عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قتلانا وقتلاهم..

 

إذا كان هناك من فرَّق بين الأحياء وجعلهم فئة من أنصارالثورة وأخري من أعدائها، فإن هناك من فرَّق بين الأموات وجعلهم فئة من الشهداء، وفئة أخري لا أحد يذكرها..

وأقول قولي هذا لأن هناك معلومات تؤكد أن مئات من رجال الشرطة ورجال الجيش قد قتلوا في الأيام الأولي لمظاهرات يناير الماضي. ومنهم من قتل بالرصاص ومنهم من قتل بالطعن أوالذبح  أو الخنق أو الغرق. المهم أن مئات من القتلي من جهاز الشرطة والجيش قد قتلوا. والأهم أن أحداً لم يطالب بمحاكمة من قتلوهم أو يحقق في وقائع قتلهم. وهذا التباين الواضح في تناول الأحداث والتفرقة بين أفراد الشعب هو توجه غير قويم وغير سوي ونحن علي أعتاب مرحلة جديدة من تاريخ مصر، نرجو أن يسودها العدل والمساواة.

هناك قتلي أصبح كل منهم »شهيدًا« حتي وإن كان مقتولاً في حادث في السويس أو مشاجرة في بورسعيد أو سقط من شرفة منزل في سوهاج. ولا أدري من له الحق علي وجه الأرض في أن يجعل هذا القتيل »شهيدًا« وهذا لا.. !!

وكيف نطالب كل يوم وكل ساعة بل وكل دقيقة بضرورة إعادة الأمن المفقود للبلاد، وإعادة الثقة المفقودة لرجال الشرطة ولدي كل منهم إحساس بالمهانة. فإعادة الثقة لن تكون بمجرد الكلمات والشد علي اليد، بل بترسيخ إحساس للعاملين في جهاز الشرطة بأنهم مواطنون لايقلون عن غيرهم . ولعل أهم ما يسيء إليهم إحساسهم بأنهم مواطنون درجة ثانية. وفي داخل كل منهم غصة وألم وحسرة لأن أحدًا في مصر، لا علي المستوي الشعبي ولا علي المستوي الرسمي تحدث عن قتلاهم الذين سالت دماؤهم وهم ينفذون أعمالهم الموكلة إليهم والمأمورون بتنفيذها في يناير الماضي وما بعده.

الموضوع جد خطير. والتفرقة لايجب أن تستمر وعلي الجميع أن يفيق من الغفلة، وأن يجمع

الخائفون قواهم المفقودة ليقولوا كلمة حق، لا يجب أن تظل محبوسة في الصدور. فملعون القوم الذين ضاع الحق بينهم.

الحق يا ناس أن هناك من قٌتِلوا في أحداث الثورة. والحق أنه تم منحهم جميعاً صفة "الشهادة"، ولاقوا اهتماماً إعلامياً وشعبياً ورسمياً كبيراً وهذا حقهم . والجميع وأنا منهم طالبنا بأن يتم التحقيق في ملابسات قتلهم ومحاكمة المتسبب وإنزال أشد عقوبة لكل من أهدر دماً. والحق أيضاً أن آخرين من الشرطة والجيش قد قٌتِلوا وهم يؤدون أعمالهم ولم يهتم أحد بسيرتهم، ولم نسمع أحداً طالب بالتحقيق في ملابسات قتلهم ومعاقبة من أهدر دمهم.

آن الآوان لأن يحصل كل ذي حق علي حقه. وأول الحقوق أن ينال كل من أهدر دم مصري سواء كان من "الشهداء" أو غير الشهداء حساباً عسيرًا. أفيقوا وقولوا قولة الحق، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، ونحن لسنا شياطين ولا خرس .. وقد ذكرني ذلك كله بما قاله عمر لأبي سفيان وقد كان عدواً للمسلمين في غزوة أحد: »قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار«. فقد كان هناك وقتها فرق بين القتلي في معركة الجهاد. فهل هذا ينطبق علي حالتنا الآن؟!

بل كلهم قتلانا ومن قتلوهم في النار.