رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في حواره لـ"الوفد".. عصام يونس يكشف آخر تطورات الملف الحقوقي الفلسطيني.. وتأثير الاحتلال على مواجهة كورونا

الشعب الفلسطيني في انتظار الاقتراب من العدالة

تكرار مشاهد الجرائم الخطيرة بفلسطين تساعد على استمرار الاستيطان

الدولة المصرية كانت ومازالت داعم ومساند قوي للحقوق الفلسطينية

احتضان القاهرة لمؤتمر المساءلة الجنائية يُشكل أهمية كبيرة ودلالة عُظمى

الاحتلال يرتكب أبشع الجرائم بحق الفلسطينيين.. ونرفض كل إجراءات الاستيطان

مصر بذلت جهودًا مُضنية بدعم عربي تكللت بالنجاح في "جمع الفرقاء"

القضاء الإسرائيلي وفر غطاءً لما يُرتكب من جرائم فاجرة

المحكمة الجنائية هي الملاذ الأخير أمام ضحايا الاحتلال

الاحتلال أثر على قدرة الفلسطينيين في مواجهة وباء كورونا

المجالس الحقوقية بمصر تستحق التقدير والاحترام

الملف الحقوقي في مصر تغير كثيرًا بعد ثورة يناير

صفقة القرن وُلدت ميتة ولا تستحق عناء النقاش

التفاف الدول العربية حول القضية الفلسطينية يسهُم في استرجاع الحقوق  

 

قال عصام يونس، رئيس الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، إنه منذ عام 67 إلى يومنا هذا، ومسلسل الجرائم بالأراضي الفلسطينية في تواصل دائم، ضم العديد من الانتهاكات، كالاستيلاء على الأراضي وخلق مراكز قانونية، والاستيطان، وفرض حصار، وتهويد مدينة القدس، وغير ذلك، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني بات في انتظار محاولات الاقتراب من العدالة، وتحقيق المساءلة والمحاسبة الجنائية في هذه الجرائم، بعد قرار صدور قرار المحكمة الجنائية.

 

اقرأ أيضًا:- فلسطين توقع مع الاتحاد الأوروبي اتفاقية لدعم قطاع الزراعة

 

وأشار يونس في حواره لـ"للوفد"، إلى دور الدولة المصرية الهام تجاه القضية الفلسطينية منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي وحتى الأن، والتي احتضنت المؤتمر الدولي حول "تعزيز المساءلة والمحاسبة الجنائية عن جرائم الحرب بفلسطين"، على أراضيها الذكية منذ أيام قليلة، لكشف انتهاكات الاحتلال وجرائمه البشعة أمام العالم كله، وخصوصًا بعد تولي المحكمة  الجنائية والمدعي العام وجود أساس للتحقيق فيما أرتكب من جرائم على الأراضي الفلسطينية.

 

القضية الفلسطينية

ولا يُمكننا أن ننسى ولو للحظة القضية الفلسطينية.. التي كانت وما زالت قضية العرب الأولي منذ عام 1948، والأهم بالنسبة لمصر، التي بذلت العديد من الجهود المُضنية لإنصاف الفلسطينيين والحصول على حقوقهم المشروعة، شملت محاولة وقف إطلاق النار لتجنب العنف وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء شعب فلسطين، فضلاً عن الجهود الإنسانية التي قدمتها مصر من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين وتقديم المساعدات الغذائية والدوائية لهم.

 

اقرأ أيضًا:- الجامعة العربية تجدد التزامها بتعزيز دعائم البيت العريق للحفاظ علي وحدته

 

وفي هذا السياق أجرت "بوابة الوفد"، حوارًا مع رئيس الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، لكشف ما يحدُث مؤخرًا من أحداث داخل الأراضي الفلسطينية المُحتلة، والتحدث عن تفاصيل المؤتمر الدولي الأخير الذي احتضنته الدولة المصرية على أراضيها وأبرز أهدافه.

