رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أنيس منصور.. الفيلسوف العاشق

أنيس منصور
أنيس منصور

"إذا قلت إنك خرجت من هذه الدنيا بشيء فأنت لا تعرف ماذا تقول، لأنه لا أحد يخرج منها بشيء، فالذي يموت لا يترك شيئًا لأحد، فكل الناس بعده لا شيء أيضًا".. كانت تلك الكلمات ضمن أخر ما كتبه العدو الأول للمرأة الذي تحل اليوم الذكري 91 على ميلاده، إنه الأديب والصحفى والفيلسوف أنيس منصور.

منصور من مواليد 18 أغسطس 1925 بمحافظة الدقهلية، حفظ القرآن في طفولته وهو في التاسعة من عمره، وكان من المتفوقين دراسيًا، حيث الأول في الثانوية على جميع طلاب مصر، والتحق بقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، وتخرج فيها عام 1947.

وبعد تخرجه عمل أنيس منصور كمدرس للفلسفة الحديثة بكلية الآداب، جامعة عين شمس من عام 1954 حتى عام 1963، وعاد للتدريس مرة أخرى عام 1975، ومن ثم انشغل بالأدب وعمل في الصحافة، وبدأ حياته الصحفية في روز اليوسف، حيث كتب باسم امرأة كاسم مستعار.

 وانتقل من روز اليوسف للعمل في مؤسسة أخبار اليوم، وبعدها للأهرام، وتولى رئاسة تحرير عدد من الصحف والمجلات وهو لم يتعدى الثلاثين من عمره ومنها:"الجيل،هي، آخر ساعة، أكتوبر، العروة الوثقى، مايو، كاريكاتير، الكاتب، وأسس مجلة أكتوبر في 31 أكتوبر 1976".

وتميز أسلوب أنيس منصور بالسهل الممتنع، وقاربت مؤلفاته 200 كتاب، ومنها:" قالوا، وداعا أيها الملل، هناك فرق، لأول مرة، الذين عادوا إلى السماء، الذين هبطوا من السماء، هناك أمل"، وبعض من هذه المؤلفات تحولت إلى مسلسلات تلفزيونية منها "القلب أبدا يدق، غاضبون وغاضبات، يعود الماضي يعود، العبقري، من الذي لا يحب فاطمة.

وكانت نقطة التحول في حياة منصور من الفيلسوف للأديب الصحفي هي حضوره لصالون عباس محمود العقاد، الذي كان بمثابة بوابة له على عالم آخر لم يعرفه من قبل، وسجل ذلك في كتاب "في صالون العقاد"، الذي قدم فيه مشاكل جيله وعذاباته وقلقه وخوفه وآراءه في مواجهة جيل العمالقه من أمثال طه حسين، العقاد، توفيق الحكيم، سلامة موسى وغيرهم الكثير من أعلام الفكر والثقافة آنذاك.

عُرف عن أنيس منصور عداؤه للمرأة بسبب كتاباته ومن أشهر أقواله في هذا الصد:"فتش عن المرأة وراء كل مصيبة.. مهما كانت متاعب النساء فهي أقل من متاعبنا.. فليست لهن زوجات كالرجال"، و"أقسى عذاب لامرأة أن تخلص لرجل لا تحبه".

ورغم ما عُرف عنه إلا أنه أكد حبه لها وعشقه للمرأة فقال :"نعم أحب المرأة.. فهي التي استطاعت بذكائها وتسامحها ورقتها ورهافة مشاعرها، وفي نفس الوقت بقوة شخصيتها واحتوائها أن تجذبني بخيوط حريرية ناعمة من حياة العزلة لأصبح مخلوقا اجتماعيا يتفاعل، وينعم بالزواج بعد

إضرابي، خوفا من أن يصبح الزواج عائقا أمام كياني الإبداعي ككاتب وأديب.

وقالت زوجته في إحدى اللقاءات معها، إنه رغم سخرية منصور من قصص الحب والمرأة، إلا أنهما عاشا قصة حب أبدية، وكان دائمًا ما يقول لها "الواقع شيء والسخرية شيء آخر"، وكان دافعه وراء كتاباته أنه يرى أن كثيرًا من الأزواج التعساء ينتظرون كلماته التي تخفف عليهم.

وعند فراقه لأمه بكى وقال:"كم أحببت هذه الأم وبكيت ومازلت أبكي فراقها فقد دفعتني للتفوق والقراءة، وحفظ القرآن في طفولتي، كانت أمي وصديقتي في طفولتي وصباي".

 وعندما مرضت زوجته قال "كنت أتصور أنه بعد البكاء المستمر على أمي لن أبكي على أحد بعدها، فهي التي كانت تساوي ولا تزال، وكنت أظن أن دموعي قد جفت، فهذه الأيام فإنني أبكي أضعاف ما بكيت طوال عمري، أدعو بطول العمر والعافية، وأتوسل وأركع وأسجد لله، وكل دموعي حروف تكتب على الأرض رحمتك يا ربي أنها زوجتي".

وحصل منصور على العديد من الجوائز خلال مسيرته، فنال جائزة الدولة التشجيعية في الآداب من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1963، جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 1981، جائزة الإبداع الفكري لدول العالم الثالث عام 1981، وجائزة النيل "مبارك سابقًا" في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، عام 2001.

وفاز بلقب الشخصية الفكرية العربية الأولى من مؤسسة السوق العربية في لندن، وحصل على لقب كاتب المقال اليومي الأول في أربعين عامًا ماضية، كما حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة المنصورة، جائزة الفارس الذهبي من التليفزيون المصري أربع سنوات متتالية، وجائزة كاتب الأدب العلمي الأول من أكاديمية البحث العلمي، ورحل منصور في 21 أكتوبر 2011.