عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"الدرس انتهى لموا الكراريس".. 49 عامًا على مجزرة بحر البقر بالشرقية

أحداث مدرسة بحر البقر
أحداث مدرسة بحر البقر بالشرقية

"محافظة الشرقية.. مدرستي بحر البقر الابتدائية.. كراستي مكتوب عليها تاريخ اليوم.. مكتوب على الكراس اسمي.. سايل عليه عرقي ودمي.. من الجراح اللي في جسمي.. ومن شفايف بتنادي.. يا بلادي يا بلادي.. أنا بأحبك يا بلادي".

في صباح يوم الثامن من أبريل، وتحديدًا الساعة 9:20، كان لمدرسة بحر البقر موعد مع دماء جديدة ضمن مجازر الكيان الصهيوني، عقب استيقاظهم من النوم باكرًا خرج الأطفال في طريقهم إلى الجنة، حيوا العلم وأدوا الإذاعة المدرسية حتى يدخل كل طالب إلى فصله ليجلس على مقعده.

بمجرد دخولهم الفصل وفي الحصة الأولى مع صيحاتهم "زرع.. حصد"، كان هناك صوت أعلى يحوم باتجاههم، 5 طائرات حربية من طراز "الفانتوم" للكيان الصهيوني تحمل 5 قنابل تزن الواحدة 1000 رطل من المتفجرات، فضلًا عن صاروخين أغارت على مدرسة بحر البقر المكونة من طابق واحد ويوجد بها 86 طالبًا، ثوانٍ معدودة على أصابع يدك كانت كفيلة بأن تسوي المدرسة بأرض الفناء، لم يتبقَ من الطلاب سوى كراساتهم وأحذيتهم، وشنطهم، والبعض أشلاء منهم.

تمر اليوم الذكرى على أبشع جرائم القرن المنصرف، إنها مذبحة بحر البقر، عندما قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلية مدرسة ابتدائية في مركز الحسينية بالشرقية، ضمن تصعيد الغارات الإسرائيلية على مصر للقبول بإنهاء حرب الاستنزاف وقبول مبادرة روجرز.

بعد الحادث بدقائق، قطعت الإذاعة المصرية بثها لتذيع بيانها العاجل: أيها الأخوة المواطنون، جاءنا البيان التالي.. أقدم العدو في تمام الساعة التاسعة و20 دقيقة من صباح اليوم على جريمة جديدة تفوق حد التصور، عندما أغار بطائراته الفانتوم الأمريكية على مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة بمحافظة الشرقية وسقط الأطفال بين سن السادسة والثانية عشرة تحت جحيم من النيران.

موقف مصر ورد إسرائيل:

نددت مصر بالحادث المروع ووصفته بأنه عمل وحشي يتنافى تمامًا مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية، وأنه هجوم متعمد غير إنساني بهدف إخضاع مصر وإجبارها على وقف الهجمات التي تشنها خلال حرب

الاستنزاف، والموافقة على مبادرة روجرز، بينما بررت إسرائيل مجزرتها بأنها كانت تستهدف أهدافًا عسكرية فقط، وأن المدرسة كانت منشأة عسكرية مخفية.

صرفت الحكومة المصرية بعد الحادث تعويضات لأسر الضحايا بلغت 100 جنيه للشهيد و10 جنيهات للمصاب، وجمعت متعلقات الأطفال وما تبقى من ملفات، فضلًا عن بقايا لأجزاء من القنابل التي قصفت المدرسة، ووضعت في متحف عبارة عن حجرة، أو فصل من إجمالي 17 فصلًا تضمها جدران مدرسة "بحر البقر الابتدائية" تعلو حجرة المتحف عبارة مكتوبة بخط اليد متحف شهداء بحر البقر.

ردود فعل دولية:

أنباء مفزعة، عاقبة محزنة يؤسف لها من عواقب، وعندما أرادت إسرائيل اختيار حق الرد فلم تعارك جيشًا بل ذهبت للانتقام من أطفال مدرسة، هكذا كانت أبرز تعليقات ردود الفعل الدولية، فمع اختلاطه بالاستنكار والغضب إلا أنه كان سلبيًا ولم يتحرك على النحو المطلوب، إلا أن تأثير الرأي العام تسبب في إجبار الولايات المتحدة ورئيسها نيكسون على تأجيل صفقة إمداد إسرائيل بطائرات حديثة، كما أدى الحادث إلى تخفيف الغارات الإسرائيلية على المواقع المصرية، الذي أعقبه الانتهاء من تدشين حائط الصواريخ المصري في يونيو من العام نفسه، الذي أسقط الكثير من الطائرات الإسرائيلية، وانتهت العمليات العسكرية بين الطرفين بعد قبول مبادرة روجرز ووقف حرب الاستنزاف.