رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بالصور.. مساجد مصر القديمة.. متاحف إسلامية تعانى من الإهمال

مسجد السلطان الحنفي
مسجد السلطان الحنفي

عندما تسير بمنطقة السيدة زينب وشوارعها وحاراتها العتيقة تلمح عيناك مدى تشبع تلك المنطقة من عبق الحضارة والتاريخ الإسلامي الظاهر بكثير من معالمها، فهناك الأسبلة والمساجد المصطفة بالقرب من بعضها وكأنها تلك التي تعيد لك جمال وسحر الماضي وحكايات السلف والأولياء الصالحين ممن تعانق تلك الجدران أجسادهم منذ مئات السنين ويتبرك الأهالي بها.

 

وبالرغم من أن تلك الأسبلة والمساجد عبارة عن تحف معمارية على الطراز الإسلامي إلا أن الكثير منها لا يعلم عنه شئ ويكونوا في طي النسيان ويخرج أجيال وأجيال دون العلم بتلك الأماكن.

 

وبشارع الحنفي أحد شوارع المنطقة القديمة ومع أول خطوة بقدمك اليمنى داخل مسجد السلطان الحنفي تشع رائحة المسك بكل اروقته والتي تسرب بداخلك تلقائياً شعور الراحة والسكينة.

 

وبضريح السلطان الحنفي الكائن بأحد الجوانب ببداية المسجد تتشبث يدك بخشب الضريح وتقرأ الفاتحة لتلتصق بيدك رائحة المسك المنبعثة من كل مكان بين اروقة المسجد وتزداد بالضريح الملتف حوله عدد من كتب الفقه بجانب كتاب الله المبارك القرآن الكريم.

السلطان الحنفي

هو الإمام محمد شمس الدين الحنفي، ولد عام 755 هـ، توفي 847 هـ، من نسل سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ويعتبر من أهل البيت لإلتقاء نسب سيدنا أبي بكر مع نسب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الجد الخامس.

لقب بالسلطان الحنفي لاتباعه المذهب الحنفي و"السلطان" لما كان له من فضل ونفوذ لدى السلاطين ويقضي حوائج الفقراء والضعفاء  فأطلق عليه الناس بالسلطان.

تاريخ المسجد

قال عمرو محمد عبدالحميد إمام وخطيب المسجد، أن غرفة الضريح الموجودة بالمسجد كانت الزاوية التى يتعبد السلطان الحنفي فيها، وكان هناك بئر مياه خارج المسجد، وبعهد محمد علي باشا في العصر العثماني تم بناء المسجد على الشكل الذي هو عليه الآن وأصبحت الزاوية ضريح والبئر بداخل المسجد ومقره بجانب المنبر.

وأوضح محمد، أن مساحة المسجد كبيرة حوالي 1600 متر، وبه غرفة لضريح السلطان وأخرى لزوج ابنته عمر الركن وكان من الأولياء أيضا وهناك ساحة المسجد" المصلى للرجال ومصلى للسيدات وغرفة للإدارة".

معتقدات بئر زمزم

يأتي رجل بعقده الخامس ويحمل بيده دلو متوسط الحجم به حبل، ليضعه جانبًا بالقرب من المنبر ويرفع جزء من سجادة الصلاة بالمسجد ليرفع غطاء معدني فضي اللون، ليظهر بئر صغير دائري الشكل، فتنظر بداخل البئر لتجد مياه صافية شفافة، فيمسك الرجل بالحبل ويسقط الدلو ويملئه بالمياه، وتلتف حول الناس ليشربوا وبعضهم يملئ قارورته ويدعوا بما تحمله أنفسهم.

فينفرد مسجد الحنفي دون غيره من المساجد بوجود بئر مياه بداخله، يتردد عليه الناس من مختلف الأماكن، ولكل منهم معتقده الخاص.

