رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

معالجة الدراما التلفزيونية لقضايا السحر والشعوذة.. دكتوراه بإعلام بنات الأزهر

حصلت الباحثة نورا حمدين أحمد المدرس المساعد بقسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات جامعة الأزهر، على درجة العالمية الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى مع التوصية بالطبع والتبادل في رسالتها بعنوان "معالجة الدراما التلفزيونية لقضايا السحر والشعوذة وعلاقتها باتجاهات الجمهور المصري نحوها.. دراسة تطبيقية.

 

تكونت لجنة المناقشة والحكم من السادة الأساتذة الأستاذة الدكتورة مهجة غالب عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية السابق بنات جامعة الأزهر وعضو مجلس النواب، والأستاذة الدكتورة اعتماد خلف معبد أستاذ الإعلام بكلية الدراسات العليا للطفولة، والأستاذة الدكتورة نسمة البطريق أستاذ الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، والأستاذة الدكتورة أماني عبد الرؤف رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات جامعة الأزهر.

 

قامت هذه الدراسة برصد وتحليل أبعاد وملامح المعالجة الدرامية التي تقوم بها المسلسلات التليفزيونية عن قضايا السحر والشعوذة، وما يتعلق بها من ممارسات ومظاهر تتعلق بالعملية السحرية، وتأثيراتها على الفرد والمجتمع، بالإضافة إلى رصد الخصائص والسمات العامة للمشتغلين بالسحر والشعوذة من جهة، والمترددين عليهم من جهة أخرى، ورصد بعض المعتقدات الخرافية المتعلقة بالسحر والشعوذة والتي تقدمها المسلسلات التليفزيونية ومعرفة اتجاهات الجمهور نحوها.

 

وتعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفية القائمة على منهج المسح بالعينة سواء فيما يتعلق بالدراسة التحليلية أو الميدانية ، وطُبقت الدراسة التحليلية على ( 7 مسلسلات ) تتناول قضايا السحر والشعوذة كفكرة رئيسية وهي مسلسلات ( زودياك – عفاريت عدلي علام – الحلال – كفر دلهاب ، الكبريت الأحمر "جزأين" – ساحرة الجنوب "جزأين" – السبع وصايا ).

 

كما طُبقت الدراسة الميدانية على عينة من الجمهور المصري بالمصادفة قوامها (450) مفردة في  ثلاث محافظات تبعا للتعداد السكاني وهم ( محافظة القاهرة "ممثلة لمحافظة القاهرة الكبرى" – محافظة الشرقية "ممثلة لمحافظات الوجه البحري" – محافظة المنيا "ممثلة لمحافظات الوجه القبلي" ) وتم تطبيق الاستبيان عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الصفحات الرسمية وغير الرسمية لهذه المحافظات تطبيقا للإجراءات الإحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد والذي تزامن وجوده مع فترة تطبيق الاستبيان .

 

وتوصلت الدراسة إلى العديد من النتائج التي تم تقسيمها إلى نتائج خاصة بالمشتغلين بالسحر والشعوذة من ناحية، ونتائج خاصة بالمترددين عليهم من ناحية أخرى ، ونتائج خاصة بكيفية المعالجة الدرامية المقدمة لهذه القضايا.

 

فتوصلت الدراسة إلى ارتفاع نسبة الإناث المشتغلين بالسحر والشعوذة في المسلسلات الدرامية عينة الدراسة ، وأن السحرة والمشعوذين يتميزون بكبر أعمارهم فجاءت المرحلة العمرية ( من 40 سنة إلى أقل من 50 سنة ) في الترتيب الأول يليها ( 50 سنة فأكثر ) ، وجاء أغلب المشتغلين بالسحر والشعوذة هم من يمارسون عملهم باحتراف ، كما جاء ( السعي وراء المال ) من أهم الأهداف التي يسعى الساحر أو المشعوذ إلى تحقيقها.

 

تنوعت وتعددت مظاهر السحر اللفظية وغير اللفظية التي يستخدمها الساحر أو المشعوذ في المسلسلات الدرامة فجاءت القراءة غير المفهومة في مقدمة مظاهر السحر اللفظية المستخدمة ، بينما جاءت ( الخلوة بالنفس مع غمض العينين) في مقدمة مظاهر السحر غير اللفظية.

