عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سأزور القدس

لا أري أي مبرر للضجة الكبري حول زيارة الشيخ علي جمعة للقدس، ولا أري مخالفة للشرع في تلك الزيارة كما لا أري خروجاً علي مصلحة المقدسيين والفلسطينيين بصلاة الدكتور علي جمعة في المسجد الأقصي.

فالشارع لا يمنع أي مسلم من زيارة ثالث الحرمين الشريفين حتي وان كانت تحت الاحتلال.. فالنبي صلي الله عليه وسلم قد اعتمر في العام السابع للهجرة ومعه عدد من المهاجرين والأنصار، وكانت مكة والحرم الشريف تحت يد المشركين وفي حوزتهم وتحت إدارتهم.. ولم يمنع ذلك النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه من الاعتمار والطواف وكانت أصنام الشرك مازالت حول الكعبة.. ورغم أن العمرة ليست فرضاً شرعياً فقد أداها الرسول صلي الله عليه وسلم وصحبه والبيت تحت سيطرة الكفار.. فلا مانع شرعياً من زيارة ثالث الحرمين حتي وهو تحت الاحتلال وسيطرة الصهاينة.
والمروءة والوطنية لا تمنع من زيارة بيت المقدس وان كان تحت الاحتلال خاصة وأن الدعوة للزيارة تأتي من المقدسيين الذين يعانون الركود والفقر والحاجة.. فهم من يدعون المسلمين لزيارة المسجد الأقصي لأسباب اقتصادية وأيضاً سياسية، حتي يعلم الصهاينة أن المسجد لكل المسلمين وان اختلفت جنسياتهم وأن كنيسة القيامة لكل مسيحي وان تعددت جنسياتهم وأصولهم.
وللذين يرون أن في زيارة بيت المقدس وهو تحت الاحتلال مخالفة شرعية أسألهم: ماذا- لا قدر الله- لو وقعت المملكة العربية السعودية تحت الاحتلال.. هل سيفتي هؤلاء بعدم مشروعية فريضة الحج، أو عدم مشروعية سنة العمرة، أو حرمة زيارة الحرم النبوي؟!
أما القول إن في ذلك خروجاً علي مقتضيات المصلحة الوطنية لأنه تطبيع مع اليهود فهو قول مردود عليه بأن المقاطعة لم تقدم شيئاً للقضية علي مدي نصف قرن من الزمان.. ولم تتحرر القدس ولم تحل مشكلة الفلسطينيين بتلك المقاطعة. فلنجرب الزيارة

ولتكن الزيارة والدعوة لكل مسلم ومسيحي علي وجه الأرض لأن يزوروا القدس، فلربما حققت تلك الدعوة مصلحة للمقدسيين علي غير ما يراه العروبيون، الذين ملأوا الدنيا ضجيجاً علي مدي نصف قرن، ولم يحركوا ساكناً وأهل القدس يعيشون في ضنك من العيش، والمسجد يتعرض للهدم دون مقاومة من المستضعفين هناك.
ولم يكن من اللائق أبداً أن يتعرض الشيخ الجليل علي جمعة لهذا الهجوم والنقد اللاذع والتطاول بما لا يليق به كشخص هو عالم لا خلاف عليه.. وآن الأوان أن نختلف بلا تطاول أو تخوين أو سباب، فالأمر لا خلاف شرعياً عليه بفتوي أصحاب الرأي ممن لم تتلوث فتاواهم بالسياسة ولا خلاف وطنياً عليه ممن يرون أن تدويل القضية قد يكون جزءاً من الضغط ووسيلة للحل.
ورغم تلك الحملة المسعورة وغير المبررة لن يكون الشيخ علي جمعة وقبله الشيخ الحبيب الجفري الذي يتعرض هو الآخر لهجوم لاذع لزيارته قبل أسبوعين لبيت المقدس هما آخر من يزور ثالث الحرمين، فهناك آلاف المصريين وربما ملايين آخرون شخصياً لن يمنعني تطاول الهجامين ومدعي الوطنية من أن أزور القدس حتي وإن لوث جواز سفري خاتم الدولة الصهيونية.. اللهم اكتبها لي.