رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يحيا العدل

فرحت كثيراً لبراءة فاروق حسنى من تهمة الكسب غير المشروع، ومبعث فرحى ليس فقط لتبرئة شخص اتهمه كثيرون بالفساد والتربح مستغلاً عمله الحكومى، وثبت أنه ليس كما ظن به الظانون بالسوء،

وأنه عمل على قدر جهده الكبير باقتدار ولم يكن من المرتشين.. ومن أسباب فرحى للحكم بتبرئة ساحة فاروق حسنى، أن النظام السابق ــ وقد كان هو من أعمدته وأركانه ــ ليس كله سيئاً، وهذا قد يساعد على لم الشمل بين الشعب الذى قسمه غير العقلاء مابين من يسمونهم «فلول» وآخرين من الثوار.. كما أن هذه البراءة التى نطق بها وسطرها القضاة فى هذا التوقيت بالذات، تؤكد أن قَضَاءنا وقُضاتَنا عادلون مستقلون لا يستجيبون لضغوط، ولا يؤثر فيهم غير ماينظرون فيه من قضايا، ويحتكمون فقط للقانون والضمير.. وما أحوجنا إلى أن يؤكد قُضَاتُنا كل يوم على هذه القيم العُليا للقضاء المصرى الشريف العفيف النزيه..
ومؤكد أن فاروق حسنى ليس وحده الفارح ببراءته بل هناك كثيرون غيره ممن ينتظرون لحظة العدل قد فرحوا أملاً فى يوم تُثْبَت فيه براءَتُهم ويُنَزِه فيه القضاءُ ساحتَهم، ويُعِيد لهم اعتبارهم، ويُزِيح عنهم ظُلماً لوَّثَ سُمْعَتَهُم ونال من كرامتِهم.
إنَ لحظة العدل هى لحظة ميلاد جديد، لايشعر بقيمتها إلا كل مظلوم

قد اسودت الدنيا فى وجهه، ثم بَزَغَ نور الحقيقة فجأة ليبعث فيه الحياة من جديد، فيهتف من أعماقه : يحيا العدل.. يحيا العدل..
والفاسدون المفسدون المنتمون للنظام الحالى والمتمسحون به والمنتسبون له، صاروا أكثر من الفاسدين فى النظام السابق.. وليس كل ما يشار به للنظام السابق من اتهامات بالفساد هو حقيقى، فصحيح أن هناك فاسدين، لكن ليس بالشكل والصورة التى رسمها كارهون للنظام السابق.. ولا يستطيع أحد أن يقول إن نظام «مبارك» كان النظام الأمثل والأحسن، لكن فى الوقت ذاته لا يستطيع أحد أيضاً أنْ يقول إن ذلك النظام كله كان فساداً فى فساد.. فالفساد فى كل الدنيا وفى كل زمان لا يحد منه إلا القضاء العادل بأحكامه العادلة التى تُفْرِحُنا وإنْ كانت بإعدام الفاسدين الحقيقيين بغير ظلم، كما أفرحتنا براءة فاروق حسنى..