 

وإليكم نص الحوار:-

عصام يونس وحواره مع الوفد

في البداية حدثني عن أهمية انطلاق المؤتمر الدولي حول "تعزيز المساءلة والمحاسبة الجنائية عن جرائم الحرب بفلسطين"؟

 

يُشكل المؤتمر الدولي حول "تعزيز المساءلة والمحاسبة الجنائية عن جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة .. فلسطين نموذجًا" والذي احتضنته القاهرة في 22 مارس الجاري، أهمية كبيرة للغاية تجاه القضية الفلسطينية، كما أنه جاء حول ثلاث قضايا أساسية وهامة توقيتًا ومكانًة وموضوعًا، بعد قرار الإدعاء العام بالمحكمة الجنائية بفتح التحقيق، مضيفًا: "كلنا نعلم أن هذه العملية بدأت منذ سنوات وطال انتظار صدور قرار المحكمة الجنائية كثيرًا".

 

كما ارتبط المؤتمر أيضًا ارتباطًا كبيرًا بالقضية الأهم الأن عند الفلسطينيين، وهي تضامن الدول كافة؛ لتحقيق المساءلة والمحاسبة وضمان عدم إفلات المجرمين المحتلين من جرائمهم تجاه الفلسطينيين، وتحقيق العدالة على الأراضي الفلسطينية المُحتلة؛ وذلك بعد قرار فتح التحقيق في جرائم الاحتلال، بعد مرور سنوات من تقديم المعلومات والبلاغات للمحكمة، والذي نتج عنه تولي المحكمة والمدعي العام وجود أساس للتحقيق فيما أرتكب من جرائم على الأراضي الفلسطينية.

 

وبات الشعب الفلسطينيي في انتظار محاولات الاقتراب من العدالة، وذلك نتيجة كثرة ظهور مشهد ارتكاب الجرائم الخطيرة والمتكررة التي تهدد السلم والأمن وتساعد على استمرار الاستيطان وما إلى ذلك، من الجرائم التي ﻳﺸﻤﻠﻬﺎ ﻗﺎﻧﻮن روﻣﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ للمحكمة الجنائية الدولية.

عصام يونس

هل ترى أهمية لانطلاق المؤتمر في القاهرة؟

في البداية، يجب تقديم الشكر والتقدير والاحترام للدولة المصرية؛ لتسهيلها عقد هذا المؤتمر على أراضيها، والذي يُشكل أهمية كبيرة ودلالة عُظمى من ناحية مصر المكانية للدولة الفلسطينية، وثقل سياسي وعربي، كما أنه يعكس جانب هام، وهو تأكيد دعم مصر للقضية الفلسطينية وحرصها على الدفاع عنها منذ نشأتها وحتى الآن، إضافة إلى إيمانها الكامل بضرورة تطهير الحقوق الوطنية الفلسطينية وتحقيق  العدالة والانصاف على أراضيها.

 

حدثني عن أبرز القضايا التي ألقى الضوء عليها بالمؤتمر؟

ارتبط المؤتمر الدولي الذي جاء بالشراكة بين أطراف رئيسية مهمة وشريكة بالمنطقة العربية، وهم المجلس القومي لحقوق الإنسان، برئاسة محمد فايق، الذي كان ومازال داعمًا كبيرًا للقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية، والهيئة المستقلة والمنظمة العربية لحقوق الإنسان، بأبرز القضايا التي تهم الشعب الفلسطيني خلال الفترة الحالية، وهي غياب العدالة والمحاسبة لجرائم الاحتلال، وبالتالي توفرت كل الأسباب لإقامته بالشراكة مع ائتلاف عظيم عكس اهتمامًا كبيرًا بهذه القضية وهي تحقيق العدالة والمساءلة والمحاسبة.

عصام يونس

حدثني عن دور مصر في دعم القضية الفلسطينية

الحديث يطول عن دعم مصر للقضية الفلسطينية، لأن مصر ليست وسيط، بل هي طرف مهم منذ نشأة القضية الفلسطينية، وداعم ومساند قوي للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، ومن المعروف أنها دائماً وأبدا تدعم مايقرره ويتوافق عليه الفلسطينيين.

