عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تاريخ الطائفة الكاثوليكية في مصر

بوابة الوفد الإلكترونية

كتبت- لُجين مجدي:

 

تتعدد الطوائف في الدين المسيحي، يختلون فيما بينهم في كثير من التفسيرات الدينية ولكن يؤمن المسيحيون أن كل مُعمٌد أو منتمٍ للمعمودية يكون تابع لكنيسة يسوع المسيح بغض النظر عن المذهب الذي يتبعه والطقوس التى يقوم بها، وهناك العديد من الطوائف القبطية.

 

وتتنتشر في مصر ثلاث طوائف تعتبر هى الأكثر انتشارًا بين الأقباط المصريين وتأتي في المقدمة الطائفة الأرثوذكسية التي يتبعها أكثر المصريين وهى الطائفة الأولى في مصر وتأتي طائفة هى الكاثوليك والتي يقدر عدد تابعيها نحو مليوني نسمة كما صرح بعددهم بابا الفاتيكان وتأتى الطائفة الإنجيلية أو ما تعرف بالبروتستانت في المرتبة الثالثة من حيث الانتشار في مصر.

 

ظهرت الطائفة الكاثوليكية في مصر في العصر الحديث حيث كانت الكنيسة القبطية الاوثوذكسية طوال تاريخها هى الكنيسة الرئيسية و الوحيده في مصر , ثم انفصلت بعد ذلك الكنيسة الكاثوليكية شرقية عن الكنيسة القبطية الارثوذكسية و إرتبطت مع الكاثوليكية في روما بفرعها الشرقي أى أنه من المسموح لأقباط الكاثوليك بالاحتفاظ بعاداتهم  طقوسهم.

 

انقسمت الطائفة في بداية القرن الخامس الميلادي وتم عقد مجمع خلقيدونية التابع للإمبراطورية الرومانية بندب بطريرك يُدعى "البطريرك المالكي" و الذي يمثل الغيمان الخلقيدوني , فكان للإسكندرية بطريرك للأقباط الارثوذكس و بطريرك آخر مُنتدب من الملك الروماني لفرض الإيمان الخلقيدوني بالقوة على الكنيسة القبطية و لكن هذه الفترة إنتهت بتلاشيهم من مصر نظرًا لقلة الرواج لهذه الطائفة ثم عادت في العصر الحديث [أمر من محمد على باشا الكبير حين امر بندب الكثيرين من الأقباط للسفر إلى فرنسا من أجل المشروع الثقافي و التعليمي الذي كان

يسعي لتحقيقه و قد سافر أعداد كبيرة من المصرين و تأثروا بالثقافة الفرنسية و الكاتدرائيات الكاثوليكية هناك لآنذاك ,و كان ضمن هؤلاء المسافرين أحد كبار العائلة و حين عاد إلى مصر أخذ إذن دخول الطائفة الكاثوليكية إلى مصر مره اخرى و منذ ذلك الوقت عادت الطائفه إلى مصر .

 

يصف مصطلح المسيحية الكاثوليكية مجموعة من المؤمنين و المؤسسا و عقائد, ولاهوت و قداس و قيم روحية التابعه للكنيسة الرومانية الكاثوليكية و التي تقر بسيادة البابا و تجمعها الكرسي الرسولي, تُعتبر الكاثوليكية هى لاكثر انتشارًا عالميا و يقع مركزها الروحي في مدينة الفاتيكان مقر بابا الكاثوليك و يتواجد اتباعها فى العالم و خاصة أمريكا اللاتينية و أوروبا .

 

كما تُعرف  الكنيسة الكاثوليكية بكنيسة الروم نسبة إلى جذورها التاريخية التي ترجع لمدينة روما و بشكل عام كلمة الكاثوليك هى كلمة رومانية الاصل  و تعنى كلمة "الجامعة", بدأ إستخدام هذا الطائفه في بريطانيا في القرن التاسع عشر و ذلك للتميز بين كنيسة روما و الكنائس الاخرى , ويعتبر إعناطيوس الأنطاكي هو أول آباء الكنيسة استعمالًا لهذا المصطلح .

