رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. هانى سرى الدين يكتب : مدينة الفنون والثقافة استعادة لأمجاد الإبداع المصري

د. هانى سرى الدين
د. هانى سرى الدين

أشعر بسعادة غامرة كلما رأيت صرحا جديدا، وأفتخر بأى إنجاز يصب فى صالح المواطن المصرى، وأدرك أن المستقبل يحمل لنا بشائر عظيمة، ففى كل المجالات هناك مشروعات عظيمة تمنحنا الطمأنينة وتدعونا للرضا والفخر، ومنها نعرف أننا نمضى على الطريق الصحيح.
وآخر ما لفت نظرى من مشروعات مبهرة، مدينة عالمية جديدة وساحرة للفنون والثقافة اكتمل بناؤها وقامت على أرض الواقع فى العاصمة الإدارية الجديدة، لتؤكد أن مصر قادرة على الإنجازات والتقدم، وأنه متى أرادت مصر أمرا عظيما وسعت إليه بإخلاص، حققته ليصبح واقعا مكتملا فى ظل إرادة سياسية مؤمنة بقدرات وإمكانات بلد حضارى عظيم متجدد، ومؤازة شعب صلب عظيم يحفظ تاريخه ويسعى إلى استعادة أمجاده.
لقد تابعت عبر أحد البرامج الفضائية قبل أيام قليلة فقرة تفصيلية عن مدينة الفنون والثقافة الجديدة والتى سيفتتحها السيد الرئيس قريبا، وأبهرنى روعة التصميم وتمام العمل وسرعة الأداء. ففى زمن قياسى صار لدينا أكبر مدينة فنية وثقافية فى الشرق الأوسط كله لتصبح قبلة المثقفين والمبدعين والباحثين.
وعلى مساحة 127 فدانا أقيمت أفضل المسارح وقاعات العرض ودور السينما وبيوت الموسيقى والمكتبات والمتاحف، فضلا عن مراسم وقاعات نحت وصناعة مشغولات يدوية متنوعة، لقد سعدت أن أعرف أن المدينة الجديدة ستضم غابة شجرية، ومسرحا مفتوحا يسع لحوالى 20 ألف متفرج، ومسجدا كبيرا ومبانى خدمية أخرى.
والجميل أيضاً أن المدينة تضم كذلك دار الأوبرا الجديدة، والتى يفترض أن تكون أكبر دار للأوبرا فى الشرق الأوسط، حيث تحتوى على قاعة رئيسية تسع ما يقرب من 2200 فرد، بالإضافة إلى مسرحين للموسيقى والدراما، فضلًا عن مركز الإبداع الفنى ومتحف للشمع، إلى جانب قاعة عرض سينمائى متصلة بالقمر الصناعى وثلاث قاعات للتدريب على التمثيل وستديوهات مجهزة بأحدث التقنيات، ومكتبة مركزية كبرى.
ولاشك أن ذلك يعنى عدة رسائل حضارية مهمة، أولها أن الدولة المصرية

انتصرت تماما على الإرهاب وصار بوسعها أن تخُط كل يوم معالم جديدة للعمران والحداثة، وأن تواصل مشروعات المستقبل دون توقف أو تعطل تحقيقا للحلم المبكر بأن تصبح مصر أم الدنيا صدقا وحقا.
وثانى الرسائل التى تبعثها المدينة هى أن مشروعات التنمية المستدامة فى مصر لا تقتصر على البنية التحتية وحدها، وإنما تمتد إلى دعم قدرات ومواهب وقدرات الإنسان المصرى وتعمل على الارتقاء بمهاراته وثقافته وإمكاناته الإبداعية.
وثالث الرسائل المهمة هى أن الثقافة والفنون فى مصر ليست ترفا أو مجالا هامشيا بعيد عن الناس، وإنما هو إحدى القوى الناعمة العظيمة التى ظلت لعقود طويلة منسية ونائمة، وآن الأوان لاستعادة أمجادها وتجديد ريادتها مرة أخرى فى ظل قيام الجمهورية الجديدة.
إننا فى حاجة أن نكرر أن الإنسان الموصول بالفن والإبداع هو شخص عصى على الاستقطاب من جانب جماعات الظلام والرجعية، فلا يُمكن لمبدع حقيقى أن يشارك فى عنف أو يبث كراهية أو يحمل تعصبا، وهو ما يُساهم فى إعادة بناء المجتمع المصرى مرة أخرى.
ولاشك أن كل ما يدور حولنا من مشروعات تنموية غير مسبوقة تتوالى وتتنوع كل يوم، يدفعنا إلى التفاؤل الشديد بمستقبل أبنائنا وأحفادنا. فطوبى للأجيال القادمة.
وسلامٌ على الأمة المصرية.