عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خوفًا من الإرهاب.. «سوريا وإيران وفلسطين» أوطان ممنوعة من الحج

الكعبة - صورة أرشيفية
الكعبة - صورة أرشيفية

منذ اشتعال ثورات الربيع العربي في 2011، وتشهد مواسم الحج كل عام، أزمات عدة تقف في طريق بعض البلدان العربية إلى بيت الله الحرام، حتى طالت قائمة الممنوع من الحج وشملت الكثيرون، بسبب اشتعال الأوضاع ، وتخوف المملكة العربية السعودية من وقوع عمليات إرهابية تقضي على أرواح رواد الكعبة من أنحاء العالم على أراضيها.

 

وكالعادة، تشهد بلاد الحرمين في الوقت الحالي موسم ساخن، لاستقبال بعثات الحجيج المتوافدين من أرجاء العالم كافة؛ بسبب تصاعد التهديدات الإرهابية، والاضطرار إلى منع الكثير من الدول العربية من أداء مناسك الحج.

 

«اليمن»

آخر الدول التي مُنعت من أداء فريضة الحج لهذا العام كانت اليمن، حيث تحدثت وسائل الإعلام اليمنية، اليوم الخميس، عن منع جماعة «الحوثيون» حجاج بيت الله الحرام فى اليمن من السفر إلى مكة المكرمة لأداء شعائر الحج هذا العام ليكون العام الثاني على التوالي التي تقوم بذلك.

 

ونقلت صحيفة «عيون الخليج» تأكيد وزير الأوقاف والإرشاد اليمني ورئيس بعثة الحج اليمنية الدكتور «فؤاد عمر شيخ أبو بكر»، بمنع الحوثيون سكان صنعاء من مغادرة البلاد والتوجه لأداء مناسك الحج.

 

وأوضح أبوبكر، أن الانقلابيين منعوا أيضًا 350 موظفًا لخدمة الحجاج، وسحبوا منهم جوازاتهم، مشيرًا إلى أن العوائق التي فرضتها الجماعات الحوثية الانقلابية على الحجاج اليمنيين، لن تسمتمر كثيرًا؛ لأن هناك مظاهرات واحتجاجات ضدهم في صنعاء.

 

ونوهت صحيفة «المدينة» السعودية إلى الأمر ذاته، مؤكدة أن الحوثيون يقطعون الطريق أمام اليمنيين الراغبين في أداء مناسك الحج، موضحة أن اليمنيين اللذين قيدوا أسماءهم في قوائم طالبي الحج منذ العام قبل الماضي، لن يتمكنوا للعام التالي من الذهاب إلى الحج.

 

جاء ذلك بسبب الانقلاب وسيطرة المليشيا الانقلابية للحوثيين على السلطة ووزارة الأوقاف المسئولة على تفويج الحجاج، في الوقت الذي يطالبهم فيه قطاع الحج والعمرة التابع للوزارة بتسديد مبالغ رسوم الحج مقدمًا لدى وكالات معينة لا يطمئنوا لها بسبب الشبهات التي تدور حول هذه الوكالات وتبعيتها وتوجهاتها السياسية.

 

«فلسطين الشتات»

وفي فلسطين، فقد كتب على أبنائها المشتتين في الدول العربية عدم أداء فريضة الحج، بسبب تخوف المملكة من وقوع عمليات إرهابية على أرضيها، فأصدرت خلال إبريل الماضي، قرارًا يحظر على الفلسطينيين المقيمين بالدول العربية تأدية مناسك الحج والعمرة.

 

جاء القرار لمنع دخول عناصر إرهابية إلى المملكة، واستهدف القرار الفلسطينيين اللاجئين بسوريا بسبب توغل تنظيم داعش في دمشق وقدرتهم على جذب الفلسطيين للانضمام إليهم والذهاب إلى الكعبة على أنهم حجيج بيت الله.

 

كما يواجه فلسطيني الشتات أزمة أخرى، تعيق تأديتهم لمناسك الحج، وهي قرار مصلحة الطيران المدني العالمي الذي ينص على ضرورة أن تكون أية وثيقة مقروءة آليًا، وهي الإشكالية التي تبحثها السفارات الفلسطينية في الدول العربية مع الجهات المختصة لضمان حصولهم على تآشيرات آلية.

 

«سوريا»

أما الوضع في سوريا فهو أكثر سوءًا، فقد مرق خمس أعوام على اندلاع ثورتها وكذلك عدم قدرتها على الذهاب إلى بيت الله الحرام بسبب اشتعال الأوضاع بها، وتعنت لجنة الحج العليا التابعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في استقبال طلبات الحج

من السوريين الراغبين في أداء الفريضة.

 

أضحت تلك اللجنة هي المعترف بها في ترتيب أمور الحجيج السوريين إلى بيت الله الحرام، بعد اعتراف المملكة السعودية بالائتلاف الوطني ممثلًا للشعب السوري، إثر توسع فجوة الخلافات بين الرياض ودمشق، عقب اندلاع الثورة السورية في 2011، وسحب المهمة من اللجنة التابعة لوزارة الأوقاف في حكومة النظام وعدم قبول أي حاج يسجل عن طريقها.

 

وبسبب ذلك، حملت لجنة الحج العليا التابعة لوزارة الأوقاف، السلطات السعودية مسؤولية منع حجاج بيت الله الحرام من أداء فريضة الحج لهذا العام للمرة الخامس على التوالي.

 

وقالت في بيان لها: «أن وزارة الحج في حكومة المملكة السعودية لا تزال ممتنعة عن توقيع الاتفاقيات الرسمية الخاصة بالحج مع وزارة الأوقاف السورية مخالفة للمواثيق المتعارف عليها بهذا الخصوص».

 

«إيران»

وعلى صعيد الجمهورية الإيرانية، فالأزمة بينها وبين السعودية متأصلة في هذا الشأن، وخلال موسم الحج الجاري، أعلنت إيران أن مواطنيها لن يؤدوا فريضة الحج على أراضي المملكة، بعدما رفضت توقيع مذكرة التفاهم معها.

 

وتكون تلك هي المرة الأولى منذ 30 عامًا لا يشارك الإيرانيون في الحج، ففي عام 1987 قطعت العلاقات بين البلدين لنحو 4 سنوات بعد مقتل أكثر من 400 شخص في مكة المكرمة خلال اشتباكات بين الحجاج الإيرانيين وقوات الأمن السعودية.

 

الحق في تنظيم التظاهرات ومنح امتيازات خاصة جاءت علي رأس مطالب الجانب الإيراني بحسب مسؤول سعودي، الأمر الذي قوبل بالرفض من جانب المملكة، واشتعلت علي إثر ذلك حرب إتهامات بين الرياض وطهران، إذ اتهمت وزارة الحج والعمرة السعودية إيران بتقديم مطالب، وصفتها بأنها غير مقبولة، محملة بعثة منظمة الحج والزيارة الإيرانية المسئولية بامتناعها عن توقيع محضر إنهاء ترتيبات الحج.

 

إلا أن الهاجس الأمني لدي السعودية ساهم في تأزيم الخلاف بين البلدين، مع إصرار المملكة علي قرار الحظر المفروض علي الخطوط الجوية الإيرانية، واستطاعت الأفواج الأولى من الإيرانيين أداء الفريضة من خلال انطلاقهم إلى المملكة عبر دول أخرى غير الأراضي الإيرانية واستقبلتهم السعودية بالورود خلال يونيو الماضي.