عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بعد مرور 40 عاما عليها.. 12 معلومة تجسد كواليس كامب ديفيد والتطبيع مع إسرائيل

السادات مع مناحم
السادات مع مناحم بيجن و جيمي كارتر - أرشيفية

يعتبر اليوم هو ذكرى مرور أربعة عقود، على اتفاقية كامب ديفيد، الملقبة باتفاقية السلام، التي وقعها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، مناحم بيجن، برعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، الذي كان السبب في جلوس الطرفين على طاولة مفاوضات، استمرت 12 يوما.

تسببت هذه الاتفاقية، في تعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية، لعشر سنوات، منذ 1978 وحتى 1989، ومن جهة أخرى كانت سببا في حصول السادات على جائزة نوبل للسلام عام 1978.

لم يكن يتوقع الحضور في مجلس الشعب عام 1977، أن الرئيس السادات حين أعلن استعداده للذهاب للقدس والكنيست الإسرائيلي في خطبته الشهيرة قائلا "ستدهش إسرائيل عندما تسمعني أقول الآن أمامكم إنني مستعد أن أذهب إلى بيتهم، إلى الكنيست ذاته ومناقشتهم" من أجل أن يحل السلام، أنه يقصد ما يقول حرفيا، وأنه ساع إلى السلام لهذه الدرجة من الخطوات الجريئة والقوية.

وبالفعل، ذهب السادات إلى الكنيست الإسرائيلي، و ألقى خطابا أمامه، في 20 نوفمبر 1977، وشدد فيه على أن فكرة السلام بينه وبين إسرائيل ليست جديدة، وأنه يستهدف السلام الشامل، كما دعا فيه  بيجن لزيارة مصر، وعقد مؤتمر قمة في الإسماعيلية،  ليكون رد بيجين، هو بدئه الحديث عن حق إسرائيل في الاحتفاظ بالأراضي المحتلة، وعدوان مصر على إسرائيل.

بعد اجتماع الإسماعيلية بشهر واحد اجتمعت اللجنة السياسية من وزراء خارجية مصر وإسرائيل والولايات المتحدة في القدس، بينما في غضون هذا الانعقاد، شرعت إسرائيل في بناء مستوطنات جديدة في سيناء، لاستخدامها كورقة مساومة على مصر، في إشارة واضحة لعدم استعداد بيجن لقبول تنازلات.

وبدأ السادات يستشعر مماطلة الإسرائيليين معه، وأن بيجن ليس لديه النية لإعادة ما اغتصب من أراضي، فألقى خطابًا في يوليو 1978 قال فيه "إن بيجن يرفض إعادة الأراضي التي سرقها إلا إذا استولى على جزء منها كما يفعل لصوص الماشية في مصر"

وبعد تأزم الموقف، و تعقده بالدرجة التي جعلت طرفي النزاع يرغبون عن التواصل بشكل مباشر، تدخل الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، ودعا الطرفين لمفاوضات في كامب ديفيد، من أجل حل الأزمة، وبالفعل وصل الوفدان المصري والإسرائيلي إلى كامب ديفيد يوم 5 سبتمبر 1978، لتبدأ أكبر مفاوضات سلام في التاريخ المعاصر.

قدم السادات في اليوم الأول من المحادثات، أفكاره عن حل القضية الفلسطينية بجميع مشاكلها متضمنة الانسحاب الإسرائيلي من الضفة وغزة وحلول لقضية المستوطنات الإسرائيلية، وهو ما أكده الرئيس السابق، محمد حسني مبارك، في إحدى حواراته، وهو أن الشادات لم يكن مهتما في مباحثاته بالشأن المصري فقط، بينما بالشأن

العربي والفلسطيني على وجه الخصوص.

استمرت مفاوضات كامب ديفيد، طيلة اثنى عشر يوما،  تمحورت جميعها حول ثلاثة قضايا رئيسية، وهم الضفة الغربية وقطاع غزة، وانتهاء النزاع فيهم، وعلاقات مصر وإسرائيل، وأهمية الوصول إلى قنوات اتصال دائمة بينهما، وعدم اللجوء إلى العنف لحل النزاعات، وعلاقة إسرائيل مع الدول العربية،  وإبرام اتفاقيات سلام مشابهة مع لبنان وسوريا والأردن بحيث تؤدي في النهاية إلى اعترافات متبادلة وتعاون اقتصادي في المستقبل.

كاد السادات أن ينسحب من المفاوضات، نتيجة تعنت الموقف الإسرائيلي، لولا اجتماعه الطارئ مع الرئيس الأمريكي كارتر، لمدة نصف ساعة، جعلته يتراجع عن قراره، بينما لم يعلن إلى الآن ما الذي دار في هذه المقابلة.

وأسفرت محادثات كامب ديفيد، عن التوصل لاتفاقية معاهدة السلام، وكانت محاورها الرئيسية هي إنهاء حالة الحرب، وإقامة علاقات ودية بين مصر وإسرائيل، وانسحاب إسرائيل من سيناء التي احتلتها عام 1967 بعد حرب 6 أكتوبر.

ونصت الاتفاقية على ضمان عبور السفن الإسرائيلية، قناة السويس، واعتبار مضيق تيران وخليج العقبة ممرات مائية دولية، بالإضافة إلى بدء مفاوضات لإنشاء منطقة حكم ذاتي للفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة، والتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242، الذي ينص على احترام سيادة دول المنطقة على أراضيها، وحرية الملاحة في الممرات الدولية، وحل مشكلة اللاجئين، وإنشاء مناطق منزوعة السلاح، وإقرار مبادي سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط.

 كما نصت الاتفاقية، على ضرورة حصول مفاوضات بين إسرائيل من جهة ومصر والأردن والفلسطينيين من جهة أخرى، بالإضافة إلى التفاوض المباشر بين مصر وإسرائيل من أجل تحقيق الانسحاب من سيناء التي احتلتها إسرائيل في عدوان العام 1967م، وأيضا بدء التطبيع مع إسرائيل بعد المرحلة الأولى من الانسحاب.