رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خبراء: الطلاق الشفهي شرعي.. وعودة الأخلاق تقلل نسبه

طلاق - أرشيفية
طلاق - أرشيفية

كتبت- أسماء محمود:

 

أصبح الطلاق، كلمة سائدة في مجتمعنا المصري، بعد أن كانت عبارة "الست ملهاش غير بيت جوزها" هي المسيطرة على العلاقات الزوجية، لعشرات السنين، بينما في السنوات الأخيرة، باتت لكلمة الطلاق الكلمة العليا، وفرضت سيطرتها.

وربما نسمع كثيرا عن حالات طلاق لم تتعد فترة الزواج فيها العام الواحد، وأحيانا بضعة أشهر أيضا، فمن الواضح أن أسهل كلمة على الزوج لينهي الخلاف المحتد " أنت طالق"، وربما الأمر للفتيات باتت عبارة "طلقني"، الأمر الذي أدى لارتفاع نسب الطلاق في مصر بشكل كبير للغاية، وباتت ظاهرة اجتماعية أيضا.

وكان أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، دكتور عمرو حمروش، أشار بضرورة البحث في الأمور الفقهية المتعلقة بالطلاق الشفهي، بما يواكب مفاهيم العصر الحالي، لتقليل نسب الطلاق في مصر، والتي في بعض الدراسات كانت مصر في صدارة الدول الأعلى في نسب الطلاق.

وفي هذا الصدد، رصدت بوابة الوفد آراء عدد من رجال الدين، وأساتذة في علم الاجتماع، لمعرفة كتى يقع الطلاق الشفهي ومتى لا يقع، وما المفاهيم الاجتماعية الخاطئة التي تؤدي للطلاق وكيفية التغلب عليها...

فقالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية، جامعة عين شمس، أن تقليل نسب الطلاق في مصر، يستوجب وجود منظومة أخلاقيات منضبطة، تحث على تحسين طريقة التعامل بين الزوجين.

وأضافت خضر، أن المجتمع المصري بحاجة إلى عودة أخلاقيات التعامل مع بعضهم البعض بشكل عام، وبين الزوجين بشكل خاص، الأمر الذي يحتم العودة إلى ضرورة للتربية والتنشئة الاجتماعية السليمة، الذي يعود بالتبعية لضرورة وجود الأم في المنزل، في أوقات تواجد أبنائها، حتى تستطيع زرع القيم الصحيحة بداخلهم.

وتابعت أستاذ علم الاجتماع، أن المجتمع بحاجة أيضا إلى ترسيخ كيفية التعامل الصحيح بين الولد والبنت، سواء في المدرسة أو الجامعة، إذ أنه أصبح هناك الكثير من السلوكيات الخاطئة التي تحدث داخل المؤسسات التعليمية، دون رقيب، و دون تصحيح.

كما أوضحت أستاذ علم الاجتماع، أن أسلوب الحوار بين الزوجين، أصبح به العديد من التجاوزات، التي لابد أن تؤدي للطلاق في النهاية، خاصة في استخدام ألفاظ غير راقية أثناء الخلافات، لافتة إلى أن انتشار ثقافة "الصوت العالي يكسب" و "لو سكتيله هيركبك"، لابد أن تؤدي في النهاية للطلاق، فهي أفكار ترسخ لعدم الاحترام بين الزوجين، مما يؤدي لهدم العلاقة.

وأشارت خضر، إلى أن التسيب والانفلات الأخلاقي، أصبح مخترقا للعلاقات والتعاملات بين الزوجين، ويؤدي لإفسادها، مشددة على ضرورة عودة دور الأسرة والمؤسسات التعليمية، في حسن التربية، بالاضافة إلى ضرورة عودة الأعمال الفنية التي ترتقي بأخلاقيات المجتمع، وليس كما الحال الآن، التي تتناول الكثير من الألفاظ البذيئة، التي لا يصح أن تنتشر داخل مجتمع يتطلع للتقدم والتنمية.

وفي السياق ذاته، قالت الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن ارتفاع نسب الطلاق في مصر، يعود لأسباب كثيرة بعضها اجتماعي وبعضها اقتصادي.