 

ويُعتبر التطور الأهم في علاقة الدولة المصرية بالقضية الفلسطينية، هو إيمانها الشديد بضرورة تمكين الفلسطينيين على أرضهم وحصولهم على حقوقهم المشروعة وإنهاء حالة الانقسام القائمة.

 

كما أن مصر بذلت جهودًا مُضنية بدعم عربي تكللت بالنجاح بـ"جمع الفرقاء"، وعلى الرغم من تنوع الخلافات وحجمها الشخصي والسياسي، إلا أنه في النهاية توج كل ذلك بدخان أبيض، وتوافق الفرقاء في مصر، وكان لذلك دلالة كبرى ودعم لقيمة مصر المكانية، على الرغم من محاولات عواصم آخرى باقترابها من الملف الفلسطيني، ولكن في النهاية لايصح إلا الصحيح، وهو احتضان القاهرة لمثل هذه الأمور..

 

أما عن الانقسامات، فتُعتبر الخطوة الأهم في إنهاء ملف الانقسام هو التوافق على الانتخابات، ولولا الدور الهادىء والملتزم والداعم الذي بلغته الدولة المصرية، لم يكن بالإمكان التوافق على الانتخابات بين كل الفرقاء، وتعتبر هذه القضية بالغة الدلالة على أهمية الدولة المصرية ودورها المحوري بين الدول كافة.

 

ما هي أهم القضايا التي تشغل الفلسطينيين في الوقت الحالي؟

فيما يتعلق بالقضايا الآخرى الخاصة بالقضية الفلسطينية، فإن الموضوع الدائم والشاغل سواء كان في مؤسسات الأمم المتحدة أو مجلس الأمن أو الجمعية العامة، هو التأكيد على حقوق الفلسطينيين، وعروبة القدس، وأنها أرض محتلة، بالإضافة إلى رفض كل إجراءات الاستيطان وغير ذلك.

 

حدثني عن وضع الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين.. وأبرز الجرائم التي يقوم بها؟

منذ عام 67 إلى يومنا هذا، ومسلسل الجرائم بالأراضي الفلسطينية في تواصل دائم، ضم الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وخلق مراكز قانونية، إضافة إلى الاستيطان ونقل السكان من دولة الاحتلال إلى قلب الأراضي المحتلة، وتهويد مدينة القدس وفصل غزة عن الضفة، وفرض حصار مشدد على الأراضي الفلسطينية طال بتأثيراته الكثير من المناحي.

 

ولم يتوقف مسلسل الاحتلال والعدوان المتواصل  على الأراضي الفلسطينية فقط، بل استمر مشهد القتل والسجن والتشريد للفلسطينيين، وابتلع الاستيطان الأراضي الفلسطينية، وتم عزل القدس عن محيطها الفلسطيني، إضافة إلى المحاولات المحمومة لتغيير الهوية العربية والإسلامية والمسيحية للمدينة المُقدسة، وتفتيت الفلسطيين وتقسيمهم جغرافيًا وديمجرافيًا لقيام دولة إسرائيل.

 

وعلى نحو أخر قام الاحتلال بأفظع الجرائم، وأراد تحويل الفلسطينيين من شعب عزيز كريم إلى جماعات في غزة والقدس وشمال الضفة وجنوبها، وبالتالي ما ارتكبه الاحتلال ولا سيما في العدوان على قطاع غزة، وتكرار مشهد قتل المدنيين المحميين بموجب قواعد القانون الدولي، أصبح هناك حروب عديدة على قطاع غزة، على سبيل المثال قصفت العديد من المنازل على رؤس أصحابها وتدمير دور العبادة ومحطات الصرف صحي، والمستشفيات، وتعرض المجتمع كله من أطفال ونساء وشيوخ إلى عملية تقتيل غير مسبوقة.

