رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قصة سوبيك تميمة قميص منتخب مصر

قميص منتخب مصر في
قميص منتخب مصر في مونديال روسيا 2018 -أرشيفية

كتبت- أسماء محمود:

"سوبيك"، هو شكل تميمة منتخب مصر، في قميصه الأخير ، الذي ظهر به في مونديال روسيا 2018، وظهر به أمس أيضًا، في مباراته في تصفيات كأس الأمم الأفريقية، ولكن من هو سوبيك؟ و لماذا اعترض عليه البعض فور رؤيته على قميص المونديال؟

سوبيك، أو سوبك، هو إله مصري قديم، وهو مرتبط بتماسيح النيل، يتمتع بطبيعة خاصة، تم تمثيله في النقوشات الفرعونية وعلى جدران المعابد، في صورة تمساح، أو إنسان ذي رأس تمساح، و رمز سوبيك أيضًا للسلطة الملكية والخصوبة، والبراعة العسكرية، كما ارتبط بصفات طاردة للشر، ارتبطت بوجه خاص مع أخطار التي يتعرض لها نهر النيل وفيضانه.

اكتسب سوبيك مكانة بارزة في الدولة الوسطى، وعلى الأخص في عهد ملوك الأسرة الثانية عشرة، و بالتحديد أمنمحات الثالث، الذي أولى اهتماماً خاصاً بمنطقة الفيوم، فكثير من ملوك الأسرة بنوا العديد من المشاريع لتعزيز سلطة سوبك كإله.

وفي هذه الفترة، خضع سوبك أيضا لتغيير مهم، فقد كان غالبًا ما يتحد مع الإله حورس، وهذا جعله أقرب إلى ملوك مصر، مما أعطاه مكانة أكثر أهمية بين الآلهة المصرية، واعتبر ثالوث حورس ووالديه أوزوريس وإيزيس.

طرأ تغيير آخر على سوبك، واكتسب لأول مرة دوره كإله للشمس من خلال علاقته بحورس، حتى ظهر الإله سوبك رع، وهو مزيج من سوبك و إله الشمس الرئيسي رع.

ويأتي المفهوم الشائع عن الإله سوبيك، والذي يعتبر سبب اعتراض الكثيرين في البداية على جعله كتميمة على قميص منتخب مصر، بأنه إله عدواني، وقصصه عدوانية عنيفة، نتيجة رمزه لتمساح النيل العنيف.

بينما يختبأ الخير في سوبيك، خلف الشر الذي اشتهر به، فهناك أكثر من أسطورة تحتفل به وبأفعاله الخيرية، كما

نُظر لوحشتيه، بأنها قدرة خارقة على درء الشر، والدفاع عن الأبرياء، خاصة خلال الفترة التي ارتبط فيها بالإله حورس، الأمر الذي زاد من قناعة عابديه وإخلاصهم له، وفقًا لهذه الصفات.

كانت الانتقادات الموجهه لاستخدام سوبيك كتميمة للمنتخب المصري، لها بعدين، فالأول كونه مشهور بأنه إله للشر والعنف، مما يجعله لا يعبر عن حضارة الفراعنة العظيمة، بينما هو في واقعه، مزيج من الاثنين، وكانت له شهرته في الخير أيضًا.

أما البُعد الثاني، فهو نتجية أنه كان تقليدًا لتميمة المنتخب المصري، في تصفيات أمم أفريقيا عام 2006، مع بعض التغييرات الطفيفة التي جعلت شكله يبدو مختلفًا، الأمر الذي اعتبره عشاق الكرة، أنه أمر غير إبداعي، وكان يجب التفكير في شكل تميمة جديد تمامًا.

الجدير بالذكر، والذي على الكثيرين أن يعوه، أن الإنسان المصري القديم، لم يكن يعبد الحيوان في ماهيته نفسها، بينما في الرمز والصفة التي يرمز إليها، فكان التبجيل يأتي من القيم الخيرة التي يرمز لها الكائن، حتى ظهرت فكرة التوحيد، مما يثبت مدى نضج عقلية الانسان المصري القديم، وأنه طالما ما يُعمل عقله ويتدبر في أموره.