مناجاة من خلف الأبواب| مريدو السيدة نفيسة يحتفلون بالمولد رغم أنف الظروف (شاهد)
على الباب نساء يرتدين زيًّا أخضر اللون، يناجونها من خلف الأبواب، وعلى الأرض تجلس سيدة توزع بعض أرغفة الخبز داخلها أقراص الطعمية، ويقف أمام باب المسجد رجلًا يذكر الله بشكل مستمر بصوت عالٍ ليردد خلفه الباقون، مشهد من أمام مسجد السيدة نفيسة، التي احتشد في محيط مسجدها، أعداد غفيرة من محبيها ومريديها، بحي الخليفة بالقاهرة، جاءوا من جميع محافظات مصر؛ للتعبير عن حبهم لحفيدة رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
اقرأ أيضًا:
(شاهد) قصة مقام سيدي محمد موفي الدين صاحب الكرامات
همسات من خلف أبواب السيدة نفيسة
"الله الله"، كلمة يرددها أحد الذاكرين بصوت خاشع ويتبعه الواقفون أمام باب المسجد، البعض يتمايل فرحًا، وآخرون يتوددون للسيدة نفيسة في مناجاة وهمس من خلف الأبواب المغلقة للمقام، والبعض الآخر يعبر عن سعادته بتوزيع وجبات مختلفة مثل الفول النابت ورغيف خبز بداخله قطعة لحم وأرز، وغيره من طعام نزروه لوجه الله وإرضاء للسيدة، هي أمور قد يراها البعض بسيطة ولكنها أغلى ما يمتلكون يحاولون من خلالها أن يسعدوا بها "خلق الله"، بمناسبة مولد الحبيبة، التي عشقت مصر إلى أن ماتت ودُفنت على أرضها.
الاحتفال حتى مطلع الفجر
رصدت عدسة بوابة الوفد، حشودًا لمريدي السيدة نفيسة جاءوا من جميع القرى وصعيد مصر، مرتدين أفضل ما لديهم من ملابس صعيدية أنيقة، وهي الجلباب وعمامة الرأس البيضاء، وقفطان وشال "تلفيحة"، لتدفئة الرقبة لمواجهة برد الليل، الجميع عازمون على الاحتفال بالليلة الكبيرة للسيدة نفيسة حتى مطلع الفجر.
كانت الأعداد لا تحصى في المولد
عم مصطفى حارس أحد المقابر الملاصقة لمسجد السيدة نفيسة، ومن المعروفين بعلمهم وحبهم لأهل البيت، قال لـ الوفد، السيدة نفيسة، أبوها الحسن الأنوربن زيد الأبلج، بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وحفيدة الرسول صلى الله عليه وسلم، كان يأتي مريدوها للاحتفال من جميع بقاع الدنيا، كما كانت أعدادهم لا تحصى، لافتًا إلى أنه بسبب وباء كورونا منعت الدولة إقامة الاحتفالات في الموالد ولكن الناس تأبى أن تنسى هذه العادة الروحانية التي تربوا عليها منذ الصغر وهو زيارة أهل البيت والتجمع في الموالد.
وتابع مصطفى، قبل كورونا كانت الطرق الصوفية
أحبت مصر وماتت على أرضها
وأوضح أن السيدة نفيسة جاءت لمصر في 26 رمضان 193 هـ، وبقيت فيها إلى أن توفيت في 908 هـ، وقبل وفاتها حفرت قبرها بنفسها وهو في هذا المكان، متابعًا، حجت 30 مرة وكانت تسير على أقدامها لتأدية الحج، كما يوجد معبد لها تجلس فيه تتعبد الله في منطقة السيدة نفيسة.
ولفت إلى أن السيدة نفيسة كانت تصوم طوال العام ما عدا العيدين، وقبل وفاتها كانت صائمة ومريضة، مؤكدًا أن الموالد من قبل كانت تقام على مدار 10 أيام وكان يأتي إليها الشيوخ للإنشاد ولكن حاليًا بسبب الظروف أصبح الأمر مختلفًا.
الباعة الجائلون يتراصون على الأرصفة
لم يكن هذا التجمع لمريدي السيدة نفيسة فقط، بل تراص الباعة الجائلون، وافترشوا الطريق بمحيط المسجد وهو الوقت الأكثر رواجًا بالنسبة لهم لبيع الحمص والحلاوة ويعتبران سلعة أساسية في الموالد، وكذلك بائعي الألعاب، والخواتم، والبخور.
كما افترش الأرصفة عدد من أصحاب الطرق الصوفية الرفاعية والشاذلية، وغيرها، الجميع يجلس في رحاب السيدة نفيسة، مستمتعين رغم المسجد والمقام المغلقون، فهم لا يحتاجون إلا للجلوس بقرب من المسجد والاستمتاع بالجو الروحاني.
لمزيد من الأخبار اضغط alwafd.news