شاهد| الوفد في جولة داخل مستشفى الخيول الخيري "بروك"
الإنسانية أهم مبادئ العاملين بـ بروك
مستشفى بروك الخيري للخيول تعالج الماشية "العاملة" منذ 1934
بروك تُخرج في قوفل علاجية وتُغيث الخيول التي يُلقى بها في الشارع
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا عائشة، إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطى على الرفق ما لا يعطى على العنف، وما لا يعطى على ما سواه)، كما ذكر القران الكريم والأحاديث النبوية والتاريخ، أمثلة عن حقوق الحيوان التي لابد أن تصان وتحترم، وهذا ما يحدث في مستشفى بروك الخيري للخيول، بالسيدة زينب، التي تفقدتها الدوقة كاميلا خلال زيارتها مع زوجها الأمير تشارلز لمصر، حيث تتخصص المستشفى في خدمة المواطنين البسطاء ممن تتوقف حياتهم على امتلاك حصان أو حمار "عامل"، لينقل لهم بعض الأغراض أو غيرها من أشياء يبيعونها ويعيشون من رزقها، ووضعت المستشفى على عاتقها منذ عام 1934 مسئولية علاج الماشية التي يعتمد عليها الفقراء في توفير قوت يومهم، بدون مقابل، كما اتخذ كل العاملين فيها، مبدأ "الإنسانية والرفق بالحيوان والتعاطف مع الفقراء"، طريق يسيرون عليه، في تقديم العلاج المجاني للحالات التي تتردد بشكل مستمر طوال اليوم وقد يصل عددهم في اليوم الواحد لأكثر من 35 حالة .
اقرأ أيضا
لحظة استثنائية.. الأمير تشارلز يُغرد حول زيارته الأهرامات
أثر مملوكي أنشأه السلطان قايتباي.. قصة بيت الرزاز الذي زاره تشارلز
نجدة الخيول التي تم التخلي عنها
لم يتوقف عمل الأطباء داخل مستشفى بروك على علاج الخيول فقط، بل خصصوا رقم لنجدة الحالات التي يتم العثور عليها مُلقاة بالشوارع، بعدما يتخلى عنها أصحابها بسبب المرض أو تعرضها لكسر في الكاحل، كما اعتادوا تنظيم قوافل في محافظات مصر لعلاج الماشية المريضة بدون مقابل.
جولة الوفد داخل مستشفى بروك الخيري
أحمد غزالة طبيب بيطري، وهو واحد ضمن فريق كبير لأطباء كرسوا حياتهم لخدمة الخيول ومساعدة الفقراء في المستشفى، قال لـ الوفد، إن جميع أصحاب الخيول والحمير الذين يأتون للمستشفى هم مواطنين بسطاء لا يملكون المال، والخيول هي مصدر رزقهم الوحيد، لذلك نقدم لهم الدعم الكامل ونقوم بمعالجة الخيول وإجراء العمليات الجراحية لهم إذا تطلب الأمر، لافتا إلى أن الإصابات التي يتعرض لها الخيول مختلفة بعض الخيول والحمير، قد يعاني من ضعف عام بسبب ظروف صاحبها وعدم قدرته على إطعام حيوانه بشكل جيد، وآخرين قد يحدث لديهم كسور في الأقدام وهناك خيول تعاني من الأورام، وغيرها من أمراض أخرى ولكن في النهاية يتم علاجها.
المُهرة فُلة والدوقة
وحول زيارة الدوقة كاميلا، أوضح الطبيب، أنها زارت المستشفى وتفقدت جميع الأقسام والخيول الموجودة ، واطمأنت على مُهرة تسمى "فُلة" والتقطت الصور معها، وهي أم حُجزت للعلاج، وكانت في حالة هيجان، لم تستقر إلا بعد أن أحضرنا لها ابنتها الصغيرة.
لكل حصان سجل طبي
وأشار إلى أن المستشفى مُقسمة لعدد من الاقسام، قسم لاستقبال الحالات، وفيها يتم الكشف على الحالة والتعرف على طبيعة المرض، وجواره ساحة مُخصصة للخيول الترفيه خلال فترة النقاهة، متابعًا، كما هناك قسم الحجز وهو مقسم لعنابر لـ الخيول الذكور وآخر للإناث وبجوار كل عنبر سجل باسم الحالة وموعد دخولها والحالة المرضية، وفيها يتم حجز الحالات الحرجة التي تحتاج لرعاية واهتمام، وقسم آخر للعمليات وهو مزود بالأجهزة اللازمة لإجراء العمليات الجراحية للحالات.
