إلى أوطانها، إلا أن المحامى الفرنسى «إيمانويل بيراه» يؤكد أن الأمر ليس قانونيا ولكنه سياسي، فقد أعادت الدول الأوروبية قطعا أثرية منهوبة من الصين والجزائر دون سند قانونى لوجود مصالح متبادلة وثقل ميزان الدولتين إقليميا ودوليا، ويقول «لويس جورج» رئيس ممثلى جمعية السود الفرنسيين إنه تم الاتفاق مع المتاحف الأمريكية وغيرها حول العالم لرد القطع الإفريقية إلى أوطانها الأصلية بعد زيادة الحركات الاحتجاجية والمنظمات المطالبة بعودتها، وبناء عليه اقترحت بعض الدول إبرام صفقات متبادلة مع الأفارقة يترتب عليها خروج هذه القطع فى رحلات طويلة الأجل متجهة إلى متاحف دول المنشأ ثم تعود إلى أوروبا مرة أخرى دون إعادتها للأبد!، وذلك بسبب نصوص بعض الدساتير الأوروبية التى تمنع خروج القطع الأثرية المودعة فى المتاحف الوطنية إلى جهات أخرى.

الدول الاستعمارية تغسل أياديها من نهب ثروات إفريقيا

التحقيقات والجرد مستمران ولكن؟:

أقرت الدول الأوروبية بالحصول على القطع المودعة فى متاحفها ومراكزها، إلا أنها اشترطت تحديد كيفية الحصول على كل قطعة عن طريق التحقيقات والبحث قبل إعادتها، فهناك أكثرمن 500 ألف قطعة وصلت لأوروبا إماعن طريق «النهب، السلب، السرقة، غنيمة حرب، المقايضة، التهريب، هدية، منحة أو بشكل قانونى متفق عليه»، كما أثبت البحث أن بعض القطع وصلت إليهم عبر الوسطاء من بينهم مهربون، جنود، بحارة أو تجار مما يتطلب جرد وتصنيف كل قطعة، فهناك 66 ألف «بمتحف ثقافات العالم» فى هولندا، 13 ألف بمتاحف روما وتورنتو، 38 ألفا بمتحف «فيلت» بفيينا، إلى جانب بلجيكا، فرنسا، بريطانيا وإيطاليا القادم ذكرها بالتفصيل، وانضمت إليها الولايات المتحدة الأمريكية «كمستعمر جديد»، وبلغ مجموع القطع على أراضيها 75 ألفا، من بينها 35،578 فى متحف نيويورك وحده، فضلاعن 80 ألفا أخرى موزعة على الأماكن العامة فى أنحاء العالم الغربى كله منهوبة من دول الساحل والصحراء فقط، وتم بيعها فى المزادات منذ 1930 حتى الآن.

الدول الاستعمارية تغسل أياديها من نهب ثروات إفريقيا

بلجيكا:

قصة احتلال الكونغو وتاريخ العار يكتبه ليوبولد الثانى:

دخل الجيش البلجيكى الى القارة الإفريقية 1885 واستمر حتى الاستقلال فى 1960، بدأت قصتهم عندما أخبر السير هنرى مورتون الملك ليوبولد الثانى بوجود أرض تزخر بالثروات والمعادن والقوى البشرية التى يمكن أن يحصلوا عليها لصالح بلادهم والمتاجرة فيها وتصديرها الى أوروبا، وبالفعل استجاب ليوبولد الثانى وتظاهر فى مؤتمر برلين 1885 أنه ضد استعباد الأفارقة مناقضا لقوله «وأخيرا حصلت على قطعة الجاتوه الإفريقية الرائعة الكونغو»، ومن بعدها تاجر ليوبولد الثانى فى العاج وأنشأ شركة عالمية مستمرة حتى الآن لإنتاج وتصدير زيوت النخيل الإفريقى، كما كون جيشا للعمل بالسخرة فى مقابل الحصول على قطعة ملابس لتغطى عوراتهم أو ملعقة ملح من أجل البقاء أحياء بديلا عن الطعام!، وشكل فرقة من آكلى لحوم البشر لاستغلال قوتهم البدنية فى صعود الأشجار واستخراج المطاط بعد اختراع جون دانلوب للإطارات الهوائية فى 1898 والذى تاجرت فيه بلجيكا وصدرتها لأنحاء أوروبا.

