رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في ذكرى وفاة الأستاذ.. هيكل صديق السلطة

الكاتب الصحفي محمد
الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل - ارشيفية

كتبت – سارة حسام الدين:

 

هو صاحب القلم الحر الشاهد على التقلبات التي طافت بمصر خلال سبعين عاما مضت.. فكان من المقربين للسلطة في عهد عبد الناصر ومنفيًا عنها في عهد السادات وراء جدران المعتقل. وفي عهد مبارك خرج ليقدم مزيدا من العطاء المتمثل في كتبه وحواراته مع أبرز الشخصيات العالمية في ذاك الوقت ومنهم رؤساء لدول، فعاصر مبارك مستشارًا ومحللا للأحداث ليشهد خلعه وعزل الإخوان من مقعد السلطة، ثم ينزوي إلى الصمت في عهد السيسي جراء المرض الذي رحل به عن عالمنا.. أنه الكاتب الصحفي العملاق محمد حسنين هيكل.

 

- نبوغ في رحاب صاحبة الجلالة

 

ولد هيكل في عام 1923 وتحديدًا  بحي الحسين، لأب صعيدي يعمل تاجرًا للحبوب، ولكنه فقير نوعا، أراد ابنه طبيبا ولكن هيكل أراد أن يكون صحافيا ، وأراد الفقر وجهة أخرى التحق هيكل بمدرسة التجارة المتوسطة.. ولكن طموح هيكل لم يوقفه عند ذاك الحد، فقرر تطوير نفسه ومواصلة دراسته في القسم الأوروبي بالجامعة الأميركية، وخلالها كانت النقلة التي غيرت مجرى حياته.

 

في عام 1942، التحق هيكل بجريدة "الإيجيبشان جازيت"، وهي صحيفة مصرية تصدر باللغة الإنجليزية، كصحفي تحت التمرين، ولكنه برع في عمله فحقق هيكل أول نجاحاته بتحقيق عن فتيات الليل، بعد قرار إلغاء البغاء رسميًا في مصر،  وتم تكليف هيكل بلقاء فتيات الليل حيث حصل منهن على معلومات خطيرة هزت الرأى العام وقتها.. لينتقل بعدها إلى روز اليوسف تحت قيادة مصطفى وعلي أمين ثم إلى أخبار اليوم معهم.

 

في ذاك الوقت لمع اسم الصحفي"محمد حسنين هيكل" عاليا لينال عن جدارة على "جائزة فاروق"، أرفع الجوائز الصحافية بمصر في ذلك الوقت.. وفي في يونيو 1952، حدث ما لم يتوقعه أحد  بعدما فوجئ قراء مجلة "آخر ساعة" بعلي أمين رئيس تحرير المجلة يخصص مقاله للحديث عن هيكل، وينهيه بأنه قرر أن يقدم استقالته ويقدم هيكل رئيسًا للتحرير، وهكذا أصبح هيكل رئيسًا لتحرير "آخر ساعة"، ولم يكن تجاوز التاسعة والعشرين من عمره.

 

هيكل وعبد الناصر

 

كان هيكل من أكثر المقربين للرئيس الراحل جمال عبد الناصر،  لذا حاصرته الشائعات، وتم تلقيبه بصديق السلطة وقلم الرئيس وغيره، ولكنه رفض في ذلك الوقت أي منصب بالسلطة سوى مقعد الوزارة الذي رفضه أكثر من مرة، ثم قبله لشهور، ومع ذلك تقلد منصب أرفع المتحدث الرسمي باسم "حركة الضباط الأحرار".

 

- رئيس تحرير الأهرام

 

 في فترة حكم عبد الناصر عرض عليه رئاسة تحرير الأهرام أكثر من مرة، فرفض في البداية ثم تولى رئاسة مجلس إدارة "الأهرام" 1957، وظل رئيسًا لتحرير جريدة "الأهرام" حتى عام 1974، وفي تلك الفترة وصلت "الأهرام" إلى أن تصبح واحدة

من الصحف العشرة الأولى في العالم، وكان أول مقال له تحت زاوية بعنوان "بصراحة " يوم 10 أغسطس 1957 بعنوان "السر الحقيقي في مشكلة عُمان"، و كان آخر مقال له في 1 فبراير 1974 بعنوان "الظلال.. والبريق".

 

وأبان توليه كرسي الوزارة أكثر من مرة في عهد عبد الناصر ، اشتُرط عليه ألا يجمع بينها وبين "الأهرام" فتركها بمجرد وفاة عبدالناصر، ورفض بعد ذلك أي منصب مهما كان كبيرًا طالما سيبعده عن "الأهرام".. ثم بدأت حقبة جديدة في حياته وهي عهد السادات.

 

- معتقل أيام السادات

 

كان هيكل داعما للرئيس السادات في للبداية، ثم ما لبث أن انقلب عليه بسبب حرب أكتوبر، وبعد الحرب تم استبعاده بقرار رئاسي من "الأهرام" عام 1974، ليؤلف كتبا  انتقد فيها سياسات السادات، فاعتقله الرئيس الراحل ضمن اعتقالات سبتمبر 1981، وخرج بعفو من مبارك.

 

راقٍ في اعتزاله

 

في تلك المرحلة عرف العالم هيكل ككاتبا من أروع الكتاب، وفي يوم 23 سبتمبر 2003 بعد أن أتم عامه الثمانين، وكتب مقالًا مثيرًا تحت عنوان "استئذان في الانصراف"، لاعتزال المجال الذى عشقه، ولكنه لم يلبث أن عاد إلى الأضواء مرة أخرى كمستشارا وضيفا بالبرامج، ومحاورا لزعماء العالم ومنهم الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران، وامبراطور اليابان، والخميني، وعدد من الرؤساء والزعماء السياسيين العرب والدوليين.

 

رحيل صامت عقب رحلة مع المرض

 

وفي أيامه الأخيرة، ساءت حالة هيكل الصحية، حين بدأ بالخضوع لعلاج مكثف في محاولة لإنقاذ حياته، بعد تعرضه لأزمة شديدة بدأت بمياه على الرئة رافقها فشل كلوي استدعى غسيل الكلى ثلاث مرات أسبوعيًا، ليرحل عن عالمنا عن عمر ناهز 93 عامًا بعد صراع قصير مع المرض.. ومسيرة حافلة من العطاء الزاخر في خدمة صاحبة الجلالة ودعم 4 رؤساء بـ4 حقب زمنية.