عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القديس مارمرقس .. مؤسس الكنيسة الأرثوذكسية والكرازة المرقسية في مصر

أيقونة القديس مارمرقس
أيقونة القديس مارمرقس

السلام لك يامارمرقس.. السلام لك يامارمرقس.. يا كاروز باسم إيسوس" هكذا يمدح الاقباط قديس الكرازة ومبشر المسيحين في مصر، ومع أجراس الكنائس يعلوا مدح هذا القديس داخل أسراب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

 

 تتفرد الكنيسة المصرية عن غيرها من الكنائس التابعة للعقيدة الارثوذكسية حول العالم ولعل ما جعل الكنيسة القبطية متفرده عن غيرها كونها تحتضن الحضارة الفرعونية العريقة الموروثة، بالإضافة إلى  تاريخ الكاروز، ومباركة هى الكنائس المصرية ذات العراقة .

 

روت الكتاب التراثية القبطية حول سيرة القديس مار مرقس والذي عرف كنسيًا بـ"اسم مرقس البشير" أسعد الإيمان المسيحي، وهو كاتب السفر الثاني من العهد الجديد  كما يحمل الإنجيل اسمه لتمجيد سيرته ولذلك يلقب بالانجيلي بحسب التقليد الكنسي الإسكندري الذي ساهم في إنشائه يعتبر هو البطريرك الأول.

 

 وُلد القديس مرقس في المدينة التونيسية "القيروان"، فى بلدة ابرياتولس بغرب ليبيا، من أبوين يهوديين ويُدعى والده أرسطوبولس، وكانت والدته مريم امرأة تقية مؤمنة تتبع العقيدة المسيحية كما أعتبرت هى إحدى أوائل المسيحين التابعن ليسوع المسيح في القدس،والتي ساعدت فيما بعد على تنشأته على الإيمان والتدين والخدمة المسيحية.

 

 أتقن كاروز الكنيسة القبطية تعليم اللغة اليونانية واللاتينية والعبرية وعندما اشتعلات الحروب والهجوم القبائلي بعض على بيوتهم وممتلاكاتهم فروا هاربيين من مدينة القيروان إلى فلسطين منبع المسيح والديانة المسيحية وسكنوا بالعاصمة الفسلطينية "القدس".

 

 ورد ذكر هذا القديس عبر العصور كثيرًا في سفر الأعمال والرسائل بإسم "يوحنا" وهو اسم عبري يعني  "يهوه حنان"، ثم عرف بإسم ومرقس وهو اسم روماني الأصل ويعني "مطرقة"، وكانت أمه مريم تقرب المسيح وكانت من النساء اللواتي خدمن  أتباعه في بداية الإيمان وإنتشار المسيحية بالإضافة إلى صلة القرابة التي تربط بين مرقس بكل من برنابا الرسول والتوما الرسول فضلًغا عن قرابته ببطرس الرسول إذ كان والده ابن عمومته كما ورد في سفر (كو 4: 10) داخل الكتاب المقدس.

 

جالس القديس مارمرقس السيد المسيح وتلقى الإيمان علي يديه وكان أحد السبعين رسولًا، لذا لقبته الكنيسة: "ناظر الإله"، والذين تم اختيارهم  من قِبل السيد المسيح لخدمة وحماية الإيمان بعده،  كما التقى بكل من أوريجينوس والقديس أبيفانيوس.

 وحين عزم الكاروز القبطي على نشر الإيمان المسيحي بدأ بصحبة القديس بطرس الرسول

فى القدس ومواجهة اليهودية، حتى قرر أن ينشره خارج القطر الفلسطيني فبدأ برحلته الأولى مع الرسولين بولس وبرنابا وتوجهه إلى إنطاكية وقبرص ومنها إلى آسيا الصغرى، ونظرًا لتنقله وسفره المستمر أُصيب بمرض فاضطر أن يعود إلى القدس ولم يكمل معهما الرحلة، ثم عاد مع الرسول بولس لؤسس عدد من الكنائس في أوروبا واستهلها بكنيسة روما الكبرى.

 

ثم تطلع إلى إفريقيا وإتجه إلى ليبيا ثم المدن الخمس المجاورة ومنها إلى مصر وأسس الكرازة المرقسية من خلال الكنيسة القبطية بالإسكندرية عام 61م، إذ كانت هى الجهة الغربية المواجهه إلى الخمس مدن ومنها انطلق إلى الواحات ثم الصعيد، وكان أول مصري بالإسكندرية اتبع الإيمان المسيحي هو أنيانوس، وخلال رحلته استشهد هذا القديس انفصل جسده لتحتفظ به الكنائس المصرية وتضاف إليها الثروات التاريخية بوجود جسده ورفاته.

 

تُنسب الكنيسة المصرية إلى هذا القديس الذي جعل من الكنيسة المصرية منبع الإيمان في منطقة الشرق ويلتف حولها الكثيرين على عكس نظيرتها الأرثوذكسية الغربية، فالكنيسة المصرية تحتل مكانة عريقة وعظيمة عبر العصور ليست كمنبرًا دينيًا فحسب بل كصرح عريق شهد العديد من الأحداث التاريخية والتي دفع العديد من الشهداء دمائهم من أجل حمياتها والتمسك بالإسمان و العقيدة ضم عصور الظلام و الإضطهاد.

وتمجد الكنيسة المصرية صلة الترابط بين الكاروز المصري القديس مارمرقس عبر آلاف العصور حيث يرتبط سيرته مع كل بطريركًا يجلس على كرسي البطريركية القبطية.