 

يوجد داخل الكنيسة الكاثوليكية مجموعه من التقاليد الكنسية  فإلى جانب التقليد الروماني اللاتيني الذي يتنمي له أغلب الكاثوليك إلى أن الكنيسة تحتضن خمسة تقاليد شرقيه تتبعها كنائس الكاثوليك الشرقيه تكون تحت قيادة البابا و ذات خصوصية للكنائس الكاثوليكية الشرقية و تتمثل هذا التقاليد في التقليد لبيزنطي و التقليد الانطاكي و التقليد الاسكندري و التقلدي الكلدانيو اخيرًا التقليد الأرمني, و تقوم الكنيسة بتنظيم الابرشيات التي يترأسها أسقف يعين وفق شروط محددة و خاصة من قبل البابا , و تتألف كل إبرشية من مجموعة رعيات تمتلك كل واحدة منها كنيسة أو مبنى للصلاة و قسيس و يدير البابا الأساقفة بشكل أساسي عن طريق تشريع عام.

 

تُعد الكنيسة الرومانيه الكاثوليكية هى أساس الطائفه الكاثوليكيه فى العالم أجمع و لكن تنفرد كل كنيسة ببعض التقاليد الخاصة بالعادات الخاصة بدولتهم, و تأتى الطائفة الكاثوليكية في مقدمة الانتشار عالميًا و تصل نحو 1.2 مليار نسمة  وتوجد إحصائيات عالمية قد حددت  نسبة تواجد هذه الطائفة في العلم فقد بلغ عددهم في الامريكتين 49% بقدر 541 مليون من كاثوليك العالم , بينما أوروبا فقد بلغ أعداد الطائفه نحو 25.8% أى 282 مليون من كاثوليك العالم , و أفريقيا 13.2% أى 143مليون من كاثوليك العالم , و آسيا 10.4% أى 113مليون من كاثوليك العالم و أستراليا 0.8% أى 9مليون من كاثوليك العالم.

 

يعود تاريخ الطائفه الكاثوليكية لعدة عصور فمرت بالعصر الرسولي و العصور الوسطي  و الإسلامي و العصر الحديث , و فى العصر الرسولي حين أسّس القديس مرقس الإنجيلي كنيسة الإسكندرية كما يشهد التقليد الصادق، وقد أوفده القديس بطرس الرسول لتبشير البلاد المصرية فأدى رسالته ومات شهيداً في السنة الثامنة للإمبراطور نيرون وهي سنة 62م، كما يشهد بذلك القديس إيرونيموس.

 

عيّن القديس مرقس قبل موته أنيانوس ليخلفه في الرئاسة على كرسي الإسكندرية، ثم تتابع الخلفاء على هذا الكرسي وقد اشتهروا بالعلم والفضيلة والنضال عن الحق حتى استحق أغلبهم إكليل الشهادة من أجل المسيح مع عدد وفير من رعاياهم المؤمنين, دام ازدهار الكنيسة الإسكندرية إلى منتصف القرن الخامس.

وفي أوائل هذا القرن اعتلى الكرسي الإسكندري القديس كيرلس (412- 444 م) وواصل أعمال سلفائه في النضال والكفاح، وترأس المجمع المسكوني الثالث المنعقد بأفسس في آسيا الصغرى سنة 431 م,حيث حرم تعاليم نسطور الخادعة. وفي سنة 444 م,خلفه في الرئاسة البابا ديوسقورس، وفي عهده حدث انشقاق بين الكنيسة الإسكندرية وكنيسة روما سنة 451 على إثر انعقاد المجمع الخلقيدوني وتبع بطريرك الإسكندرية أغلب الشعب المسيحي المصري من إكليروس وعلمانيين بسبب ما كان له من نفوذ وشأن في رعاياه.