ماذا عن دور القضاء الإسرائيلي تجاه الجرائم التي تُرتكب في حق الفلسطينيين؟

القضاء الإسرائيلي لم يقترب من تحقيق العدالة، بل وفر غطاءً لما يُرتكب من جرائم فاجرة، حتى أصبحت المحكمة الجنائية في نهاية الأمر هي الملاذ الأخير أمام ضحايا الاحتلال، ولم يعد أمامهم من خيار سوى المحكمة الجنائية؛ لعلها توفر لهم الانصاف ليحصلو على العدالة، اعتبارًا بأن القضاء الدولي يُعتبر تكميلي وليس بديلي.

 

حدثنا عن وضع الشعب الفلسطيني في ظل أزمة كورونا؟

الكورونا زائر غريب الذي اجتاح العالم ودول بالغة الاستقرار، وهدم الكثير من الامكانيات الاقتصادية والعلمية، ووقفت دول العالم كلها عاجزة عن مواجهة هذا الوباء، ولكن كان الأمر بالنسبة للأراضي الفلسطينية أكثر صعوبة، فضلًا عن ما تتعرض له من حصار واحتلال.

 

وكان للاحتلال تأثيرًا كبيرًا على قدرة الفلسطينيين على مواجهة وباء فيروس كورونا المستجد في ظل الحصار والاجراءات المُتخذة من قبل دولة الاحتلال، التي أعاقت قدرتها على الوقوف ضد هذا الوباء القاتل، بسبب الاجراءات والعقوبات المختلفة التي تحد من قدرتها على القيام بدورها كحكومة وسلطة منوط بها لتقديم كافة المساعدات لشعبها لمكافحة الجائحة.

 

هل هناك تمييز يحدث في تلقي تطعيمات كورونا بالأراضي المُحتلة؟

بالطبع يُمارس الاحتلال في هذا الوقت العصيب الذي يمُر به العالم كله بسبب جائحة كورونا تمييزًا خطيرًا جدًا ليؤكد على الطابع العنصري، من خلال عدم السماح بإيصال التطعيمات للأراضي الفلسطينية، والتي تُعتبر مسؤولية الاحتلال فقط، ولا تخص أي طرف أخر؛ وذلك لأن المركز القانوني للأراضي الفلسطينية هي الأراضي المُحتلة، وبالتالي فإن دولة الاحتلال مُنسبة قانونًا بتوفير التطعيم للسكان المدنيين.

 

وفي حالة شراء التطعيم وتوزيعه، أو إذا تبرعت به أي جهة أخرى، فإنه يخضع إلى جملة من الموافقات الإسرائيلية، وبالتالي تأتي حالة تميزية في توزيع اللقاح، لأن المستوطن يكون في قلب الأراضي المُحتلة وعلى بعد أمتار من الفلسطيني الموجود في الأراضي المُحتلة، ورغم ذلك يتم تطعيمه ويُترك الفلسطيني في مواجهة الوباء والإمكانيات الصحية الضعيفة جدًا، التي تتسم بالتدهور.

 

كما استخدمت دولة الاحتلال جائحة كورونا وما يُمر به العالم والأراضي الفلسطينية من أزمات بسبب هذا الوباء،  للقيام بإجراءات بالغة الصعوبة في حق الفلسطينيين، من خلال توسيع المستوطنات وإضافة وحدات سكنية جديدة، إضافة إلى الممارسات المختلفة من حصار واغلاق وتققيد حركة المرضى وغير ذلك.

ما هو دوركم كمؤسسة حقوقية تجاه القضية الفلسطينية؟

المؤسسات الحقوقية الفلسطينية كانت ومازالت لها دور هام جدًا في نقل حقيقة ما يحدث داخل الأراضي الفلسطينية المُحتلة، والصراع الدائم للحصول على المعلومة، في ظل ممارسة أشكال الاحتلال لكافة أشكال العنمف المختلفة التي يتم تغطياتها وتعتيمها، ومن هنا يأتي دور المؤسسات الحقوقية لتوثق هذه الجرائم ونقلها للعالم، ونشر ما يتم ارتكابه في حق الفلسطينيين.