الدول الاستعمارية تغسل أياديها من نهب ثروات إفريقيا

الزعيمان عبدالناصر وجيفارا يناضلان لاستقلال الكونغو:

تنازل ليوبولد الثانى عن العرش فى 1908 بعد أن مات فى عهده 10 ملايين كونغولى جوعا ومرضا وتعذيبا وقتلا، وتوفى فى 1909 تاركا ثروة تقدر بـ1،1 مليار دولار موزعية على الجمعيات الأهلية والحسابات السويسرية ومشاركات فى شركات النفط وممتلكات فى الرييفيرا الفرنسية، واستمر الاستعمار البلجيكى للكونغو حتى إعلان الاستقلال 1960 بفضل المساعى المصرية والأرجنتينية بقيادة الزعيمين جمال عبدالناصر وجيفارا، ورغم إعلان استقلال الكونغو وتعيين الزعيم باتريس لوموبا أول رئيسا للوزراء، إلا أن بلجيكا، بريطانيا، والولايات المتحدة أرسلت طائرة هليوكوبتر لخطف لومومبا وقتله ثم تذييب جثته بالمواد الكيماوية، ولم يتبق منها سوى «سنتين» قام الملك فيليب بردهما إلى أولاده فى زيارته الأخيرة للكونغو كنوع من الاعتذار عما اقترفته أيديهم!.
 

فى مواسم الانتخابات تزداد طبطبة رؤساء أوروبا وطلب السماح من الأفارقة.
الدول الاستعمارية تغسل أياديها من نهب ثروات إفريقيا

الثروات الطبيعية كانت لعنة على الكونغوليين:

تحتوى أراضى الكونغو على ثروات معدنية تقدر بـ11٫6 مليار دولار، وتبلغ قيمة ثرواتها الطبيعية 24 تريليون دولار، وتتساوى مساحتها مع قارة أوروبا كاملة، ويبلغ عدد سكانها 82 مليون نسمة، إلا أن دخلها القومى يبلغ 50 مليار دولار فقط. وتبلغ كمياتها مقارنة بالموزعين عالميا كالتالى:
 

(10% نحاس، 30% الماس، 80% من معدن الكولتون المستخدم فى صناعة

التليفونات المحمولة، 50% من الكوبالت المستخدم فى صناعة السيارات الكهربائية، 12% من إنتاج الطاقة الكهرومائية، 65% من اليورانيوم الخام «بمنجم شينكولوبى» الذى صنع القنبلة الذرية الأمريكية فى نجازاكى 1945 ومشروع منهاتن النووى، 65% من مجموع مساحات الغابات المطيرة حول العالم)، ويعتبرالخبراء أن هذه الثروات الهائلة كانت «لعنة» على الكونغوليين وليس العكس!.

الدول الاستعمارية تغسل أياديها من نهب ثروات إفريقيا

آثار الكونغو فى المتاحف البلجيكية:

وتبلغ أعداد القطع الأثرية والتراثية التى حصلت عليها بلجيكا من أنحاء الكونغو أثناء الاستعمار80  ألفا، بالإضافة الى 129 ألفا أخرى فى «المتحف الإفريقى» بالعاصمة بروكسل، حصلوا عليها من القصور والممالك الكونغولية عن طريق النهب، السرقة، التهريب، غنائم الحرب، الاستئجارأو كمديونيات أو بالاتفاق الرسمى مع وزارات الثقافة والمتاحف حسب صحيفة «أفريكا ريبورت»، ولذلك كون الملك فيليب وزارة مستقلة تختص بفحص ورد هذه القطع برئاسة توماس درمين الذى اصطحبه الملك فيليب أثناء زيارته للرئيس الكونغولى فيليكس تشيسكيدى فى يونيو 2022، واتفقا الطرفان على سن القوانين اللازمة فى دولتيهما لرد وتبادل 80 ألف قطعة أثرية مع نهاية 2024 معروضة فى متحف تيرفورن ببروكسل والمعهد الملكى للعلوم الطبيعية، مع رصد 2 مليون يورو لفريق عمل متكامل مسئولا عن نقل القطع من المتاحف البلجيكة الى مثيلها فى «كينشاسا» بالكونغو مع تجهيز القاعات للعرض، ووقع الطرفان اتفاقيات اقتصادية، ثقافية، دفاعية وشبابية لإثبات حسن النوايا للأجيال الكونغولية الجديدة.

 

فرنسا:

يعالج الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون هذه القضية من منظور سياسى يخدم مواقفه على المستويين الداخلى والعالمى، حيث يعترف باستيلاء بلاده على قطع أثرية وتراثية من «قصر الأبومى» فى مملكة بنين 1892، والتى تمت سرقتها بواسطة الجنرال «ألفرد دوردز» ووضعت فى متحف «كواى برانلى» فى باريس منذ 1897 ويبلغ عددها 72 ألف قطعة، تم نقلها منذ عهد الرئيسين كوان برانلى وصولا الى جاك شيراك، ووعد ماكرون أثناء زيارته لواجادوجو عاصمة بوركينا فاسو فى 2017 إحدى المستعمرات الفرنسية القديمة برد 26 قطعة الى «بنين»، مؤكدا ضرورة عودتها لتكون متاحة للشباب الإفريقى، واستعمرت فرنسا وحدها أكثر من 8 دول إفريقية فى الماضى، وهى «ساحل العاج، بنين، بوركينافاسو، مالى، النيجر، السنغال، توجو، غينيا بيساو».