وأضافت منصور، أن من أبرز المشكلات التي تسبب الطلاق في مصر، هو عدم التأقلم بين الزوجين أنفسهما، وهو دليل الخطأ في الاختيار من البداية، أو عدم التأقلم بين العائلتين، وهو ما يدل على عدم وجود معرفة كافية بينهما، مضيفة، ربما يتسبب أيضا عدم تحمل المسئولية، و المشكلات المادية، في الطلاق.

وأوضحت أستاذ علم الاجتماع، أن حل أزمة ارتفاع معدلات الطلاق في مصر، وسرعة الطلاق أيضا، يكمن في التثقيف الاجتماعي، عن أهمية الزواج و ماهيته، والتوعية من قبل جميع المؤسسات الاجتماعية المختلفة، بأهمية الأسرة، وأهمية بقائها، وكيفية تكوينها من البداية، وكيف يتم تأسيسها بالشكل الصحيح أيضا، فضلا عن ضرورة تأهيل الطرفين للزواج، من قبل المراكز المتخصصة، ليتفتح أفقهم، و يدركون ما

هم مقبلين عليه، وكيفية التعايش مع بعضهما البعض.

وعلى صعيد آخر، قال الشيخ عبدالحميد الأطرش، الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر، أن الطلاق الشفهي يقع حالما نطق الزوج باللفظ "أنت طالق"، سواء كانت المرة الأولى أو الثانية أو الثالثة.

وأضاف الأطرش، أن وجود قسيمة الزواج هو أمر مستحدث، ووجد في عهد قريب لضمان حقوق الزوجة والأبناء، أما الزواج في أساسه، فهو عبارة عن عبارة الطلب والقبول "هل تقبلني زوجا لابنتك.. نعم قبلت" ووكيلين وصداق، وعليه فإن الطلاق أيضا أساسه شفهي.

 وأوضح الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر، أن الزوج إذا ما قال لزوجته باللفظ " أنت طالق" فيقع الطلاق في الحال، دون وضع في الاعتبار نيته الحقيقية من اللفظ، سواء المرة الأولى أو الثانية، وفي الثالثة تقع ولا يحل له ردها إلا بزواجها من آخر، زواج كامل.

وتابع الأطرش، أنه إذا قال الزوج لزوجته "اذهبي فأنت حرة، أو حبلك على غاربك، أو اذهبي إلى بيت أبيك" وكان في نيته الطلاق، وقع الطلاق شرعا في الحال، موضحا أن الحالة الوحيدة التي لا يقع فيها الطلاق الشفهي، هو غضب الزوج لدرجة ألا يعي ما يقول، وفقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم " لا طلاق في إغلاق"، والمقصود منه أي أن الزوج لا يدري ما يقول.

ولفت الرئيس الأسبق للجنة الفتوى، إلى أن الطلاق الشفهي، يعتبر طلاقا شرعيا، ولكنه ليس قانونيا؛ لأنه لم يتم توثيقه بشكل رسمي كقسيمة طلاق، بينما شرعا لم تعد زوجته.

ومن جانبه، قال الشيخ محمود القاضي، إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة سابقا، أن الطلاق عند المذاهب الأربعة، يقع باللفظ الصريح " أنت طالق".

وأضاف القاضي، أن الطلاق الذي وقع باللفظ الصريح، يجوز رده خلال أشهر العدة، بينما إذ تجاوز الطلاق هذه المدة، فهذا يحتاج لعقد جديد ومهر جديد، أما الطلقة الثالثة، فهي لا تعود له إلا بزواجها من آخر.

ولفت إمام السيدة نفسية سابقا، إلى أن الإمام ابن تيمية، هو الوحيد الذي أقر بضرورة عقد النية لدى الزوج على الطلاق، حتى يقع الطلاق شرعا، حتى و إن قال لزوجته باللفظ الصريح " أنت طالق"، وهو ليس في نيته الطلاق، فلا يعد طلاقا.

كما أوضح القاضي، أن الحلف بالطلاق بعبارة "عليا الطلاق"، هي التي يجب الأخذ بنية الزوج فيها، فإذا قصد الطلاق حقا يقع طلاقا شرعيا، ولكن إن لم يقصده، لا يقع، وكفارته إطعام 10 مساكين.