 

كما تُعتبر المؤسسات الحقوقية الفلسطينية أيضًا، نقطة البداية لأي عمل قانوني أو سياسي يتم لصالح الأراضي المُحتلة، وإيصال المعلومة وحقيقة ما يحدث، في ظل وجود ما يحاول اخفائها وحجب الصورة الحقيقية التي تتم على الأراضي الفلسطينية، وذلك فضلًا عن أنها تتمتع بباع طويل من العمل المهني على مدار عقود، حظيت من خلاله على الخبرة والمصداقية.

 

ومن المعروف أيضًا أن عدم توفير إمكانيات لتحقيق العدالة يكشف دور المؤسسات الحقوقية المهم  في هذا الشأن؛ وذلك لأن الكلمة الأساسية التي تعمل عليها المؤسسات الفلسطينية والعربية هي إعمال مبدأ المحاسبة؛ لأن في غيابها يأتي الأسوأ وعدم إعمالها يُعني أن هناك ضوء أخضر ويترك للاحتلال الفرصة لكي يرتكب ما يريد من جرائم، تستبيح حقوق المدنيين، ونحن كعرب وفلسطينيين نرى في أنفسنا جزء من العالم المتحضر نقبل مايقبل ونرفض ما يرفض، وبالتالي يجب إعمال

المحاسبة والنظر في هذه النزاعات.. ومن هنا تأتي ثقتنا في قدرة المحكمة الجنائية وقدرتها على التقدم خطوات كبيرة للأمام.

 

ما هي أبرز الأدوار التي تقوم بها الشبكة العربية؟

نحن لنا أدوار هامة كمؤسسة حقوقية، ضمت العديد من الأمور، منها تقدمنا بالعديد من البلاغات للإدعاء العام للمحكمة الجنائية، كما قدمنا كم هائل من المعلومات والحقائق الهامة حول ما أرتكب من جرائم في الأراضي المُحتلة، شملت القصف بالمنازل والأبراج السكنية على رؤس ساكنيها من أطفال وشيوخ ونساء، إضافة إلى تقديم المشورى القانونية والتمثيل أمام المحاكم.

 

ما الذي تحتاج إليه القضية الفلسطينينة في الوقت الراهن؟

الشرعية وحدها لا تصنع العدالة؛ لأنها كبيرة بحاجه لمن يوظفها، ولأن القضية الفلسطينية هي أعدل قضية في الكون منذ عقود طويلة، فهي بحاجه إلى جهد وإسناد عربي كبير، ومن هنا يأتي المؤتمر الدولي حول "تعزيز المساءلة والمحاسبة الجنائية عن جرائم الحرب بفلسطين"، الذي أُقيم في القاهرة بدلالاته المختلفة، وأهم قضاياه، وهي ماذا بعد قرار فتح التحقيق من قبل الإدعاء العام للمحكمة الجنائية؟.

ما هو رأيك في دور المجالس الحقوقية بمصر وهل تقوم بالدور المنوط بها؟

كثرة المجالس الحقوقية يُعتبر تطور هام جدًا؛ لأن دور مؤسسات حقوق الإنسان كبير وعظيم، يشمل تلقى الشكاوى والقيام بالزيارات المتعددة، وتقديم الدعم الفني، وغير ذلك، وبالتالي العملية دائمًا متواصلة من العمل الدؤوب الذي لا ينتهي.

والمؤسسات الحقوقية بمصرعلى وجه الخصوص، تستحق التقدير والحترام، ومطلوب مثيلها بالمنطقة العربية بحكم الظروف التي تمر بها المنطقة، لأنها تقوم بأدوار بالغة الأهمية وخصوصًا في مصر في ظل وجود أعضاء يقومون بمهامهم المنوطة على أكمل وجه، بالتعازن مع الجهات المختلفة.

 

هل لمصر تأثير على المنطقة العربية؟

مما لا شك فيه أن هناك نماذج مصرية مُلهمة ومجالس حقوقية تستحق التقدير، وخصوصًا بعد التحديات الكبرى التي تواجهها في ظل وجود الارهاب القائم، إضافة إلى التهديدات التي تعرضت لها المنطقة العربية بأكملها خلال الظروف الاستثنائية التي مرت بها، وعلى الرغممن كل ذلك استطاعات ان تحافظ على دورها كمؤسسات وطنية وتقدم النصيحة والمشورى والمساعدة الفنية والقانونية، واستمرت في دورها المنوط من رفع وعي المواطنين واشراكهم في دائرة الفعل العام ورفع المظالم عليهم.

