رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب: «أبوشقة».. والدور السياسى لحزب الوفد

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

استكمالاً للحديث الذى بدأته يوم الأربعاء الماضى عن استراتيجية المستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس حزب الوفد لبناء حزب قوى ينافس فى الساحة السياسية المصرية، نتحدث اليوم عن محاور مهمة جدًا فى هذه الاستراتيجية التى تعتمد بالدرجة الأولى علي ثوابت الحزب العريق التى رسخ لها زعماء الوفد الثلاثة الكبار خالدى الذكر سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين، وتفعيلاً للمادة الخامسة من الدستور التي تقضى بأن النظام السياسى قائم على التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمى للسلطة والفصل بين السلطات.

وقبل الخوض فى تفاصيل استراتيجية «أبوشقة» السياسية التى يتبعها حاليًا منذ حوالى خمسة شهور، أى منذ تولى سدة رئاسة حزب الوفد العريق، لا بد من الإشارة إلى أمر هام، قد يمر مرور الكرام على كثير من الناس، وهذا الأمر هو أن «أبوشقة» عقلية قانونية تخرج فى كلية الحقوق مثل باقى زعماء الحزب الكبار الراحلين، ولديه مشروع وطنى كبير لتفعيل الحياة السياسية بالبلاد أسوة بهؤلاء الزعماء. ومنذ 30 مارس الماضى، و«أبوشقة» ينهج طريق السياسيين الكبار من أجل بناء الحزب القوى الذى يكون لاعبًا أساسيًا فى الحياة السياسية، ويركز بالدرجة الأولى على تفعيل الديمقراطية التى لن تتحقق إلا بوجود حزب الوفد القوى. وهذا ما دفع «أبوشقة» إلى التصريح علانية فى أكثر من مناسبة بأهمية وجود حزبين أو ثلاثة أو أربعة على أكثر تقدير، بدلاً من كم الأحزاب الكثيرة الضعيفة.

فماذا يفعل إذن «أبوشقة» لبناء الحزب القوى؟! البداية كانت فى أهمية «لم الشمل» الوفدى والتركيز على أن حزب الوفد ليس حزب الوفديين وحدهم، وإنما هو حزب المصريين جميعًا، ولا فرق بين وفدى قديم وآخر حديث.. ومن خلال المصالحة الشاملة التي أجراها «أبوشقة»، يستطيع من خلالها تنفيذ استراتيجية بناء الحزب القوى، وهذا ما بدأ يتحقق على أرض الواقع. وكما قلت من قبل، لقد زاد الإقبال الشديد على الانضمام للحزب والالتفاف حول أهمية أن يكون الوفد قويًا حتى يكون لاعبًا أساسيًا فى الحياة السياسية المصرية، والتي ستشهد تطورًا جديدًا خلال المرحلة القادمة إن شاء الله.. والملفت للأنظار أن المنضمين للوفد، ليسوا فقط من أصحاب الجذور الوفدية فحسب، وإنما من بينهم الآلاف من الشباب الباحث عن الممارسة السياسية السليمة، وهذا ما يلمسه الناس حاليًا فى أن الحركة بدأت تدب فى لجان الوفد بالمحافظات من أقصى الجنوب إلى الشمال.

أما المحور المهم فى استراتيجية «أبوشقة»، فهو الخط السياسى للحزب الذى ينتهجه حاليًا، وهو الانتصار للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية، والوقوف إلى جوار المواطن وتحقيق كافة حقوقه من أجل الحياة الكريمة التى افتقدها طوال عدة عقود زمنية مضت قبل ثورة 30 يونيو. وهذا هو الخط السياسى الذى انتهجه طوال تاريخه السياسى علي مدار مائة عام سواء كان فى

الحكم قبل 1952، وحتى وهو فى المعارضة، فالمواطن هو الأساس، لأن الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة. وفيما يتعلق بشأن المعارضة فهى ذات جناحين مهمين الأول: أن تكون موضوعية تبتعد وتنأى عن ممارسة الشتائم والتجريح. والثانى أن تكون معارضة بناءة تقدم الحلول، فهى ليست مديحًا على طول الخط ولا تجريحًا على ذات الخط، وهذا ما أعلنه «أبوشقة» مرارًا وتكرارًا.. وقضايا الأمة هي شغل الحزب الرئيسى، والانتصار للمواطن فى كل قضاياه هو الأساس الرئيسى الذى يتبناه حزب الوفد.. وبالتالى فإن خطاب الوفد السياسى شغله الشاغل بالدرجة الأولى هو الوطن والمواطن.

والمعارضة الوطنية هى التزام ومسئولية فى إطار من الالتزام بالقانون والدستور، بما يحافظ على الدولة الوطنية المصرية، وحقوق المواطن كاملة غير منقوصة.

وفى هذا الصدد يعكف «أبوشقة» على إحداث تغييرات واسعة داخل مقر الوفد الرئيسى فى الدقي، فقد بدأ الحزب تطويرًا شاملاً لمبنى الحزب بما يليق بمكانته وشموخه، والتف جميع الوفديين حوله فى مشروع التطوير، والمعروف أن مقر الحزب بالدقى مبنى له تاريخ طويل، فقد أسسه المغفور له سيد باشا بدراوى وآلت ملكيته فى نهاية الأمر إلى حزب الوفد، عندما قام الراحل العظيم فؤاد باشا سراج الدين بشرائه من المدعى العام الاشتراكى بعدما وضع يده عليه من السعد والريان خلال أزمة توظيف الأموال إياها التى شهدتها البلاد. والمعروف أن مقر الوفد لم يطرأ عليه أى تجديد أو تحديث منذ بناه سيد بدراوى، ولذلك كان لزامًا علي الوفد أن يعيد تطويره وتحديثه بما يليق بمكانة حزب الوفد الجديدة. ولن أستفيض فى الحديث عن القصر، لكن الأهم هم من يمارسون الخطاب السياسى داخل القصر، والذين يلتفون حول شخص «أبوشقة» من أجل بناء الوفد القوى الذى يحلم به المصريون، وعما قريب جدًا سنجد حزب الوفد اللاعب الرئيسى على الساحة السياسية.