 

أما بالنسبة للمترددين على السحرة والمشعوذين أثبتت الدراسة ارتفاع نسبة الذكور المترددين على السحرة والمشعوذين مقارنة بالإناث ، وأن الشباب من الفئة العمرية ( من 30 سنة إلى أقل من 40 سنة ) هم أكثر ترددا ، وفي مقدمتهم المتزوجين ، كما تعددت وتنوعت السمات الفكرية للمترددين على السحرة والمشعوذين فجاء ( الاعتقاد بصحة قول الساحر وأنه يطلع على المغيبات ) في مقدمة هذه السمات.

 

أشارت النتائج إلى أن كثرة الأمراض النفسية وحالات المس والصرع في مقدمة الأسباب التي تؤدي إلى التردد على السحرة والمشعوذين ، كما جاء ( انتشار الخوف والقلق وعدم القة بين الأفراد ) في مقدمة الآثار الاجتماعية الناتجة عن السحر ، كما تعددت وتنوعت المعتقدات الخرافية للمترددين المتعلقة بالجن والعالم الآخر فجاء في المقدمة ( أن

مس الجن "التلبس" هو السبب وراء الكثير من المشكلات والأمراض النفسية ، بينما جاء ( قدرة الساحر على إثراء الناس أو إفقارهم أو شفائهم أو التسبب لهم بمختلف أنواع الأمراض ) في مقدمة المعتقدات الخرافية المتعلقة بالسحر والساحر.

 

كما توصلت الدراسة إلى أن اتجاه المعالجة الدرامية نحو قضايا السحر والشعوذة جاء سلبيا نحو هذه القضايا ، وتم عرض قضايا السحر والشعوذة بأسلوب متعمق مع عدم تقديم حلول لها ، كما أثبتت أن أغلب هذه المسلسلات لم تقدم حلولا لهذه القضايا المطروحة.

 

أثبتت الدراسة الميدانية ارتفاع معدل تعرض من يشاهدون المسلسلات التليفزيونية التي تتناول قضايا السحر والشعوذة ، وجاء الاتجاه المرتفع نحو المعالجة الدرامية للسمات العامة للساحر في الترتيب الأول ، بينما جاء الاتجاه المتوسط  نحو المعالجة الدرامية للسمات العامة للمترددين على السحرة.

 

والمشعوذين في الترتيب الأول ، كما جاءت اتجاهات الجمهور إيجابية نحو المعتقدات الخرافية المتعلقة بالجن والعالم الآخر من ناحية ، والسحر والساحر من ناحية أخرى.

 

وأوصت الدراسة بما يلي:

-تفعيل دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية: حيث تعتبر مؤسسات التنشئة الاجتماعية بمختلف أنواعها (مثل المسجد والأسرة والأصدقاء والحي والمدرسة ووسائل الإعلام) ذات دور مؤثر وحاسم في تحصين أفراد المجتمع ووقايته من الوقوع في الاعتقادات والممارسات الخاطئة ذات العلاقة بالسحر والشعوذة، وعدم قيام أي من هذه المؤسسات بدورها بشكل فعال يؤدي إلى وجود ثغرة يمكن أن ينفذ منها السحرة والمشعوذون للتأثير على أفراد المجتمع وترويج أفكارهم.

 

-ضرورة العمل على إظهار التوعية من خلال التطرق إلى زيادة الوعي الديني حول قضايا السحر والشعوذة في الدراما التليفزيونية ،  والإشارة إلى أهمية الرقية الشرعية وشروطها داخل العمل الدرامي كوسيلة للعلاج من جميع المشكلات.

-يجب أن يعمل كاتبو الدراما التليفزيونية على إبراز الفروق بين الساحر أو المشعوذ وبين الشيخ المعالج بالقرآن ، وذلك حتى يستطيع المشاهد التفرقة بينهما ، وبذلك تكون الدراما قدمت له المعلومة المفيدة له في حياته والتي يقرر بناء عليها ما يستطيع فعله إذا اعترضته مثل تلك المشكلات.

 

-إشراف علماء من رجال الدين على كتابة الأعمال الدرامية التي تتناول قضايا السحر والشعوذة ، وأن يوضحوا الأحكام الشرعية الخاصة بتلك القضايا ، وإبراز حكم الإسلام في الذهاب إلى السحرة والمشعوذين بكل وضوح ، وتكون المعالجة الدرامية لهذه القضايا مبنيا على أحكام فقهية سليمة ، يستطيع من خلالها المشاهد الربط بين تلك الممارسات والمعتقدات وحكم الدين فيها ، وذلك يكون تحت إشراف مجموعة من علماء الدين في الأزهر الشريف حتى تكون المعالجة المقدمة تتضمن أحكاما صحيحة تستند إلى صحيح الدين.