عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من ذكريات حرب أكتوبر 73

الفريق محمد زاهر
الفريق محمد زاهر عبدالرحمن القائد الأسبق لقوات الدفاع الجوى

لعل مقولة عيزرا وايزمان رئيس عمليات الجيش الإسرائيلى ورئيس إسرائيل فيما بعد تجسد غرور إسرائيل فقد قال:

من يملك السماء.. يملك الأرض.. ونحن نملك السماء بواسطة قواتنا الجوية ولابد من توجيه ضربة موجعة للمصريين.. وجاء العبء الأكبر على عائق الدفاع الجوى المصرى بالتعاون مع قواتنا الجوية وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية تعلم جيداً أثناء التخطيط لحرب أكتوبر استحالة اقتحام قناة السويس فى حرب شاملة دون غطاء جوى من عناصر الدفاع الجوى وقد تجلت عظمة وجرأة المصريين جيشاً وشعباً فى بناء مواقع الصواريخ المحصنة، حيث ثبت أن إنشاء هذه المواقع هو مسألة يتوقف عليها نجاح أو فشل اقتحام قناة السويس وعبور القوات المسلحة بمعنى أنه لا حرب ولا اقتحام لقناة السويس دون حماية من قوات الدفاع الجوى بعناصره المختلفة (صواريخ – مدفعية...) وعندما بدأت حرب الاستنزاف فى سيناء ركزت إسرائيل على مواقع الدفاع الجوى، مما دعا القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية إلى إصدار قرار جمهورى فى شهر فبراير عام 1968 بتشكيل قوات الدفاع الجوى كفرع رئيسى من القوات المسلحة وأطلق عليها القوة الرابعة تحت قيادة اللواء محمد على فهمى (أول قائد لقوات الدفاع الجوى) وبعدها بدأت سلسلة من الاجتماعات لرئيس الجمهورية (جمال عبدالناصر) مع كبار قادة القوات المسلحة وقوات الدفاع الجوى ومجموعة من قادة كتائب صواريخ الدفاع الجوى (رتبة مقدم - رائد) لدراسة أسلوب وإمكانيات إنشاء حائط للصواريخ للتصدى لأعمال القوات الجوية الإسرائيلية وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستكمال تجميع كتائب الصواريخ بعدد 24 طائرة تم تدمير خمس طائرات فانتوم وهى آخر ما ابتكرت الولايات المتحدة فى ذلك الوقت وعدد خمس طائرات أخرى من طراز سكاى هوك وعدد من الطيارين الأسرى.

قبل وقف إطلاق النيران يوم 8 أغسطس 1970 تقدمت قوات الدفاع الجوى بحائط الصواريخ 30 كيلومتر فى اتجاه قناة السويس وبذلك أصبحت قناة سماء السويس مؤمنة بصواريخ وعناصر الدفاع الجوى المصرى والذى كان أحد الأسباب الرئيسية فى تحييت القوات الجوية الإسرائيلية فى حرب 73.

وكان ذلك من الأسباب الرئيسية لاقتحام خط بارليف وعبور قناة السويس وإقامة رؤوس الكبارى على الضفة الشرقية لقناة السويس ولا ننسى مقولة موسى ديان يوم 28 أكتوبر 1973 بعد بداية الحرب قال إن البذرة الشريرة لهذه الحرب اللعينة قد وضعت فى منتصف عام 70 (بداية إنشاء حائط الصواريخ).

إن بناء حائط الصواريخ لقوات الدفاع الجوى استهلك آلاف الأطنان من مواد البناء والرمال والخرسانات وحديد التسليح، بالإضافة إلى آلاف من البشر من العمال والمهندسين المدنيين وشركات المقاولات ونجحنا فى بناء الدشم المحصنة لحماية وحدات الصواريخ على الضفة الغربية لقناة السويس وكان يمثل جداراً منيعاً متعدد الأنساق على مسافة 10 كم غرب القناة وتمتد إمكانياته إلى مسافة تتراوح من 15-20 كم شرق

القناة وجاهز للانتقال إلى شرق القناة (سام2- سام3- سام6)، بالإضافة إلى مواقع المدفعية المضادة للطائرات من الطرازات المختلفة مزيج من القدرات النيرانية المختلفة للاشتباك مع طائرات العدو على الارتفاعات المنخفضة والمتوسطة والعالية بالتعاون مع مقاتلات القوات الجوية على أساس التعاون بالمناطق والارتفاعات وفى المنطقة الواحدة وفى نفس الوقت واجهت قوات الدفاع الجوى تحديات أهمها اتساع مسرح العمليات الذى يمتد غرباً حتى حدود ليبيا وجنوباً حتى رأس بناس / أسوان وضرورة انتشار عناصر الدفاع الجوى لحماية الأهداف الحيوية الهامة مع التركيز لحماية القوات البرية فى منطقة القناة بالتعاون مع القوات الجوية والتركيز لحماية القوات البرية فى منطقة القناة وحسم المعركة الرئيسية مع القوات الجوية الإسرائيلية خلال الساعات الأولى للقتال والذى يتوقف عليه نجاح المعركة البرية ومع بداية المعركة لتحرير سيناء قام رجال الدفاع الجوى البواسل مع بداية تحليق عدد كبير من الطائرات الإسرائيلية فى محاولة لمنع قواتنا من العبور وتدمير الكبارى والمعابر التى أنشائها رجال سلاح المهندسين البواسل وكان لمظلة الدفاع الجوى المصرى دور كبير وحيوى وهام فى التصدى لهذه الهجمات الجوية بواسطة المدفعية المضادة للطائرات وعناصر الصواريخ التى حققت خسائر فادحة فى الطيران الإسرائيلى إيذاناً بانتهاء كلمة التفوق الجوى الإسرائيلى وتحطيم أسطورة التفوق الجوى الإسرائيلى والدليل على ذلك أن إصدار الجنرال بنيامين قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعد الاقتراب من قناة السويس لمسافة 15 كم (شرق القناة) ذلك بعد أن اكتشف أن 44 مقاتلة إسرائيلية تم تدميرها وإسقاطها خلال 5 ساعات من بداية الحرب بواسطة أبطال ورجال الدفاع الجوى مما دعا موسى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى إلى عقد مؤتمر صحفى صباح يوم السابع من أكتوبر أعلن فيه أن القوات الجوية الإسرائيلية خسرت عدد 50 طائرة، مؤكداً أن الطيران الإسرائيلى عاجز عن اختراق شبكة الدفاع الجوى المصرى.