عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ننشر معلومات حول مراحل الحفاظ على التراث القبطي في مصر

بوابة الوفد الإلكترونية

كتبت:لُجين مجدي 

 

احتفل مركز الدراسات القبطية التابع إلى مكتبة الاسكندرية , بمناسبة اليوم السنوي للتراث القبطي يوم الخميس الماضي, من خلال تنظيم ندوة بعنوان "الوحدة الوطنية المصرية في مواجهة الأزمات" بالتعاون مع بيت السناري الأثري بحى السيدة زينب بالقاهرة.

 

تمتلك مصر ثروة قبطية كبيرة فقد شهدت العديد من الأحداث التاريخية  التى ساهمت في ثراء الحضارة المصرية ,ولعل أبرز هذه الاحداث تعود إلى رحلة العائلة المقدسة و مباركة شعب مصر بإحتضان المسيح و العذراء مريم و القديس يوسف النجار هروبًا من بطش الملك هيرودس حاكم القدس  آنذاك.

 

وينقسم  التراث القبطي  إلى مرحليتن المتمثلة في القرون الميلادية الأولى منذ بداية رحلة العائلة المقدسة مرورًا بجميع المسارات التى سلكها يسوع المسيح و  البتول مريم هروبًا من فلسطين من أجل الاحتماء في الأراضي المصرية و عقبها دخول الرُسل مارمرقس و انشاء البابوية في مدينة الاسكندرية مركز بطريركية الأقباط في مصر و استمرت هذه المرحلة حتى الفتح الإسلامي على يد عمرو بن العاص.

و أدخلت هذه المرحلة اللغة و الثقافة العربية و الاسلامية و بدأت في الانتشار بعدما كانت اللغة القبطية هي اللغة المستخدمة بين الشعب المصري حيث انها تمثل المرحلة الأخيرة من مراحل تطور اللغة المصرية التي تكلم بها وكتبها قدماء المصريين منذ أكثر من سبعة آلاف سنة, والرأي السائد لدى العلماء أنها تنحدرُ من اللغة المصرية المتأخرة مباشرة، حسبما كانوا يتحدثونها في القرن السادس عشر قبل الميلاد مع بداية الدولة الحديثة.

 

وعندما استقرت التجارة العربية  في أعقاب الفتح الإسلامي  بدأت مصر في إكتساب العديد من الثقافات الوافدة من الخارج كالثقافة اليونانية و البيزنطية و العربية و العثمانية , و أما المرحلة الثانية  للتراث القبطي تكمن في محاولات الحفاظ  على معالم التراث و الثقافة القبطية من خلال الصناعة و العمارة و الأدب القبطي و الفنون المتنوعة ,و ساعد على حفاظ التراث القبطي وجود الاديرة و الرهبنة إذ تعد مصر هى أم الرهبنة في أفريقيا المؤسسة الأولى

للحياة الديرية القبطية ,كما ساهمت المخطوطات و الايقونات الفنية في الحفاظ على اللغة و الثقافة و الموسيقي القبطية التي مازالت حتى اليوم تستخدم خلال الصلوات و الترانيم و التراتيل الدينية مما أضفى على الشعب المصري ثراء تراثي مميز يضم العديد من الحضارات الفريدة .

 

و اعتبر الشعب المصري متعدد الثقافات وغير معلوم الهوية نظرًا لعدة الهويات التى دخلت الاراضي المصرية مع انتعاش التجارة و الفتح العربي, حتى جاءت المرحلة الثانية من أجل إسترداد الهوية والحفاظ على ثروات التراث القبطي الموروثة دون النظر الى اختلاف الدين فان التراث القبطي ثروة مصرية لجميع أبناء الشعب المصري و لعل أبرز الامثلة التى تبرز الخليط الثقافى الفريد بين التراث القبطي و الحضارة الاسلامية العربية هي اللهجة المصرية العامية المستخدمة حاليًا و التى تختلف عن غيرها من الدول العربية الاخرى نسبةً للخلط بين الحضارتين .

 

تُعد مصر مثال الوحدة الوطنية و التعايش رغم ما تواجهه من أزمات فقد حفظ الشعب المصري التراث القبطي واسهامات هذه الحضارة في العديد من المجالات و الإنتاجات  العلمية، ونشر اللاهوتية المسيحية باللغة العربية, وفي مجالات صناعية و معمارية و تجارية و فنية , التراث القبطى مكون أساسى في تكوين الهوية المصرية و الحضارات العظيمة التى ساهمت في تميز مصر و زخرها بالتقدم الحضارى.