رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أشفق على الرئيس

أشفق علي الرئيس.. فقد اعتاد كثيرون من الشعب علي العيش بدون رئيس أو حاكم.. يروق لهم أن يعيشوا في بلد بلا رئيس علي أن يعيشوا في بلد له رئيس يحكمه.. كثيرون استقووا علي الحاكم، ولكل منهم رغبة ومطلب، ورغبته ومطلبه يراهما أوامر، علي الجميع أن يحققها له، وبأي طريقة. ومادام كل واحد منهم ينتمى إلى الشعب ومادام الشعب «يريد»، إذن فإرادة الشعب نافذة وواجبة حتي إن كانت ضد مصلحته.

كثيرون في انتظار حقهم في الملايين «المنهوبة وليتمتعوا بها قبل موتهم.. وكثيرون لا يريدون رؤساءهم فى العمل.. وكثيرون منشغلون باحتجاجات هنا ووقفات هناك ومظاهرات أخري تطالب برحيل رئيس شركة أو هيئة أو مصلحة أو محافظ لأقليم أو وزير، بل هناك من يطالبون بعزل ورحيل النائب العام، وحتي رئيس الوزراء، هناك كثيرون لا يريدونه أيضاً.. الرغبات كثيرة والطموحات أكثر.. والأخطر من هذا كله أن كثيرين ينتظرون أحكاماً من القضاء هم أصدروها من قبل أن ينطق بها قاض، وإن جاءت هذه الأحكام علي غير ما أرادوا وتمنوا فإن العواقب ستكون وخيمة.. وقد عشنا ماحدث عقب حكم القضاء فى القضية المعروفة باسم «قضية موقعة الجمل»..
آن الأوان أن يتشجع العقلاء من فوق منابر المساجد والكنائس والصحف والفضائيات، ليبدأوا في تبصير هؤلاء «الكثيرين» بحقيقة الحالة التي

أمست عليها الدولة اقتصاديا وأخلاقيا وسياسيا، ليوضحوا للكل أن الاستقواء علي غير حقيقة وأساس هو غرور مهلك، وأن الوقت لم يعد يسمح باستمرار حالة التخوين وتقسيم الشعب إلى عدو للثورة ومؤيد لها.. هذه مرحلة لابد أن نكون قد تجاوزناها منذ زمن ..
ويجب أن يعلم الجميع أن الوضع الاقتصادى للبلاد «حالياً» ليس جيداً، واستمراره على هذا الحال سيأخذ البلاد إلى الهاوية.. وعلى الجميع أن يعلم أن تباطؤ الانتاج وتباطؤ النمو سيؤدى حتماً إلى تردى الاوضاع.. ويجب أن يعلم الجميع أيضاً أن الانفتاح السياسى الذى فرضته الثورة ليس معناه أن نترك الأمور «سداحاً مداحاً» أمام كل من «هب ودب» ليشغلنا بصخبه وصراخه ومهاتراته ومظاهراته واضراباته..
الحالة التى تمر بها مصر جد خطيرة ولابد من تجاوزها وبسرعة، فالغد الذي ننظر إليه قد لايكون قريباً، وقد لا يكون مشرقاً كما نتمني.