عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مديرة التعليم العمانية تحدت الموت ثلجاً:

بوابة الوفد الإلكترونية

كثيراً ما نسمع قصص أساطير أو قصصاً حقيقية لأبطال عمالقة، نجحوا فى مواجهة الصعوبات، وتحدوا كل شىء حتى مواجهة مخاطر الموت، ليحققوا النجاح والبطولة والشهرة، ولكن قليلين منا من يتوقفون أمام هذه البطولات، ويفكرون فى محاكاتها وتقليد نجاح أبطالها لتحقيق نجاحات وبطولات يسجلها لنا العالم، والشابة العمانية «نظيره الحارثى» واحدة من هؤلاء القلائل الذين سمعوا قصة بطولة، فأرادت أن تقلدها.. حتى نجحت بالفعل رغم كل أخطار الموت التى حاصرتها.

بسبب عملها كمديرة دائرة المواطنة فى وزارة التربية والتعليم العمانية، كان على نظيره الحارثى أن ترافق طلابها عام 2015 فى رحلة لجمع المعلومات، وذلك فى جبل كليمنجارو بتنزانيا، وهى أعلى قمة جبلية فى أفريقيا، وفى تلك الرحلة العملية، اكتشفت شيئاً كامناً فى ذاتها، عشقها للجبال، ومنذ تلك اللحظة، وحين عادت لوطنها، بدأت فى جمع كل المعلومات عن قمم أعلى الجبال فى العالم، وبالطبع تركز اهتمامها على قمة جبل إيفرست، وأصرت ان تلتقى عام 2017 بأول عمانى صعد إيفرست وهو «خالد السيابى» لتعمل عنه قصة صغيرة، وعادت لتروى القصة لطلابها بكل شغف، وكانت وهى تروى القصة يتصاعد لديها الإلهام بأن تصبح مثله، خاصة أن الجميل فى الأمر أن خالد السيابى عندما صعد قمة ايفرست، كان أيضًا مدير عام تقنية المعلومات بوزارة التربية والتعليم، وبعد ان روت قصته لطلابها، بدأت رحلةً طويلة لتحقيق حلمها بأن تكون أول امرأة عمانية تتسلق قمة إيفرست، وليتجاوز طموحها مجرد كونها مديرة أو موظفة فى زوارة، إلى بطله عالمية يشار لها بالبنان.

وتدربت الحارثى تحت إشراف السيابى، ودخلت فى مسابقات كثيرة داخل وخارج عمان، وتعلمت رياضات كالجرى، حيث لم تكن تركض من قبل، وأصرت أن تشارك فى المارثونات وسباقات الجرى الجبلى، وصعدت جبالاً ونزلت ودياناً كثيرة فى عمان، وكان معظم تدريبها فى عمان، كما ذهبت إلى الهملايا، والذى يعتبر من أصعب الجبال فى المنطقة.

وقبل أسابيع قليلة، بدأت الحارثى تنفيذ حلمها، سافرت ضمن فريق من المتسلقين إلى مخيم فى جبال الهملايا يوم 14 أغسطس الماضى، ثم واصلت رحلتها إلى مخيمات تسلق أخرى، حتى وصلت إلى جبل ايفرست وبدأت رحلة التسلق إلى القمة التى يبلغ ارتفاعها 8848 م، والتى لم تكن سهلة التسلق

فى يوم من الأيام، ومعروف ان الكثيرين من المغامرين ضحوا بحياتهم ولقوا مصرعهم، جراء المصاعب الكبيرة من نقص الأكسجين ودرجات الحرارة المنخفضة، والطقس الخطير بالإضافة إلى الانهيارات الثلجية المفاجئة.

وبالفعل عندما وصول الحارثى إلى مدينة لوكلا بدأت المشى تقريبا لمدة 10 أيام، وانتقلت بين قرى ترتفع بشكل تدريجى حتى المخيم الرئيسى لإفرست على ارتفاع 5300 م، وأقامت هناك لمدة 45 يوماً، بغرض التأقلم مع نقص الأكسجين والارتفاع، ومنها واصلت الصعود، وحول رحلة القمة قالت الحارثى: بدأنا نرى أشياء مخيفة، حيث بدأت الجثث تظهر، وأناساً يصارعون الموت أثناء الصعود، وهو ما أعطانا مشاعر سلبية جداً لأننا كنا نضطر أحيانا لقطع المسار من بين جثث الآخرين، وهذا ما يدفعك بالسؤال لماذا أنا هنا، ولماذا أجازف حتى الموت ثلجاً وتجمداً بين الجليد، أما عن الأشياء الإيجابية تقول نظيرة: لكن هناك أشياء إيجابية، من بينها أخواتى وصديقاتى اللواتى عشت معهن لمدة شهرين فى المخيم، وكن من دول عربية واستمتعنا مع بعض كثيراً، وجربنا الطعام من البلاد الأخرى والعادات والتقاليد، وكان هذا جميلاً جداً ومغامرة تستحق أن نخوضها.

وصلت الحارثى إلى قمة إفرست الواقعة بين نيبال والتيبت قبل أيام، لتصبح أول امرأة من سلطنة عمان تصل إلى أعلى قمة جبلية فى العالم، وهكذا سجلت الحارثى ثانى إنجاز عمانى لبلوغ هذه القمة من نفس الوزارة بعمان... وزارة التربية والتعليم، انها ارادة التحدى والرغبة فى الخروج من دائرة الحياة التقليدية إلى آفاق عالمية.