رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصطفى شردي .. 31 عامًا على رحيل فارس الكلمة في بلاط صاحبة الجلالة

الكاتب الصحفي مصطفى
الكاتب الصحفي مصطفى شردي

فارس من فرسان صاحبة الجلالة، كاتب صحفي مخضرم، سياسي عبقري، برلماني عتيد، وصوت من أصوات الأمة القوي.. الكاتب الصحفي مصطفى شردي، ابن محافظة بورسعيد، الذي شارك في تأسيس جريدة الوفد الأسبوعية عام 1984 ، وبعدها تولي رئاسة جريدة الوفد، وظل في هذا المنصب حتى توفاه الله في 30 يونيو عام 1989.

 

رحل أول رئيس تحرير لصحيفة الوفد ومازال مكانه خاويًا ولازالت ذكراه في القلوب، ولا يغيب أبدًا عن قلوب تلاميذه ومحبيه والمصريين جميعًا.

كان مقاتلًا من طراز فريد، مناضلًا من نوع خاص، حوّل قلمة إلى مدفع ثقيل ضد الفساد والطغيان.. إلى دانة حرب ثقيلة اقتلع بها جذور الفاسدين من باطن الأرض.

 

رحل فارس الكلمة في بلاط صاحبة الجلالة،  بعدما أسس مدرسة صحفية كبيرة مميزة ومتميزة، تتلمذ على يديه عشرات الصحفيين الذين يؤمنون برسالته السامية ويسيرون على نهجه من بعده.

 

ولد الكاتب الصحفي مصطفى شردي عام 1935 في محافظة بورسعيد، وأول رئيس لتحرير جريدة الوفد، حصل على ليسانس آداب قسم صحافة، عام 1961 جامعة القاهرة، وورث حب الصحافة من أبيه " محمد شردي" الذي كان يعمل محررًا بجريدة " المصري".

 

كان مصطفي شردي في مدرسته يصدر مع أقرانه مجلة حائط يومية يكتبونها بأيديهم، وعندما وصل إلي سن الخامسة عشرة بدأ رحلته الصحفية مع جريدة " المصري " ، وكان وقتها يغطي أحداث معارك الفدائيين في منطقة القناة، وعندما أغلقت جريدة "المصري" انتقل إلى "دار أخبار اليوم"، ( الأخبار اليومية – الجيل - آخر ساعة) يكتب، ويلتقط الصور، ويبعث الإثارة بتحقيقاته المصورة.

 

نضال مصطفى شردي مع الفدائيين في بورسعيد

في عام 1956 حقق مصطفي شردي أول نصر صحفي في حياته فبينما كان يحمل البندقية للدفاع عن مدينته الصامدة كان يخفي الكاميرا في ملابسه، والتقط عشرات الأفلام التي تفضح العدوان، وهكذا بدأ حياته بـ "خبطة صحفية" عالمية.

التقط صوراً تكشف بشاعة مجازر العدوان الثلاثي على بورسعيد، الأمر الذى جعل جمال عبدالناصر يكلف الكاتب الراحل مصطفى أمين بعرض هذه الصور في مؤتمرات عقدت في دول العالم لتكشف بشاعة العدوان.

 

وفي عام 1958 سافر إلي لبنان ليغطي أحداث الحرب الأهلية هناك، وفي عام 1970 كلفته أخبار اليوم مع مجموعة من الطيور المهاجرة في الخليج العربي ليساهم في إصدار صحيفة "العروبة القطرية" بالدوحة،

ثم انتقل إلى أبو ظبي ليؤسس أول جريدة يومية في دولة الإمارات العربية وهي "الاتحاد "، وقد أسسها مع نخبة من فرسان الصحافة أمثال (جمال بدوي وجلال سرحان..).

 

شردي يهدي الوفد هدية المليون نسخة ورقية

حوّل مايسترو الصحافة الكاتب الكبير رحمة الله عليه مصطفى شردي جريدة الوفد من أسبوعية إلى يومية، وأصبحت منبرًا صحفيًا قويًا، ومن أكثر الصحف المصرية انتشارا نافست في ذلك الوقت الصحف العريقة مثل الأهرام والأخبار، حتى أنه وصل بتوزيع صحيفة الوفد إلى المليون نسخة، كونها منارة صحفية وطنية تدعم الدولة المصري وطنًا ومواطنين، تحارب الفساد وتقصي أصحابه، فكانت ذات صيت وتأثير مدافعة عن الحقوق والحريات والديمقراطية والحياة الكريمة للمصريين.

لقد نجح "شردي" فى أن تنطلق جريدة "الوفد"، وتحركت المياه الراكدة في الشارع المصري، واستطاع بقيادته وإدارته للجريدة أن يخرج منها رموزاً في عالم الصحافة والإعلام تقلدت إدارة العديد من الصحف ومنابر الإعلام.

كفاحه في البرلمان

وقف شردي وتصدى لمؤامرات النظام في عهده تحت قبة البرلمان والديكتاتورية المترسخة حينها، حتى وصل الأمر إلى أن رئيس المجلس حاول رفع الحصانة عنه ليمتثل أمام القضاء في فضية نشر تكشف فساد لأحد المحافظين، إلا أن أعضاء المجلس تضامنوا جميعًا مع "شردي" ورفضوا ذلك، ثم تعرضوا جميعًا لضغوط، فتم رفع الحصانة في جلسة أخرى خوفًا من الانتقام بعد ذلك.

في ذلك الوقت وقف عملاق البرلمان والصحافة قائلاً: "إننى أرحب بالذهاب إلى ساحة القضاء فإن مسألة محاربة الفساد هي مسألة تقترب من الجهاد فى سبيل الله".