رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الكاتب الكويتى ناصر طلال يكتب: المصريون أصحاب فضل علينا ماحيينا وأسهموا فى بناء بلادنا

الكاتب الكويتى ناصر
الكاتب الكويتى ناصر طلال

بل أنْ تتفرعنى وتنفجرى عنصريةً ضد الوافدين وتطالبى حتى بدفعِهم مائة فلس ضريبةً عن مشيهم على شوارعِ الكويت، عليكِ أنْ تنظرى إلى بشاعة وجهكِ وأنتِ تتحدثين بما يُغْضِبُ اللهَ تعالى ورسولَه.
 

 (1) يا صفاء، فى دولِ مجلسِ التعاونِ الخليجيِّ، فى زمانِ الفقر والعوزِ منذُ عشرينياتِ القرنِ الـماضى حتى نهايةِ ستينياتِـهِ، كانت سوريا العزيزة والعراق العظيم، ثم مصر الحبيبة فى عهد جمال عبدالناصر، يرسلون إلينا طواقم الـمدرسين والأطباء والـمهندسين على حساب حكوماتِهِم، وتُدفَعُ رواتبُهُم من موازناتها، ويفتحون معاهدهم وجامعاتهم لطلابنا وطالباتنا ويؤمنون لهم السكن ويصرفون لهم رواتب شهريةً.
 

 (2) يا صفاء، لو شَـرَّحنا عقولَنا لَـوجدنا فى تلافيفها ما علمَنا إياه السوريون والـمصريون والفلسطينيون وسواهم من أشقائنا … هؤلاء هم أصحابُ الفضل علينا ما حيينا. ونحن، يا صغيرة، مهما فعلنا فإننا لن نستطيعَ رَدَّ واحدٍ من مليون من أفضالهم علينا، وإذا كنتِ تعتقدين أنَّهم مُرتَزِقةٍ فاذهبى للاغتسال فى بحارِ الـمغفرة ما بقى لكِ من أيامٍ فى الدنيا، فهم يؤدون أعمالاً ويتلقون أجراً عليها، وهم أسهموا ويُسهمون فى بناء بلادنا، ولو كنا نتحدث بعدالةٍ لَـوَجَبَ علينا منحهم الجنسيةَ بعد قضائهم خمسة عشر عاماً، أو على الأقل أنْ نمنحهم الإقامة الدائمة غير الـمَشروطة.
 

 (3) عندما تتحدثين عن الوافدين، تذكرى، يا صغيرة، أنهم بشرٌ مثلنا وفيهم كثيرون أفضل منا … هذا الشقيق العربيُّ، والشقيقُ الـمسلمُ، والأخُ فى الإنسانية، مهما اختلفت أعراقُهم وأديانُهم هم بشرٌ يعملون ويبنون ويسهمون فى كلِّ النشاطاتِ بجدٍّ واجتهادٍ وشرفٍ، وكما هم بحاجةٍ للعمل فإنَّ حاجتنا إليهم أعظمُ، فلا تتعنطزى عليهم وكأنَّ البشرَ عبيدٌ عندكِ، فوالله إنَّ الـممرضة الفلبينية مارى، والعامل النيبالى راما، والطبيب الـمصرى سيد، والـمهندس السورى حسان، والـمدرس الفلسطينى عاطف، والـمدرب الجزائرى الأخضر، وو و، هم فى عيوننا، ونحترمهم، ونريد لهم حقوقاً أكثر.
 

 (4) أتعلمين، يا صغيرة، أنَّ القوانينَ فى قطر والكويت بخاصة أقرت الالتزامَ بالقانونِ الدولى بشأن العَمالةِ الوافدةِ ؟ … أتعلمين، يا شابةً فى الستين، أنَّ دراسةً قُـدِّمَتْ إلى رئاسة مجلس التعاونِ

بشأنِ التجنيس والإقامةِ الدائمةِ لحاملى الجنسياتِ العربية الذين ولدوا أو يقيمون فى دول الخليجِ منذ خمسةٍ وعشرين عاماً ؟ وأنَّ إحدى الدولِ قامت بإعدادِ كشوفٍ للعملِ بالدراسةِ سواء أُقِـرَّتْ أم أُجِّلَ النظرُ فيها ؟
 

 (5) أتوجه بالتحية والاحترامِ والتقدير لأعضاء مجلس الأمة الكويتى، وإلى الشخصياتِ والقامات السياسية والفكرية والدينية الكويتية من الجنسين الذين أعلنوا رَفْضَهم لتفاهاتك العنصرية وطالب بعضهم باستجوابك.
 

و من جانبٍ آخر، أتوجَّـهُ إلى وجه الخير، الشاب الإنسان الـمتواضع البشوش الـمثقف، على توجيهاتِـهِ بتعديل بعض القوانين الجديدةِ للإقامة بما يتناسبُ مع الإنسانية والعدالة، وعلى توجيهاته باستثناء السوريين والفلسطينيين حملة الوثائق واليمنيين والعراقيين من كثير من القوانين الجديدة. وأتمنى عليه أن يتم تضمين مناهج التعليم فى كل الـمراحل الدراسية مادة جديدة مستقلةً هى حقوق الإنسان، لأن العنصرية الخفيةَ تتآكلُ قلوبَ بعضنا دون أن يدركوا ذلك، بل لعلهم يدركونَ ويشعرون بزهو بسبب عَظَمَتِهُم الفارغة. ولى عودة لهذا الـموضوع بإذنه تعالى.
 

ملاحظة صغيرة :

يا صفاء، عندما هاجر أجدادك إلى الـمغرب فى بدايات القرن الثامن عشر، وعادوا بعد عقود طوال واستقروا فى الكويت، كانوا بشراً وعرباً ومسلمين هناك، وظلوا بشراً وعرباً ومسلمين هنا، فما رأيُكِ لو طبقنا عنصريتك بأثرٍ رجعى عليك وعلى كثيرين ؟ … اذهبى واغسلى وجهك من الـمساحيق ثم انظرى فى الـمرآةِ لتستعيذى بالله مما سترينه.