رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

معلومات تاريخية عن دير السلطان بالقدس

بوابة الوفد الإلكترونية

كتبت:لُجين مجدي

 

شهد دير السلطان التابع للكنيسة الأرثوذكسية في مدينة القدس الأيام الماضية أحداثًا ساخنة اهتز العالم من أجلها وهى تعدى أحد أفراد الشرطة لدولة الاحتلال الإسرائيلية على الكهنة الأقباط المصرين أثناء محاولة إلى داخل الدير وما زالت القضية تشغل الأقباط في العالم وأصبحت ذو صدى يدوى داخل العالم القبطي بكل طوائفه.

 

وكان قد أكد الانبا أنطونيوس مطران القدس على استمرار الاحتجاج ومنع دخول قوات الاحتلال داخل الدير  لأنه مملوك لمصر والأقباط الأرثوذكس منذ القرن السابع الميلادي وأنه تم تأكيد الملكية في القرن ال12 ويحتوى على العديد من الوثائق التى تثبت حق المليكة التابع للأقباط الأرثوذكس.

 

ويُعد هذا الدير هو أحد الأديرة الأثارية ذو المكانة التاريخية الهامة فى نفوس الأقباط عموما والأرثوذكس خصوصًا وهو يقع داخل أسوار البلدة القدية لمدينة القدس في حارة النطاري بجوار كنيسة القديسة هيلانه وكنيسة الملاك وبلغت مساحة الدير نحو 1800 متر مربع.

 

ويحيط بالكنيسة من ناحيتها الشمالية والغربية سياج حديدي يفصلها عن الممر الذي يسير محاذيًا إلى السلم المؤدي إلى الكنيسة الثانية، وهي باسم الملاك ميخائيل، وتقع في الطابق الأرضي، ومساحتها 35م، ولها هيكل واحد في أعلاه تاريخ مدون برموز مشتقة من الحروف القبطية، وعلى الحجاب والحائط الجنوبي للكنيسة أيقونات قبطية قديمة، وحول الكنيسة من ناحيتها الشمالية والغربية سياج حديدي يفصلها عن الممر المؤدي إلى الباب الذي يفتح منها على ساحة القيامة.

 

بالإضافة إلى وفي الزاوية الجنوبية الغربية لساحة الدير كنيستان تاريخيتان على الطراز القبطي إحداهما علوية وهي كنيسة الأربعة حيوانات غير المتجسدين، ومساحتها 42 م2، ولها هيكل، واحد حجابه مطعّم بالعاج حسب النسق القبطي القديم، نُقش في أعلاه تاريخ  الشهداء الذي بلغ عددهم نحو 1103 , وعلى الحائط الجنوبي علقت ثماني أيقونات قبطية قديمة.

 

عرفُ الدير باسم السلطان نسبةً لحكم السلطان سليمان و كلمة السلطان  عادةً ما تطلق على  ملوك المسلمين، وأن العرف جرى على وجوب تسمية الأديرة بأسماء القديسين، ولو أن غير المسيحيين يفضلون أحيانًا تسميتها باسم البلد أو المكان الذي توجد به، ولعل دير السلطان هو الوحيد بين الأديرة المسيحية الذي له اسم إسلامي الصبغة، ويرجع ذلك غالبًا إلى أحد أمرين: أحدهما أن هذا الدير وموضعه كان هبةً من أحد السلاطين للأقباط منسوبة إليه إقرارا بفضله، أو أن السلطان اتخذه

لإقامة عماله في القدس أو لإيواء رسله الذين كان يوفدهم إلى الأقطار التابعة له كالشام التي كان السبيل إليها من مصر عن طريق القدس؛ حيث كان يبدأ الطريق إلى الشام الذي عُبِّد في أيام عبد الملك بن مروان 684-705م.

 

و شهد جدران هذا الدير الأثري على العديد من الأحداث فقد تم الاستلاء عليه من قبل الصليبين ثم قام صلاح الدين الأيوبي بإرجاعه ولعل تكمُن أهمية هذا الدير لأنه هو الطريق المباشر للوصول من دير مار أنطونيوس حيث مقر البطريركية.

 

و لعل أهمية هذا الدير ليست مقصورة على الأحداث التاريخية فى العصور القديمة بل مازالت إلى الآن الصراعات حول ما يعرف بالنزاع على الكرسي فقد  شهد التاريخ الصراعات بين الأقباط والأحباش في أثيوبيا لما يزيد على القرن على سطح الكنيسة التي يطلق عليها الإثيوبيون (منزل السلطان سليمان) لأنهم يعتقدون أن الملك سليمان المذكور في الكتاب المقدس أهداه إلى ملكة مملكة سبأ. وفقد الأحباش سيطرتهم على السطح خلال تفشي لوباء في القرن التاسع عشر فيما تمكن الأقباط من الاستيلاء عليه. لكن في عام 1970 وخلال غياب الرهبان الأقباط لفترة قصيرة عن كنيسة صغيرة في السطح عاد رجال الدين الأحباش ليحتلوه منذ ذلك الحين.,و تبدل رهبان الأقباط والأحباش في 30 يوليو عام 2010م, الصراعات .

 

تمثل الأديرة التاريخية أحد أهم المزارات السياحية التى تحكى للأجيال القادمة حقيقة الماضي و لذلك يسعى كل من يملك حق مليكة الأديرة الحفاظ عليها لأنه بمثابة حفاظ على تراث وتاريخ هذه العقيدة.