هل تغير الملف الحقوقي في مصر بعد ثورة يناير؟

بالطبع تغير ملف حقوق الإنسان بمصر، وكان له أثر كبير على حالة حقوق الإنسان بالمنطقة العربية بأكملها، حيثُ استطاعت الدولة المصرية أن تُحقق انتصارًا هامًا جدًا على الإرهاب، وبالتالي انعكس ذلك على الحالة العامة للدولة من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، وغير ذلك.

 

كما أن مصر كانت عُرضة لعملية من أخطر ما يكون، أرادت أن تُفتت وحدة التراب المصري في سيناء أو في مناطق أخرى، ولكنها تصدت لهذه العمليات بكل قوة وحافظت على التراب الوطني المصري، وقطعت دابر الإرهاب، وكان لذلك مردود كبير في خلق بيئة ساهمت في ضمان احترام حقوق الإنسان والحريات، وتمتع المواطنين بنتائج هذه التطورات من تطوير بنية تحتية وحقوق أساسية، شاملة الصحة والسكن وغير ذلك.

 

حدثني عن صفقة القرن ورؤيتك تجاهها؟

صفقة القرن ولدت ميتة ولا تستحق عناء النقاش فيها، لان الفكرة نفسها تحمل في ذاتها مقومات عدم إمكانية تطبيقها، وفي النهاية الفلسطينيين هم من أسست لهم الشرعية الدولية، وحقوقهم الوطنية المشروعة غير قابلة للنقاش، وبالتالي اي فعل أو إجراء ينتقص من ذلك يكون غير مقبول.

 

ويسعى الفلسطينيين إلى الحصول على الحرية والاستقلال، وحقهم في تحديد مصيرهم وحقوقهم المشروعة، وحقهم في العودة وإقامة دولتهم، وصفقة القرن تعني شطب كل هذه الحقوق الوطنية للفلسطينيين، كما تعني تصفية القضية الفلسطينية إلى الأبد والتعامل مع الفلسطينيين كما الاحتلال، وستظل لا تحظى قبول أي فلسطيني ولا حتى عربي ولا إقليمي ولا دولي، وذلك لأنها لا تستجيب إلى الحد الأدنى لحقوق الفلسطينيين.

 

هل الجامعة العربية تقوم بدورها المنوط تجاه القضية الفلسطينية؟

الجامعة العربية هي تعبير عن الواقع السياسي العربي وما تقبله الدول وتتوافق عليه يكون فعل سياسي في النهاية لجامعة الدول العربية، وعلى الرغم من أنها يُمكن أن تختلف في أي شىء ولكنها تتفق على القضية الفلسطينية، وقدمت لها العديد من الإسناد والدعم، ولكنها أيضًا في حاجة إلى ىور مختلف ومهم تجاه القضية الفلسطينية؛ وذلك لأننا نشهد عملية منظمة للتخلص من ما بقى من القضية الفلسطينية، وبالتالي فإن الجامعة بصفتها بيت العرب والمدافع عن قضاياهم وحقوقهم، مطلوب منها فعل أكبر من ذلك.

 

ولا يقتصر عمل الجامعة العربية على المواقف فقط، لأنها تستطيع أن تلعب دورًا أهم وأكبر من ما تقوم به الأن، كتعظيم الاشتباك القانوني والسياسي والدبلوماسي مع المجتمع الدولي؛ لانه لا يُمكن أن يترك في تقرير سياسات تجاه الفلسطينيين دون تدخل فاعل من جامعة الدول العربية؛ وذلك لعقلنه ما يحدث وضمان أن لايمس بالحقوق الفلسطينية.

