عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على تفاصيل دير القديس أبو مقار بوادي النطرون

بوابة الوفد الإلكترونية

كتبت- لُجين مجدي:

 

يُعتبر القديس مقار الكبير أو مقاريوس الذي يعرف مختصرًا بالعربية باسم أبو مقار، ببرية شيهيت بصحراء وادي النطرون أحد أقدم وأهم الأديرة القبطية في مصر والذي شهد الكثير من الأحداث التاريخية والتي تعطيه القيمة الأثرية يرجع هذا الدير إلى القرن الرابع الميلادي.

 

يُنسب هذا الدير إلى الأنبا مقاريوس أو مقار الكبير وهو تلميذ للأنبا أنطونيوس الكبير مؤسس الرهبانية المسيحية وقد ترهب مقار الكبير واعتكف  بصحراء وادي النطرون وأنشأ لنفسه صومعة تقريبًا في الثلث الأخير من القرن الرابع الميلادي.

 

انحدر القديس مقاريوس من شمال وادي النطرون إلى أقصى جنوبه بعد أن اكتظت المنطقة الشمالية بالموجدين، وفي عام 360م، ذهب الأنبا مقاريوس بعد أن قام بإنشاء كنيسة وأجمع الرهبان وترك تلميذه بفنوتيوس ليدير خدمة الكنيسة فى غيابه.

 

اشتهر الأنبا مقاريوس بالحكمة والعلم والإخلاص فى الخدمة الكنسية وكان أصدقاؤه يدعونه باسم بيداريوجيروم  أى الشيخ الصغير وصاحب الحكمة وفيما بعد لُقب بالنبي اللابس الروح أى حامل الروح القديس، واسم مقاريوس هو اسم يوناني ويُقال بالعربية "مقار" أما بالقبطي فيقال "مكاري".

 

وارتبط الدير باسم الأنبا متى المسكين وهو أحد أشهر منظرى الكنيسة من التيار الإصلاحي ودخل إلى الدير وأعاد الحياة الرهبانية في نهاية الستينات حتى وفاته عام 2006م.

 

كما ترأس هذا الدير العديد من الأحبار ولعل من أبرزهم كان البابا شنودة الثالث الذي ترأس الدير عقب استقالة الأنبا ميخائيل أسقف أسيوط، الذي قضى 65 عامًا في خدمة الدير، وبعد وفاة البابا شنودة عام 2012م، طالب الرهبان بعودة الأنبا ميخائيل رئيسًا للدير مرة أخرى فى إبريل 2012, ثم استقال من منصبه وتولى من بعده في عام في 10 مارس 2013م الأنبا أبيفانيوس والذي استشهد داخل الدير في 20 يوليو من العام الحالى 2018م، مازال المنصب دون رئيس إلى الآن.

 

يحتوى هذا الدير على العديد من المبانى والمزارع فتبلغ مساحته حوالى 11034كم2 أى 2700 فدان، وتضم سبع كنائس وثلاث منها داخل الدير وأربعة أعلى حصن الدير  إلى جانب المزارع والمباني التابعة للرهابنة والعاملين ومساكن للرهبان المعروفة بالقلالي، و يضم الدير العديد من القلالي التي بُنيت حديثًا. ومن بين القلالي في هذا الدير تلك التي تحيط بالفناء في الجهات الغربية والشرقية والشمالية. وهي عبارة عن مجموعات من ست أو سبع قلالٍ مقامة بمستوى الأرض، وكل منها عبارة عن حجرتين، واحدة داخلية وأخرى خارجية.

 

ويرجع تاريخ صف القلالي الشمالية إلى القرن السادس عشر أو السابع عشر، وصف القلالي الشرقية يُرجّح إنها بُنيت في القرن الثامن عشر الميلادي. وفي النهاية الجنوبية من صف القلالي التي تقع في مواجهة المدخل، يوجد بناء صغير يسمَّى بقلاية البطريرك، ويرجع تاريخها إلى القرن السادس الميلادي، كما توجد حجرة موازية لها يُقال إن أجساد الشيوخ التسعة وأربعين الذين قتلوا في غارة البربر كانت محفوظة فيها، إلى أن بُنيت كنيستهم الحالية. وتوجد بالدير قلالي تم الإبقاء عليها كنموذج لقلايات القرن الثامن عشر، وتقع جنوب كنيسة الأنبا مقار.

 

ويلحق بالدير متحف صغير ومشفى ومحطة توليد كهرباء ومكتبات تحتوى على مخطوطات نادرة عن التاريخ الكنيسي ومطبعة، ذو شكل مستطيل أقرب إلى المربع وقد وصلت مساحته الإجمالية بعد الإضافات الأخيرة نحو ثماني أفدنة.

 

وينقسم الدير من الداخل إلى قسمين متساويين تقريبًا بواسطة مجموعة من المباني اتجاهها العام من الشرق إلى الغرب. والقسم الشمالي له شكل رباعي ويشمل فناءً مفتوحًا يتوسطه بئر لم يعد ماؤه صالحًا، كذلك ساقية من الطوب الأحمر أقيمت عام 1911، ويحد الجانبين الشرقي والشمالي للفناء صفان من القلالي وكنيسة الأنبا مقار، كذلك أقيم قصر الضيافة إلى الشرق مع صف حديث من القلالي. أما غرب الفناء فتوجد كنيسة التسعة وأربعين شهيدًا من شيوخ شيهيت، وبجانبها توجد حجرة أو قلاية تُعرف بقلاية الميرون، وكان يطبخ بها زيت الميرون قديماً. وفي القسم الجنوبي من الدير يظهر الحصن، وفي أسفل حائطه الجنوبي يظهر مدفن للرهبان المسمّى الطافوس، أما في ناحيته الشمالية فتظهر كنيسة أباسخيرون.

 

وفي عهد البابا شنودة الثالث -البابا 117- أقيمت 16 مجموعة قلالي جديدة، كل مجموعة تحتوي على ست قلالي. كما أقيمت مائدة جديدة ألحق بها مطبخ حديث، ومكتبة تُعتبر أكبر مكتبة ديرية لحفظ ما تبقى من المخطوطات والكتب النادرة. وقد أٌلحق بالجهة الشمالية من المكتبة مخزن متحفي، وتعرض فيه القطع الرخامية التي عُثر عليها أثناء تجديد الدير مثل الأعمدة وتيجانها وقواعدها ولوحات المذبح التي تعتبر من أندر القطع في العالم,هذا بالإضافة إلى أحواض اللقان والأواني الفخارية والخزفية الملونة.

 

اشتهر هذا الدير باعتقاد وجود مقبرة في كنيسة الأنبا مقار الرئيسية لرفات النبيين يوحنا المعمدان وإليشع، وتم الكشف عن هذه المقبرة في عام 1976 بشكل رسمي عندما بدأت عمليات الترميم وتوسيع الدير بإشراف القمص متى المسكين وأصدر الإعلان عن وجودها في عام 1978م، وهو أحد أهم الأديرة نسبة للمخطوطات النادرة التي تكتويها مكتباته وموقعه الذي مرت به العائلة المقدسة مرورا بعظمة القديس أبو مقار وقدره في التاريخ القبطي.