لا مكان للمزايدين
لو أنَّ لدى عبد المنعم أبو الفتوح شيئاً من الصدق والمصارحة، وشيئاً من الشفافية والمكاشفة لانسحب وامتنع هو شخصياً وتواري عن المشاركة فى الحياة السياسية تماماً، وعليه ألا يتقدم للترشح فى الانتخابات الرئاسية القادمة؛ لأن الحياة السياسية من اليوم ستبنى علي دستور جديد هو قد انتقده، بل ورفضه، وحرَّض علي رفضه، وأيضاً حزبه الذى يحمل اسم مصر قد
شاركه ونفَّذ رغبته وتوجهه برفض الدستور الجديد.. ولم يقتصر رأى أبو الفتوح وحزبه على الانتقاد والرفض والتحريض على مقاطعة الاستفتاء على الدستور، بل تمادى ورفع دعوى لتعطيل التصويت، رفضها القضاء الإدارى والمحكمة الإدارية العليا.. فعلى حزب أبو الفتوح إن كان لدى قادته مصداقية ومكاشفة وجرأة ألا يُشارِكوا في أية انتخابات رئاسية أو برلمانية أو محلية أو مجتمعية من الآن؛ لأنها جميعاً ينظمها دستور قد رفضه هذا الحزب.. ولو أنَّ فى هذا الحزب رجالاً يقدرون المسئولية، لقرروا إلغاء حزبهم، أو علي الأقل تجميده حتى ينسى المصريون فعلتهم. فحزبهم هو وجه من وجهى العملة الإخوانية المرفوضة من المصريين. مصر اليوم لا مكان فيها للمزايدين وكذابى الزفة والراغبين فى التسلق على أنقاض دولة يريدون هدمها ويسعون إلى إسقاطها بدعمهم للإرهاب والعصيان.. ولو أن أبو الفتوح وقيادات حزبه قد شاركوا الشعب فى الاستفتاء على دستور دولتهم وقالوا «لا» فهذا حقهم، لكن
مصر اليوم فى عيد، فكل عام والمصريين الشرفاء فقط بخير وسعادة.