عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بالصور.. باعة تمر الجنوب.. رحلة من الصعيد للقاهرة والربح "بضع جنيهات"

 بجلباب وعمامة وملامح الجنوب الممزوجة بلون القمح وهدوء النيل، وقف "حسن" رأسه شامخة كالملوك بجواره "قفة" البلح يستقبل المارة في شارع المعز، ورغم العدد الكبير من المنافسين حوله من بائعين و"قفف" متراصة بجواره إلا أنه كان يبدو عليه الثقة التامة، إنها ساعات قليلة وستفرغ القفة من "التمر الصعيدي" كما كان يطلق عليه، وهو ينادي على المارة "يا بلح الصعيد يا طرح النخيل العالي".

 

اقرأ أيضًا: في ذكرى إنشاء جامع الأزهر.. تفاصيل بناء أقدم مسجد ومدرسة للعلم في العالم

 

رزق البلح

حسن سيد، شاب في العقد الثالث من عمره، جاء من أقصى الصعيد محافظة أسيوط، بعد أن ملأ قفته بالبلح راميًا حمله على الله متعشمًا فيه أن يرزقه ببضع جنيهات ثمن البلح؛ ليعود إلى أسرته مجبورًا، قال لـ"الوفد"، وعلى وجهه ابتسامة خجل: "البلحات دول مصدر رزقي ورزق عيالي، باجي أنا وناس تانيين كل سنة بنتجمع في نفس الشارع وبنبيع البلحات بأسعار قليلة وبلحات نضاف وزي الشهد".

ربح بيع البلح بضع جنيهات

ولفت حسن إلى أن أسعار البلح هذا العام تتراوح ما بين 15 إلى 30 جنيهًا، والأسعار تختلف حسب نوع البلحة، فهناك بلح يسمى السكوتي ويتميز بالطعم المسكر وسعره من 15 لـ20 جنيهًا، وبلح البرتمودا وسعره يتراوح من 25 لـ30 جنيهًا، وبلح المكابي، وهذا النوع يستخدم في اللبن أو الخُشاف، موضحًا أن الربح الذي يعود للبائع من بيع الكيلو لا يتجاوز الـ5 جنيهات.

 

مسح حسن جبهته التي كانت تتصبب عرقًا؛ بسبب ارتفاع درجة حرارة الشمس التي كشفت عن قسوتها مع بداية فصل الصيف، كادت إحدى القطرات أن تتسلل إلى عينيه، ولكنه استخدم طرف جلبابه لإزالتها، وتابع، البائعون يتواجدون قبل شهر رمضان بأسبوع أو اثنين في شارع المعز أو الأزهر بشكل ثابت كل عام مع بداية شهر رمضان، ثم يعودوا مرة أخرى إلى الصعيد، وفي نصف الشهر يأتون محملين مرة أخرى إلى شارع المعز ثم يسافرون مرة أخرى للصعيد ينتظرون العام المقبل.

بلح زي العسل

استطرد: "البلحات باخدهم من النخلة الخاصة للعيلة كل سنة تطرح، بناخد البلحات ننشفها ونجهزها للموسم، هناك بلحات يتم وضعها في الفرن لتحصل على الطعم المقرمش وهذا يزيدها حلاوة، وهناك بلحات أخرى تكون طرية زي العسل، ودي أكتر بلحة بيحبها الناس".

وأضاف حسن أن ابن عمه يشاركه في النخلة، ويبيع منها مثله، ولكنه يجلس بجوار جامع الأزهر، متابعًا، في نهاية اليوم يحملون ثمن البلح ويعودون إلى ديارهم ويأتون بالمزيد.

تجفيف البلح في الصعيد

وعن طريقة تجفيف البلح قال حسن، إن البلح يُجفف بطريقة حديثة وهي بالفرن أو بالطريقة التقليدية، وهي أخذ التمرات بعد قطفها ووضعها فوق مشمع على الأرض في "صحن" الدار، ليتعرض للشمس مدة كبيرة حوالي شهرين، ثم بعد ذلك يجمع البلح ويخزن في أجولة مع حفظها في أماكن جيدة التهوية بعيدًا عن الرطوبة، مؤكدًا أن البلح في هذه الحالة قد يدوم طويلًا لسنوات عدة دون أن يُفسد.

الصبر على رزق البلح

وأنهى حسن كلامه وعلى وجهه ابتسامة متواضعة، أنه لديه ثقة في الله أن رزقه موجود وسوف يأخذه حتى لو وسط سوق كامل من البلح، مشيرًا إلى أن هناك بعض الأيام يكون الرزق كثير ويبيع كل ما لديه من بلح سريعًا، وأيام أخرى ينتظر كثيرًا، ولا يكون هناك طريق آخر إلا الصبر على الرزق.