هل التفاف الدول العربية حول القضية الفلسطينية يمكن أن يسهُم في استرجاع حقوق الشعب الفلسطيني التي انتهكها الاحتلال؟

القضية الفلسطينية ستظل دائماً قضية العرب الأولى، ولكن في نهاية الأمر الفلسطينين هم خط المواجهة الأول ضد الاحتلال، ولكن الدعم والإسناد العربي أمر هام لإنصاف هذه القضية، التي لا زالت هي القضية المحورية الأهم للعالم كله وخاصًة العرب.

 

ما هي أبرز مظاهر اهتمام القيادات المصرية بالقضية الفلسطينية في الوقت الحالي؟ 

ترتبط مصر بالقضية الفلسطينية إرتباطًا وثيق ودائم وثابت منذ قديم الزمان، فضلًا عن ما تُمليه من روابط تاريخية وجغرافية وقومية مع شعب فلسطين، لذلك لم يكن الموقف المصري من قضية فلسطين في أي مرحلة يخضع لحسابات أي مصالح، ولم يكن أبدًا ورقة لمساومات إقليمية أو دولية، لذلك لم يتأثر إرتباط مصر العضوي بقضية فلسطين بتغير النظم والسياسات المصرية.

 

وظلت وستبقى فلسطين موضع إهتمام الحركة الوطنية المصرية، حيثُ كانت مصر طرفًا أساسيًا في الأحداث التي سبقت حرب عام 1948، ثم في الحرب ذاتها التي كان الجيش المصري في مقدمة الجيوش العربية التي شاركت فيها.

 

ولا يُمكننا أن نحصر كل جهود الدولة المصرية تجاه الفلسطينيين، ولكن يُمكننا أن نشير إلى أبرز ما قامت به مصر مؤخرًا من جهود، جاء أبرزها إعادة تنظيم فتح معبر رفح لمدة خمس أيام في الأسبوع، والذ يُعدخُطوة هامة للغاية جاءت لتسهيل دخول وخروج الفلسطينيين منذ بداية حدوث أزمة كورونا، بالإضافة خطوات أخرى منها محاولة إسناد الفلسطينيين من خلال تقديم الإسناد والدعم والمساعدات المختلفة.

 

هل ترى أي مقترحات لدعم القضية الفلسطينية؟

أهم ما يُفيد القضية الفلسطينية في هذا التوقيت هو الوضع السياسي لضمان إنهاء انقسام الفلسطينيين، ودعم جهود المصالحة وإعادة الاعتبار لوحده النظام السياسي والشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى ضرورة تقديم كافة أشكال الإسناد الدبلوماسي والسياسي والقانوني والمادي والمعنوي، من جميع الدول بما يصلب ويعظم من موقف الشعب الفلسطيني.

 

كما أنه من الضروري اتخاذ خطوات جادة ومؤثرة نحو القضية الفلسطينية؛ وذلك لأن الوضع أصبح أكثر خطورة في الأراضي الفلسطينية، وأصبح من الواجب تعزيز صمود الفلسطينيين ومقومات بقائهم على أرضهم، والتصدي لمحاولة  شطب القضية الفلسطينية وتصفيتها.

 

أما بالنسبة للدولة المصرية، فأنا أرى أن دعم الدور المصري في هذا الشأن له دور كبير وعظيم تجاه القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى دور كافة الدول العربية، لانه من المؤكدة أنه إذا اختلف العرب جميعًا في أمورًا كثيرة، ولكن سيظلوا دائمًا متفقين على أهمية القضية الفلسطينية.

 

tags ذات صلة:-

في يوم الأرض الفلسطيني.. الأزهر: نرفض محاولات تغيير الهوية الديموغرافية لفلسطين

فلسطين تنضم إلى الشبكة الإقليمية للمُفتشين القضائيين

عصام يونس: إعلان المحكمة الجناية بدء التحقيق في جرائم الاحتلال خطوة هامة

السفير عمار حجازي: القضية الفلسطينية مرت بمراحل معقدة داخل أروقة الأمم المتحدة

الجامعة العربية: نأمل أن تقوم الإدارة الأمريكية الجديدة بدفع عملية السلام بفلسطين