 

وتمسّك عدد قليل من المصريين بقرارات المجمع فأقيم لهم الأنبا بروتيريوس بطريركاً بدلاً من الأنبا ديوسقورس الذي مات في غنجرا عام 454م, وبعد موت الإمبراطور مرسيانوس سنة 457م, أقام أتباع ديسقورس لهم بطريركاً في شخص تيموتاوس ايلير، وبعد أيام قلائل قتل بروتيريوس أثناء إقامته مراسيم أسبوع الآلام في 28 مارس 458م, وعامل الأنبا تيموتاوس الشعب الذي بقي أميناً لتعاليم المجمع معاملة قاسية طارداً أساقفتهم من كراسيهم ومقيماً بدلاً منهم أساقفة تابعين له. فلما رأى ذلك الإمبراطور لاون الأول نفاه سنة 460 بعد أن استشار جميع أساقفة الكنيسة وأقام بدلاً منه بطريركاً كاثوليكياً يُدعى تيموتاوس سالوفاكيوس، ومنذ ذلك الحين انقسمت الكنيسة الإسكندرية إلى فريقين ,فدعا المنشقون الفريق التابع للمجمع الخلقيدوني باسم "ملكيين" نسبة إلى الملك الإمبراطور الذي كان من عقيدتهم، كما أطلق الخلقيدونيون على معارضيهم لقب "مونوفيزيين" أي أصحاب الطبيعة الواحدة.

 

بدأ الأنبا سالوفاكيوس يدير الكنيسة في هدوء وسلام مدة 15 سنة إلا أنه سنة 475 لجأ إلى الانفراد في ديره وانتهز تيموتاوس ايلير فرصة قدوم الإمبراطور باسيليكوس المؤيد له ورجع من منفاه إلى الإسكندرية حيث قوبل بحفاوة.

 

وفي السنة التالية تسلّم الإمبراطور زينون الحكم وحاول مصالحة الفريقين فرجع الأنبا سالوفاكيوس إلى منصبه وهكذا صار للكرسي الإسكندري بطريركان: واحد كاثوليكي متحد بكراسي روما والقسطنطينية وأورشليم والآخر منفصل عنها. واتبع أغلب الشعب المسيحي

المصري هذا الأخير, أما أتباع البطريرك الكاثوليكي فكان عددهم أقل من الآخرين، ويتغلّب عليهم العنصر البيزنطي لا سيما وأن البطاركة الذين تتابعوا في هذه السلسلة كان أغلبهم من الأجانب ولو أنهم حافظوا على الطقس الإسكندري. وعلى مرّ السنين اتبعوا كرسي القسطنطينية في الأجيال الوسطى بين الجيل العاشر والجيل الثالث عشر واتخذوا أيضاً الطقس البيزنطي، وقد سبق الملكيون الخاضعون لكرسي أنطاكية أن تركوا هم أيضاً طقسهم الإنطاكي واتخذوا الطقس البيزنطي في أواخر القرن الحادي عشر، في أيام البطريرك الإنطاكي الكاثوليكي يوحنا الرابع.

 

ولم تشترك الكنائس الملكية رأساً في الخلاف بين روما والقسطنطينية أيام فوثيوس، وظلت العلاقات قائمة بينها وبين روما على قدر ما تسمح به الظروف آنذاك. ولم يتأصّل الانفصال في البطريركيات الملكية إلا عندما تسلّم زمام إدارتها الروحية الإكليروس القسطنطيني.

 

 و في العصر فتح الإسلام وبعد الفتح الإسلامي تسربت إليه اللغة العربية التي لم تُعتمد رسمياً في الطقوس الدينية إلا في القرن الثاني عشر، وقد اعتمدها البطريرك غبريال الثاني بن تريك (1131-1145). وكانت كنيسة روما تحاول بشتى الطرق إرجاع الصلة المتينة التي كانت بينها وبين كنيسة الإسكندرية .

 

وفي أواخر القرن السابع عشر استوطن بعض المرسلين الكاثوليك صعيد مصر فانضمت إليهم جماعات من الأقباط فأسس لهم بابا روما ولاية رسولية سنة 1687 برعاية الآباء الفرنسيسكان وتم اختيار بعض الشباب الغيورين وإرسالهم إلى جامعة انتشار الإيمان بروما إعدادهم للكهنوت وعلى رأس هؤلاء أبو الخير بشارة من صدفا الذي توفى في روما برائحة القداسة وغيره كثير سوف يرد ذكرهم خلال الفصل الرابع من هذا الكتاب.