وفي هذا الشأن أوضح إمام المسجد أن البئر عمره اكثر من 700 عامًا مما يظن البعض أنه مبارك لسر ديمومته"الدائمة حتى الآن"، لافتا أن هناك من يتبرك بمياه البئر نظرا لتواجدها ببيت من بيوت الله والتبارك بآل البيت، مشيرًا أن مختلف الفئات العمرية تأتي وتطلب ملئ عدد من الزجاجات بالمياه لبركتها.

وتابع أن هناك من يشكك في سلامة البئر وطالب في السابق غلقه لكن رفضت وزارة الأثار ذلك باعتبار المسجد تابع لها مرجعة السبب أنه أثر و أي أثر لا يغلق.

ولمن يشكك في سلامة المياه أكد أن هناك لجنة حللت المياه واثبتت صلاحيتها للشرب وليس لها اي ضرر.

وعن اعتقاد البعض بشرب المياه لأنها تشفي المريض

أو تجلب حسن الحظ قال:"اقابل الكثيرون ممن يشربوا المياه للشفاء أو المرأة كي تنجب أو جلب العريس وهكذا ولكن كل شخص له معتقده وأنا أجيب دائما أن الاعتقاد في الله وحده هو القادر على كل شئ ولا أحد غيره هوالمسجد، يتردد عليه الكثيرون حبا لآل البيت".

كما هناك انتشار لبعض الأقاويل أن البئر منبعه زمزم، مشددا أن تلك المعلومة خاطئة وأن البئر مياهه جوفية، وما يشاع بذلك خاطئ.

الترويج للمساجد الأثرية العريقة

لفت إمام مسجد الحنفي أن مصر القديمة بأحيائها المختلفة من السيدة زينب وحي الخليفة وحي عابدين وغيرها من الأحياء زاخرة بالمساجد والعمارة الإسلامية فائقة الجمال، لأن مصر القديمة كانت مقر للدولة الاسلامية في عصر المماليك أو الفاطمي والعثمانية، وذكر أن بجانب مسجد الحنفي الكثير من المساجد المحيطة مثل  مسجد صلاح أبو حديد، ومسجد داود باشا، ومسجد الاسماعيلي، و مسجد قاني باي الرماح، ومسجد كعب الأحبار والكثير منها والتي تفتقر الترويج لها على قدر قيمتها التاريخية والأثرية.

وأردف أن هناك مساجد تحظى بتسليط إعلامي وسياحي عليها مثل مسجد أحمد بن طولون ومسجد السلطان حسن، مؤكدًا أن  هناك مئات المساجد لابد من تسويقها بشكل جيد، وتوعية وبرامج بالمساجد الاثرية العتيقة وترويجها إعلاميه، قائلًا:"نطالب وزراة الاثار والسياحة توعية الناس بالمساجد الموجودة ببلدهم، والاهتمام بالترويج لها على مواقع التواصل بصور للمساجد ونبذة تاريخية عنها، ولو تم تسويقها بشكل جيد ستكون ضمن السياحة الدينية ويكون لها زائرين".

وزارة الأثار

وبغرفة إدارة المسجد تظهر بشدة تأكل وتساقط بعض الجدران، والتي تمتد لبعض جوانب المسجد، وأوضح خطيب المسجد أنه كتب طلب لوزارة الآثار يفيد بحاجة المسجد لبعض الترميمات، مشيرًا أنهم لا يجوز لهم أن يجددوا بالمسجد أو يقيموا أي ترميمات به دون الرجوع لوزارة الأثار المعنية بذلك.

واستكمل أن هناك لجنة دائمة تأتي للمسجد ويشرفوا عليه ويصوروا المنبر والمحراب والضريح حتى يلحظوا إن كان هناك أي تغيير.

المولد

"يذكر أن السلطان الحنفي له مولد كل عام يكون يوم الاربع القبل الأخير من شهر شعبان ولكن ليس بالمولد المعهودة بيكون احتفال بسيط ،بجانب كل يوم جمعة أخيرة بالشهر الميلادي يكون هناك حضرة على الطريقة الشاذلية"وهذا ما قاله خطيب وإمام المسجد.