عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خبراء: غياب الوعي الديني سبب ارتفاع نسب الطلاق

ارتفاع نسب الطلاق-
ارتفاع نسب الطلاق- ارشيفيه

كتب- محمد عيسى:

أصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامـة والإحصاء، "النشرة السنوية" لإحصاءات الطلاق لعام 2017، حيث بلغت عدد شهادات الطلاق 198269 شهادة عام 2017 مقابل 192079 شهادة عام 2016 بنسبة زيادة قدرها 3.2.

كما بلغت عدد شهادات الطلاق في الحضر 108224 شهادة، وبلغ عدد شهادات الطلاق في الريف 90045 شهادة، وبينت الإحصائية أنه سجلت أعلى نسبة طلاق في الفئة العمرية من 25 إلى أقل من 35، وأقل نسبة طلاق في الفئة العمرية من 18 إلى أقل من 20 سنة.

وأكد عدد من خبراء علم النفس والاجتماع أن غياب التنشئة الاجتماعية السليمة، وتفكير كل شخص في نفسه وذاته، وكذلك الانهيار القيمي والسلوكي والثقافي وغياب الوعي الديني داخل المجتمع المصري، كما أن هناك ظاهرة أخرى تسمى بالطلاق الصامت الذي يوجد داخل بيوت الجميع والذي يكون له تأثير كبير.

قالت الدكتورة سامية نبيل، المستشار التربوي وخبير الصحة النفسية وعلم الاجتماع، إن ارتفاع نسب الطلاق يرجع لعدة أسباب، أولها: افتقاد الأسرة للغة الحوار المناسبة، قائله: "الأزواج أصبحوا يفتقدون اَليات التعامل بينهم، وذلك لافتقادهم مفهوم الاختيار الصحيح للفرد المناسب".

وطالبت خبيرة علم الاجتماع، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، كل أسرة بضرورة تربية الأبناء على ثقافة التعامل الجيد مع الآخرين، وكذا تحمل الخلاف، إذ أن المجتمع لا يقبل العيش في حياة منعزلة عن الباقين، مؤكدة على أن الجميع تربطهم عوامل ومصالح مشتركة تحتاج إلى التكامل.

وأكدت على أهمية دور الدولة في تأهيل الشباب وتوعيتهم من خلال المدارس والجامعات ومراكز الشباب والملتقيات الفكرية والثقافية، حتى ينشأ جيلاً سويًا قادرًا على مواجهة الحياة واجتياز المشاكل بنجاح، مضيفة أن العوامل الاقتصادية ليست عاملا أساسيًا من عوامل الطلاق، ولكنها جزء منه.

وأوضحت أن حب فرض السيطرة بين الأزواج من العوامل الأساسية في الطلاق، قائله: "هناك ظاهرة أخرى تسمى بالطلاق الصامت الذي يوجد داخل بيوت الجميع، وهذا يعود إلى أن الزوجين يعيشان في خصام دائم، أو في حالة انعزال كامل، ويعيشون مع بعضهما بهدف تربية الأبناء لا أكثر، ما يتسبب في خروج أبناء معقدين نفسيا".

وناشدت خبيرة علم الاجتماع الأزواج والزوجات بتوفير وقت للتواصل بين بعضهم البعض، ومحاولة التناقش فيما بينهم في أمورهم ومشكلاتهم الخاصة، لتكون حياة قائمة على المشاركة والحب والمودة وهدم أي محاولة قد تضر بحياتهم الزوجية ومستقبل أبنائهم، الذين هم جيل يمثل مستقبل هذا الوطن.

وأكدت الدكتورة هبة عيسوي، أستاذ الطب النفسي بطب عين شمس، على أن ازدياد حالات الطلاق يتمثل في ثلاث أسباب رئيسية، أن كل شخص لا يفكر إلا في نفسه وذاته، وهذا خطأ كبير لأنه يجب أن يتخلى الزوجان عن ذاتهما مؤقتًا حتى تمر الأزمات بسلام.

وأضافت عيسوي في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، أن

السبب الثاني يتمثل في كثرة التغاضي عن المشاكل خلال فترة الخطوبة، ظنًا منهم أن سيتم إصلاحها بعد الزواج ولكن يكون الأمر على خلاف ذلك وتزداد المشاكل ولا يتم حلها إلى أن يصل الأمر إلى الطلاق.

وأوضحت أستاذ الطب النفسي، أن السبب الثالث هو معرفة أحد الطرفين ببعض طباع الآخر التي لا تعجبه ولكنه لا يبدي لها اهتمام، وكذلك إسقاط كل طرف لمشاكله على الطرف الآخر، وتصبح بعدها الخناقات مزدوجة نفسيًا.

وذكرت عيسوي، أن سبب ارتفاع نسب الطلاق بين الشباب أنه في هذا السن لا يتحكمون في انفعالاتهم، وتكون دائمًا مبالغ فيها، ولا يستطيعون الحد منها.

وبينت أنه في معظم الشباب ينقصهم الخبرة والقدرات الحياتية، لذلك يستمدها من أصدقائه أو أقاربه، وكذلك نقص الحكمة، وعدم القدرة على التعامل بها.

وقال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية، إن ارتفاع نسب الطلاق هذا العام عن الأعوام السابقة هو صورة من صور الانهيار القيمي والسلوكي والثقافي داخل المجتمع المصري، وكذلك الانحطاط الأخلاقي المتمثل في الإعلام المرئي.

وأضاف فرويز، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، أن

ه لا بد من الاهتمام بالثقافة لأنها ستكون السبب في تقدم البلد وتجعل الإنسان يتحمل ضغوط وأعباء الحياة، وكذلك تكف الشباب عن إدمان المخدرات، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات التركية المعروضة التي تعدها الدولة نوعا من أنواع الرفاهية.

وأوضح استشاري الطب النفسي، أن توعية المجتمع بالثقافة تتمثل في الثورة الصحفية، ليكون الإعلام كله تحت الرقابة، ويكون هناك وزير للإعلام للسيطرة عليه، وإذا بدأنا في تطبيق الثقافة في المجتمع لن يستغرق إصلاح المجتمع إلا خمس سنوات فقط.

وأكد أن نسب الطلاق سوف تزداد تدريجيًا على مدار السنوات القادمة أكثر وأكثر، إذا لم يكن هناك أي تحرك من قبل الجهات المسئولة عن الرقابة على كل ما يعرض على شاشات التلفاز.