ولفت أحمد، إلى أن الخيول والحمير تزداد أمراضهم خلال فصل الشتاء، بسبب برودة الطقس التي تسبب لهم الإسهال والبرد، مضيفًا، أن أعداد الحالات تزيد خلال فصل الشتاء، لذلك قامت المستشفى بتوفير منشورات لتعريف المربيين بكيفية الاهتمام بحيوانهم خلال المواسم التي يزيد فيها الأمراض، وكذلك العلاج السليم لبوادر ظهور أعراض البرد لدى الحصان.
الحصان الأعرج والعجوز
خلال جولة الوفد، داخل المستشفى بدأت الحالات تتوالي على قسم الاستقبال، وكانت حصان مصاب بـ"عرج"، يجره رجل مُسن فقير حافي القدمين،
بعد فحص الحصان، قال الطبيب، إن الحصان يعرج من قدمه اليمنى ولكن الألم ناتج عن الكتِف كما يعاني من حالة ضعف في الجسد، مضيفًا، أنه سيعطيه حقنتان أحدهما مضاد حيوي لوقف الاتهابات، وطالب بمتابعة لمدة 5 أيام مع المستشفى .
حصان يعاني الإهمال
وجاءت حالة أخرى وكانت لحصان يعاني من عدة جروح في جسده، وإهمال واضح في النظافة، حيث كان هناك بعض البقع على الجلد توضح إصابته بالجرب، وكان يتحرك على جسده القراد، بدا على صاحب الحصان الفقر المُدقع، فنصحه الطبيب بضرورة وضح الحصان في مكان نظيف بعيد عن أية حيونات أخرى، كما قام بوضع دهان مضاد حيوي على الجروح الموجودة على جسد الحصان، كما قام بحقنه ببعض الحقن.
ولاحظ الطبيب، أن الحبل المتصل بسرج الحصان يسبب العديد من الجروح فوق أنف الحصان، فقام بوضع قطعة من القماش المبطن والمخصوص لمنع احتكاك الحبل بالأنف، وذهب الرجل وفي يده حصانه، بعد أن وعد الطبيب بعمل متابعة لمدة 5 أيام وتنظيف الحصان جيدا، ولم يتكلف الرجل جنيه واحد في علاج حصانه الذي بدا أنه يعتمد عليه اعتماد كلي في عمله .
وناشد الطبيب، أصحاب الخيول والحمير "العاملة"، بضرورة الاهتمام بهم حيث أنهم أرواح تحتاج الرحمة والاهتمام، مشيرا إلى أنه يجب التعامل معهم كما نتعامل مع أنفسنا، فالإهمال فيهم يؤدي إلى مرضهم أو موتهم وفي هذه الحالة سيتوقف مصدر الرزق.
تاريخ نشأة مستشفى بروك
مستشفى بروك الخيري لرعاية الحيوان هي جمعية خيرية تدير مستشفى طب بيطري يهتم بحالات مثل الحيوانات العاملة، التي ترعاها الأسر الفقيرة، تقع المستشفى بالسيدة زينب، وتأسست عام 1934م في القاهرة، وتهدف هذه المستشفي إلى تقديم الخدمات البيطرية المجانية للخيول والبغال والحمير التي تعمل في القاهرة والإسكندرية والأقصر وإدفو وأسوان ومطروح في ظروف غير طبيعية من حيث شدة الحرارة، أو كثرة العمل ومشقته، مع ظروف صحية وغذائية متدنية، كما تعمل المستشفي في جميع أنحاء العالم، ومقرها المملكة المتحدة.
قصة تأسيس المستشفى ترجع عندما قامت دورثي زوجة الجنرال "بروك"، بالجيش البريطاني، بزيارة إلى القاهرة ولاحظت تدني حالة الخيول العاملة بالشوارع بعدما خدمت في الحرب العالمية الأولى، وما أصابها من ضعف وهزلان.
لمزيد من الأخبار اضغط alwafd.news