رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

البريجادير إكسهام.. الجنرال البريطاني الذي قدم التحية للشرطة المصرية بعد مواجهتها

 معركة الاسماعيلية
معركة الاسماعيلية 1952

كان للمقاومة والفدائيين إلى جانب الشرطة المصرية دور بارز في مواجهة الاحتلال البريطاني في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، الذي انحسر تواجده في منطقة القناة فقط "الإسماعيلية والسويس وبورسعيد"، بمقتضي اتفاقية 1936 التي تنص على انسحابها من كل المحافظات والمدن المصرية.

 

قام الفدائيون بتنفيذ هجمات ضد الاحتلال، وهو ما كبدهم خسائر كبيرة وقتها، وكان ذلك يتم بدون تنسيق فيما بينهم، إلى أن قام  وزير الداخلية آنذاك، فؤاد سراج الدين، بتوحيد صفوف الفدائيين، وفي 31 ديسمبر من العام 1951، القي الفدائيون  3 قنابل يدوية على سيارة الجنرال البريجادير إكسهام، القائد البريطانى بمنطقة القناة.

 

ونجا إكسهام من هذه العملية، إلا أنه تمت إصابة سائق السيارة كما أصابت مقدمتها، ومع ذلك بدأ تشدده في المنطقة من أجل تجحيم الفدائيين والقضاء عليهم، وعندما علمت بريطانيا بقيام سراج الدين بالتنسيق بين الفدائيين ضدهم، فأصدرت قراراً بإخلاء مبنى محافظة الإسماعيلية ومديرية الأمن من الشرطة.

 وسلم قائد القوات البريطانية بالإسماعيلية "إكس هام"، لضابط الاتصال المصري المقدم شريف العبد، إنذارًا بتسليم مبني المحافظة، وكان بها الضابط المصرى الملازم أول مصطفى فهمى، وطلب منه مغادرة المبنى ومن معه من الجنود والضباط بدعوى أن موقعها صار مركزًا لاختفاء الفدائيين المصريين.

 

ورفضت القوات المصرية تسليم أسلحتها وإخلاء مبنى محافظة الإسماعيلية، وقاوموا بشدة في معركة غير متكافئة، في 25 يناير 1952، الأمر الذي أغضب "إكسهام"، فقامت قواته ودباباته وعرباته المصفحة بمحاصرة قسم بوليس الإسماعيلية، وأطلقت النيران بشكل مركز على القسم ومن فيه، وفي

المقابل لم تكن الشرطة المصرية تمتلك سوى البنادق العادية.

 

وقاوم الجنود المصريون ببسالة وشجاعة في معركة غير متساوية القوة، حيث استمر البريطانيون في القصف والهجوم حتى نفدت آخر طلقة معهم بعد ساعتين من القتال المستمر، الأمر الذي تسبب في مقتل واستشهاد 50 ضابط مصري وإصابة 80 آخرين.

 

ويُشار إلى أن عدد البريطانيون الذين حاصروا قسم شرطة الإسماعيلية ومبنى المحافظة كانوا 7 الآف جندى بريطانى، بينما كان عدد الجنود المصريين المحاصرين لا يزيد على 800 فى الثكنات وثمانين فى المحافظة.

وبعد انتهاء المعركة أبدى إكسهام إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال‏:‏ "لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعًا ضباطًا وجنودًا".

 

وأمر أيضًا الجنرال البريطاني رجاله بإعطاء التحية العسكرية لرجال الشرطة المصرية أثناء خروجهم من المبنى اعترافًا بشجاعتهم فى الدفاع عن الأوطان.

ومنذ ذلك اليوم أصبح  25 يناير إلى عيد للشرطة يتم الاحتفال به كل عام، كما أصبح عيدًا قوميًا لمحافظة الإسماعيلية.