 

وتزايد عدد الأقباط الكاثوليك تدريجياً منذ ذلك الحين، ففي عام 1739 انضم إلى الكثلكة أسقف أورشليم القبطي أنبا أثناسيوس، وكان يقيم بالقاهرة. فعهد إليه البابا بنديكتوس الرابع عشر رعاية الأقباط الكاثوليك بصفة نائب رسولي وذلك ببراءة صدرت في 4 أغسطس 1741م، وخلفه وكيله العام صالح مراغي منذ عام 1744 إلى 1748، ومن بعده عهدت الإدارة بالتتابع لثلاثة من رؤساء الإرسالية الفرنسيسكانية، ثم إلى الأنبا أنطونيوس فليفل الذي كان أسقف مدينة جرجا عام 1758، ثم إلى روكسي قدسي من عام 1780-1781.

 

و تتابع النواب الرسوليون والمديرون كما هو مبين في القائمة إلى أن أعيد للأقباط الكاثوليك بطريركهم الخاص. فقد أعيد نهائياً الكرسي البطريركي الإسكندري للأقباط الكاثوليك بقرار أصدره البابا لاون الثالث عشر بتاريخ 21 نوفمبر 1895م (منشور بعنوان المسيح الرب). وشغل هذا الكرسي بعد شغوره مئات السنين مثلث الرحمات غبطة الأنبا كيرلس الثاني منذ عام 1899 إلى عام 1908. وظل الكرسي شاغراً إلى أن تعيّن له البطريرك مرقس الثاني بعد أن أدار زمامه ما يزيد على العشرين سنة كمدير رسولي وقد سبقه الأنبا مكسيموس صدفاوي.

 

و في العصر الحديث اعتباراً من عام 1950 قام ثلاثة من الآباء اللعازريين بتنشئة الشمامسة في مبنى الإكليريكية في طنطا ,وفي عام 1953 طلب الكاردينال أوجين تيسران من الآباء اللعازريين إدارة المعهدين المتوسط والكبير للإكليريكية في مبناها الجديد بالمعادي. لبى هذا النداء فريق مكون من تسعة من الآباء اللعازريين ذوي التخصصات المختلفة  و قاموا بتقديم قائمة بالنواب والمديرين الرسوليين والبطاركة الذين تولوا إدارة الكرسي الإسكندري بعد أن استقلوا عن الكرسي الإنطاكي الملكي عام 1741 إلى أيامنا, ثم تليها في الفصل القادم قائمة الرعاة الذين خدموا في الطائفة منذ عام 1899 إلى أيامنا حسب تاريخ سيامتهم الكهنوتية.

 

و على الرغم من تواجد هذه الطائفه إلى انها  في مصر لم تكون تلقى رواج و انتشارًا  و كانت الكنيسة الارثوذكسية هى  الرئيسية إلى أن فى عصر محمد على قد عادة الطائفه ره اخرى و تواجدت بأنتشار أكثر مما سبق , و تقوم الطائفه بكثير من الاعمال التعليميه و الخدميه و الخيرية لانها تتبع للمسيح و تنشر المحبه كما ذكر الكتاب المقدس , و اليوم الطائفه الكاثوليكيه فى المصر بالمرتبه الثاني من حيث الانتشار و تأتى بعد الارثوذكسيه الاكثر الانتشارًا , و لكن معظم التابعين لهذا الطائفه في مصر  القسم الاكبر منهم مصرين فى بلاد المهجر , كما تقسم والكنيسة الكاثوليكية  إلى ست أبرشيات تدار من قبل أسقفين و خمسة مطارنة في المينا والإسماعيلية وسوهاج و أسيوط والأقصر,  يرأسهم بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، ويوجد دير واحد يتبع هذه الكنيسة يقع في كينج مريوط، وبشكل عام فإن العمل الرهباني في هذه الكنيسة ليس مقتصرا على حياة التعبد في الأديرة وإنما يقوم على العمل الرعوي في خدمة أبناء الكنيسة وفي العمل في الحقول الكنسية المختلفة.