 

مجهودات ماكرون لغسل أيدى فرنسا من الماضى الشائن:

قام ماكرون بتكوين لجنة «سار سافوى» بقصر الإليزيه فى 2018 وضمت خبراء فرنسيين وأفارقة لجرد وبحث أصول القطع الأثرية، وأسفرت النتائج عن وصول هذه القطع بنهبها من موطنها أو تهريبها أو الاستيلاء عليها أو بالاتفاق مع السلطات أثناء البعثات الكشفية قبل 1960، أو بالتعاون مع وزارة الثقافة وتبلغ  133 قطعة، فضلا عن 72 ألفا أخرى من دول الساحل والصحراء و45 ألفى من أقاليم أخرى، وبناء عليه استصدر البرلمان الفرنسى قانونا حصل على تصويت الأغلبية يقر بعودة القطع المودعة فى المتحف الحربى فقط الى السنغال وبنين!.

 

مؤتمر مونبيلييه وإحراج الشباب الإفريقى للرئيس الفرنسى:

عقد إيمانويل ماكرون مؤتمر «مونبيلييه» كأول قمة فرنسية إفريقية للشباب لإثبات حسن نواياه، حضره 13 ألف شاب وشابة من أنحاء القارة من بينهم 11 جاءوا على نفقة فرنسا لمناقشة ملفات المناخ، الرياضة، الديمقراطية، استعادة الآثار وريادة الأعمال، وعلى غير المتوقع هاجم الشباب والشابات الإفارقة ماكرون واعتبروه أنه ما زال يمارس سلطة بلاده الأبوية عليهم كمستعمر قديم، رافضين تقديمه الدروس الفلسفية على حد وصفهم، لدرجة أن فتاة تدعى داموندى إلدا من بوركينا فاسو رفضت الحوار مع ماكرون علنا واصفة العلاقة بين إفريقيا وفرنسا «بالإناء الملوث» من بقايا الاضطهاد وعدم الشفافية، والذى يمنعهم من مشاركته مع الفرنسيين، وأحرج الرئيس ماكرون واعترف بالظلم الذى لاقاه الأفارقة على أيديهم كمستعمرين ووعدهم بإزالة أية عوالق تعكر صفو علاقة بلاده بإفريقيا فى المستقبل.

 

بريطانيا:

تتعرض المملكة المتحدة لضغوط شديدة لإعادة القطع التى حصلوا عليها أثناء احتلالهم لعدة دول إفريقية فى القرن 19، حيث يوجد 69 ألف قطعة معروضة فى المتحف البريطانى بلندن فقط يعود بعضها إلى معركة «موقالاف» 1868، والتى أسفرت عن سقوط مملكة «أبيسينيا» الإثيوبية، وتم الاستيلاء بعدها على التاج الملكى الذهبى الذى يرمز إلى كنيسة إثيوبيا الأرثوذوكسية، وبعض ملابس وجواهرالإمبراطورالأبيسانى، ومتعلقات بابا الكنيسة الأرثوذكسية تواضروس الثانى الذى قام المتحف البريطانى برد بعض الشعيرات المأخوذة منه أثناء معركة «موقالاف»، ويحظر القانون البريطانى رد أو خروج هذه القطع من المتاحف، كما رفضت إثيوبيا مقترح بريطانيا الذى يقرضهم هذه القطع بهدف عرضها فى متاحفهم لفترات طويلة ثم إعادتها للندن مرة أخرى وكأنها تعود لبيتها وليس العكس!، ويبقى هذا الخلاف قائما حتى الآن بين الحكومتين بمن فيها العائلات الإفريقية الأصلية المالكة للقطع المعروضة فى المتاحف والمكتبات الملكية والبالغ عددها 70 ألف قطعة برونزية منهوبة من مملكة بنين وإثيوبيا، من بينها قطعة عبارة عن «طبلة دجيجى أيوكووى»، والتى يبحث متحف مانشستر عودتها الى أصحابها من قبيلة تشامان فى كوت ديفوار، واستطاعت غانا استرداد بعض القطع من المستعمر البريطانى قديما فى عيد استقلالها عام 2020.

 

ألمانيا وإيطاليا:

وقعت ألمانيا اتفاقية مع نيجيريا لرد ما يزيد على ألف قطعة من البرونز تعود الى «مملكة بنين» أيضا، وسوف تبدأ فى إعادتها 2023، بينما توجد 75 ألف قطعة تعود الى عدة مجموعات إفريقية من أصول عرقية متنوعة معروضة فى متحف برلين، أما إيطاليا فقد ردت «مسلة أكسيوم» الى إثيوبيا التى يعود تاريخها الى 1700 سنة ماضية فى عام 2005، والتى استمرت المفاوضات بشأنها لمدة 50 سنة كاملة!.