رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الصحافة العمانية: غلق القنصلية الأمريكية بالقدس ضربة قاضية لآمال السلام

القنصلية الأمريكية
القنصلية الأمريكية بالقدس

تواصل  الصحافة ووسائل الإعلام في سلطنة عُمان تبني مواقف إعلامية داعمة للشعب الفلسطيني، في هذا الإطار أبرزت جريدة الوطن العمانية تحليلا بعنوان "غلق القنصلية الأمريكية بالقدس - ضربة قاضية لآمال السلام"، وذكرت فيه "ضربت الولايات المتحدة بقرار إغلاق القنصلية العامة الأمريكية في القدس المسمار الأخير في نعش الدور والوساطة الأمريكية في عملية السلام، بعد أن سددت ضربة قوية لآمال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

كما أكدت جريدة الوطن العمانية: أن القنصلية ليس فقط حلقة الوصل بين الشعب الفلسطيني بآلامه وآماله والولايات المتحدة، وإنما رمز للوجود الأمريكي في فلسطين لفترة تسبق قيام إسرائيل بقرن من الزمان، إذ دشنت تلك القنصلية كبعثة دبلوماسية مستقلة منذ القرن التاسع عشر وبالتحديد عام 1844 عندما كانت القدس جزءا من الامبراطورية العثمانية، واستمرت في العمل حتى بعد أن تأسست إسرائيل في العام 1948 كبعثة واحدة مستقلة عن السفارة الأمريكية لدى إسرائيل في تل أبيب، وعن السفارة الأمريكية لدى الأردن.

وفي أصعب الأزمات كانت القنصلية بمثابة العين التي ترعى من خلالها الولايات المتحدة مفاوضات السلام مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بل وفي بعض الأحيان كان يتخطى دورها الوظائف القنصلية التقليدية، ليشمل المساعدة في تعزيز بناء المؤسسات الفلسطينية، والإشراف على برنامج المساعدات الأمنية، ووضع تقارير عن التطورات السياسية والاقتصادية في القدس والضفة الغربية.

وتعكس تلك الخطوة مكر ودهاء الإدارة الأمريكية التي يبدو أنها لم تعد تقيم إلا لدورها المحايد في رعاية عملية السلام، وذلك بالرغم من تصريحاتها التي وصفت خلاله الخطوة بأنها “دمج” مع السفارة في القدس من أجل تعزيز فاعلية العمليات، وإن كان واقع الحال يؤكد أنها لم تعد تقيم وزنا لبناء علاقة مع الشعب الفلسطيني، وأنها تفضل أن تنظر إليه وكأنه مجرد تفرع لعلاقاتها مع إسرائيل.

وبغلق القنصلية تكون الولايات المتحدة قد أنهت حبل الثقة الممتد بينها وبين السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وأعلنت صراحتها أنها تتماشى، بل وتتطابق في رؤيتها مع رؤية إسرائيل الخاصة بدولة واحدة، وأن ما يقال عن تبني حل الدولتين ما هو إلا خداع

للأطراف العربية، بل وللشعب الأمريكي ذاته، بحيث يظل معتقدا بأن إدارته تواصل دورها المحايد في عملية السلام، وأن السبب الرئيسي لعرقلة تلك العملية ليست الولايات المتحدة ولا إسرائيل، وإنما السلطة الفلسطينية والمفاوض العربي الذي يرفض التماشي مع الرؤى الأمريكية والإسرائيلية.

ولا تعتبر تلك الخطوة هي الأخيرة، إذ سبقتها خطوات تصعيدية من قبل الولايات المتحدة تجاه الشعب الفلسطيني، بداية من خفض المساعدات وإغلاق بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وصولا لغلق القنصلية الموجودة منذ ما يزيد عن قرن والنصف، والإدعاء بأنها لزيادة الفعالية وتنشيط الأداء، بينما هي في الحقيقة من أجل خفض مكانة الفلسطينيين، ومسمار إضافي يُدَق في نعش عملية السلام المحتضِرة أصلا.

وعلى عكس ما تتوقع الولايات المتحدة لن يساعد هذا في تحقيق ما تصبو إليه الإدارة الأمريكية من سلام واستقرار في الشرق الأوسط، بل سيجعل من المستحيل على واشنطن أداء دور فاعل لصنع السلام في المستقبل المنظور، وهذا لا يصب في مصلحة الولايات المتحدة، ولا في مصلحة الفلسطينيين، ولا حتى الإسرائيليين.

أضافت جريدة الوطن العمانية: من شأن هذا أن يلقي بعبء إضافي على الدول الراعية لعملية السلام، كي تعيد الأمور إلى نصابها وتمنع تدهور عملية السلام، من خلال التأكيد على أن احترام المواثيق والأعراف والقوانين الدولية الخاصة بعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية هو خير ضامن للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.