بالصور| قصة مسجد "الأمير شيخو" صاحب حجر الشفاء والتاريخ المجهول

يتربع مسجد الأمير شيخون، أو " شيخو" على عرش منطقة شارع صليبة في حي الخليفة بالقاهرة، معلنًا للمارة أن الماضي والحاضر من الممكن أن يجتمعان في نفس الوقت بمكان واحد، حيث العراقة والجمال والتاريخ الذي تفوح رائحته من بين كل حجر من أحجار المسجد، ورغم مرور الزمن مازال يحتفظ برونقة وعظمته وشموخه، وكأنه رجل حكيم خبير بأسرار الحياة، متفائل لا يحزن يوما من قسوة ما مر عليه من تقلبات الزمن، متواضع يريد أن يُفيد بعلمه كل  محتاج.

اقرأ أيضا : "الفاروق" صاحب رسول الله.. بُشر بالجنة واغتيل بخنجرٍ في صلاة الفجر

 

مسجد الأمير شيخو

أنشاء المسجد الأمير شيخو العمري الناصري بشارع صليبة بحي الخليفة في محافظة القاهرة، ويقال أن أسمه "شيخو" أيضًا وهو أحد أمراء السلطان المملوكي البحري الناصر محمد بن قلاوون، وكان قد اشتراه من الخواجة عمر، فأصبح له مكانة عظيمة عند بن قلاوون، فتوسط و شفع للكثير من الأمراء وسعى للأفراج عنهم.

 

المسجد مجهول التاريخ

تاريخ بداية أنشاء المسجد غير معلوم، وكأنه سقط من سجلات التاريخ، وهناك بعض علماء التاريخ رجحوا أنه تم الانتهاء من إنشاءه في رمضان عام 750 هـ 1349 م، كما يتميز المسجد ببساطة التصميم من الداخل، ودقة الزخارف واحتفاظة بالجداريات التي تُزين المنبر والمأذنة والآيات القرآنية المنقوشة على دكة المُبلغ، كما زُينت نوافذ المسجد برسومات مُبهجة لورود وأشجار، مطعمة بالأوان التي تعكس الضوء على صحن المسجد في الصباح.

قصة حجر الشفاء بمسجد الأمير شيخون

علي حارس المسجد قال لـ الوفد، إن على جانبي المسجد يوجد 4 أحجار لونها أسود، لافتا إلى أن قصة هذه الأحجار تميز المسجد خاصة بالمسجد يعتقد بها أهالي المنطقة وهي أن هذه الأحجار قادرة على الشفاء.

المريض يمسح على الحجر ويدعو الله بالشفاء

وأضاف الحارس، أن العديد من الأهالي يأتون ويتبركون بالأحجار السوداء على أمل أنها تشفي الأمراض، مشيرا إلى أن بعض السيدات اعتادن أن يأتوا ويمسحوا على وجوه أبنائهم بالحجر الأسود، ويدعوا الله أن يشفي أبنائهن .

 

ولفت علي إلى أن، المسجد له اسمان شيخو وشيخون، وله طابع مميز وريح خاص لا يتواجد في أي مسجد آخر، مضيفا، أن من يأتي للصلاة يجد نفسه يرغب في الجلوس أطول فترة ممكنة بسبب جمال المسجد واحساسه المختلف عن أي مسجد آخر .

تصميم مسجد الأمير شيخو

يحتوي المسجد على "دكة مُبلغ" مميزة على

جانبيها سلالم شكلها قديم متماسكة وقوية، تعود إلى سنة 961هـ - 1554م كما توضح الكتابات الموجودة عليها، كما نُقش عليها آيات قرآنية باللون البني، ويطغى على المسجد اللون الأبيض الناصع والبني الغامق .

 

وتعتبر الواجهة الرئيسية للمسجد واجهة خانقاة الأمير شيخو من حيث العناصر المعمارية، ويتكون المسجد من الداخل من صحن أوسط يحيط به أربع إيوانات ويتوسط الصحن فسقية، تتكون من بناء مثمن التخطيط مبني من الآجر ومغشى بألواح من الرخام، القبة الملحقة بالمسجد بنيت ليدفن بها الأمير شيخون، منشئ المسجد، بينما دُفن في قبة الخانقاة تيمنًا بوجود الصوفية وتبركاتهم .

القبض على الأمير شيخو

عُرف في كتاب مساجد مصر واولياؤها الصالحون، بـ"شيخون العمرى الناصرى"، كان أحد أمراء المشورة، إلى أن أصبح زمام الدولة بيده فساسها أحسن سياسة وكان يمنع كل حزب من الوثوب على الآخر، الأمر الذي أثار غيرة البعض .

 

عام  751 هـ عين نائبا لطرابلس، وقبض عليه وهو في طريقة إلى دمشق، وأحضر إلى الإسكندرية وتم سجنه بها، واعتقل بها  إلى أن تم خلع السلطان الملك الناصر حسن، وتولى أخوه الملك الصالح صالح ابن الملك الناصر محمد بن قلاوون، قتم الإفراج عن الأمير شيخو .

اغتيال الأمير شيخو

ولكن عام  758 هـ خرج عليه شخص من المماليك،وانقض عليه عندما كان جالسا فى دار العدل بالقلعة، وقام بضربه بالسيف فى يده وفى وجهة، وظل مريضا طوال الـ 3 أشهر، وتوفى متأثرًا بجراحه يوم الجمعة 26 ذى القعدة عام 758 هـ، وتم دفنه بالخانقاه الشيخونية .

لمزيد من الاخبار اضغط alwafd.news