عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأتوبيس النهري.. نزهة الفقراء حولها الإهمال لكابوس

الأتوبيس النهري
الأتوبيس النهري

الأتوبيس النهري المعنى الحقيقي لمفهوم "فسحة" في النيل و"توصيلة" مريحة بعيداً عن ضوضاء وزحام شوارع القاهرة، وسيلة مواصلات قديمة قد لا يعرفها البعض ولكنها "مزاج وهواية" لدى الآخرين، يُفضله المواطنين في الأعياد وفترة المناسبات كفسحة غير مُكلفة "على أد الأيد"، لتمضية بعض الوقت فوق ضفاف النيل في حالة من الاسترخاء والسعادة والتأمل.

 

خاضت "الوفد" رحلة داخل الأتوبيس النهري واستكشاف ما وصل إليه.. هل مازال وسيلة مواصلات محتفظة بأصالتها ورونقها مثلما كان في الماضي أم الأمر اختلف ؟.. واسترجاع القطات والذكريات التي وثقها فناني الشاشة قديماً مع الأتوبيس النهري، مثل الراحلة سعاد حسني في فيلم "خلي بالك من زوزو" وجسدت به صورة الفتاة الجامعية التي استخدمته كوسيلة مواصلات لتذهب من خلاله إلى الجامعة، وكذلك الفنانة شادية وغيرهم من فنانيين الذين استخدموا الأتوبيس النهري في أفلام فترة السبعينات كوسيلة نقل خاصة بالفقراء، وكان سعر التذكرة خلال تلك الفترة مُجرد ملاليم، والتي تتراوح في وقتنا الحالي من  5 جنيها إلى 10 جنيهات والتي لا تُعد مبلغاً كبيراً أمام المشد الرائع الذي تستمع به أعين رواد الأتوبيس طوال رحلتهم النيلية، من طراوة النيل في فصل الصيف، والشمس الصافية خلال الشتاء، فضلاً عن رؤية الفنادق والمقاهي ومبنى ماسبيرو وغيرها من مباني يستطيع الجميع رؤيتها بشكل واضح خلال رحلتهم من أمام محطة ماسبيرو إلى الجيزة أو محطة الجامعة، مشاهد حُرم منها كل من يعتمد على وسائل النقل التقليدية في الشوارع.

 

بداية نشأة الأتوبيس النهري

 

بدأت فكرة إنشاء الأتوبيس النهري خلال فترة الستينات ودخل ضمن مشروع هيئة النقل العام، وذلك بقرار من حكومة الثورة التي أممت شركة أتوبيسات أبو رجيلة وهو صاحب أسطول النقل وقتها، واستمر الأتوبيس النهري في نفس مراسيه وقطعه النهرية في الاحتفاظ بسماته حتى الآن من دون أي تغيير يذكر، وتسلك مسارات في نهر النيل هي نفسها التي حُدّدت منذ انطلاقه قبل أكثر من 50 سنة، وتربط بين أنحاء مختلفة بالقاهرة الكبرى، باستثناء بعض المناطق التي يتم فيها عملية تطوير على كورنيش النيل، وهناك نوعين من الأتوبيسات النهرية التابعة للهيئة، النوع الأول يكون مكشوف من الأعلى حيث يستطيع الركاب الصعود إليه، والاستمتاع بمشاهدة معالم كثيرة، والنوع الثاني مغطا فهي تناسب الأجواء الشتوية أكثر، وتحتوي على شرفات يمكن للركاب أن ينظروا من خلالها وهي قريبة من سطح المياه.

 

أدخنة كثيفة داخل الأتوبيس

 

ورغم أن الأتوبيس النهري من أقدم وسائل المواصلات المحببة لدي البعض إلا أنها لم تشهد تغير أو تطوير حتى الآن، وقال أحمد عبد الله لـ "الوفد" إن الأتوبيس النهري من أحب وسائل المواصلات إلى قلبه، لافتا إلى أنه كلما احتاج إلى تصفية ذهنه من ضغط الشغل ومشاكل الحياة يذهب إلى محطة الجامعة ويحصل على تذكرة بـ 10 جنيها في رحلة تستمر من 25 إلى 30 دقيقة حتى محطة الساحل، ولكن الأمر

لم يعد ممتعاً مثل الماضي بسبب بعض المشاكل التي يعاني منها خلال رحلته بالأتوبيس ومنها أنه منذ بداية الرحلة وحتى نهايتها يتصاعد من الأتوبيس الأدخنة بشكل كبير وتصل إلى الجالسين، الأمر الذي دفعه للاستفسار من أحد المسولين في الأتوبيس حول أن كان هناك مشكلة قال له "إن الأتوبيس يتحرك بالجاز".

 

النوافذ جميعها بدون زجاج

 

سماح محمود أم لطفلين ومن رواد الأتوبيس النهري، قالت إنها اعتادت الذهاب في نزهة مع أطفالها في الأتوبيس النهري ولكن في الآونة الأخيرة وجدت بعض السلبيات وهي عدم الأهتمام من المسئولين لهذه الوسيلة التي كانت ممتعة، مضيفة، أن بمجرد أن يبدأ الأتوبيس في التحرك تصدر المحركات ضوضاء شديدة وصدور أدخنة كثيفة لا يتحملها الركاب، ولم يقتصر الأمر عند ذلك بل لا يوجد نافذة واحدة بزجاج مؤكدة أن كل نوافذ الأتوبيس بدون زجاج والهواء شديد جداً مما جعلها تترد في تكرار هذه التجربة خلال فصل الشتاء .

 

وأوضحت سماح، أنها اعتادت ركوب الأتوبيس النهري منذ أن كانت طفلة مع والديها، مشيرة إلى أنه كان بالنسبة لهم "فسحة" رائعة في النيل وغير مُكلفة للذهاب ومنه يصلون إلى حديقة الحيوان في الجيزة، معربة عن أسفها لما وصل إليه الأتوبيس النهري من إهمال.

 

أخلاق الموظفين لا تتماشي مع عمال في هيئة النقل

 

شريف عبد الوهاب، طالب جامعي أكد أنه لن يكرر تجربته مع الأتوبيس النهري مرة أخرى، لافتا إلى أن الدخان المنبعث من المحرك أصابه بالأختناق، كما أنه لا يوجد اية أدوات مثل طفايات حريق تشعره بالطمأنينة خلال رحلته.

 

وأضاف شريف أن المحصل "الكمسري"  ويدعى كمال أحمد كمال، تعامل معه بأسلوب غير لائق وانهال عليه بالسباب، عندما سأله عن سبب الدخان الكثيف وصوت المُحرك العالي، وذلك حدث في محطة الجامعة أمام السفارة السعودية، مُعرباً عن أسفة لما وصلت إلى حالة وسيلة النقل التي تُعد بالنسبة له ذكرى رائعة مع أصدقائه الطفولة.