رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المولد النبوي 2020.. الحلوى وعرائس المولد تزين ميدان "أم هاشم" رغم الكورونا

شوادر حلوى المولد
شوادر حلوى المولد النبوي

 

على مشارف ميدان الست "أم هاشم"، تلتقي أمواج البشر مع السيارات عند مدخل شارع السد الذي يفضي إلى مقام حفيدة نبي الهدى حيث تستقبلك الأضواء الصادرة عن شوادر حلويات وعرائس المولد المتراصة عن جانبيه.

كرنفال من الأضواء حّول حي السيدة زينب العتيق إلى لوحة فنية بأجمل الألوان تطل عليها مئذنة مسجد السيدة وقبته التي تتلألأ أسفل فروع الأضواء الخضراء احتفالاً بذكرى مولد النبي محمد "صلى الله عليه وسلم".

الميدان يتلحف بالأضواء والبهجة تطغى على متاعب البائعين:

بين صفوف عرائس المولد المرصعة بالتل والترتر والأحصنة الموشية بالشراشيب الملونة تقف "منى"، بائعة الملابس الداخلية والجوارب في غير المواسم، وصاحبة إحدى الشوادر المتواضعة على مدخل شارع السد ترقب قدوم الزبائن الذين بخل بهم المولد هذا العام في دخل تصاعد مخاوف الموجة الثانية من فيروس كورونا. تواصل منى ساعات العمل التي تبدأها من الساعة الـ 10 صباحًا تبدأ قبلها في نصب "الرصة" يرافقها زوجها عم محمد الذي يصاحبها طوال اليوم وحتى يحملان "الفرش" ويرحلان سويًا، تنافس جيرانها من باعة حلويات ودمى المولد على صّف البضاعة وعرض العرائس.

اقرأ أيضًا.. مولد السيدة زينب..أهل مصر المحروسة على عتبات أم هاشم

وأشارت "منى" في حديثها للوفد: " الإقبال أكتر على موديلات عرايس السنة اللي فاتت لأن سعرها أقل بتبدأ من 25 وحتى 150 جنيه"، عرائس مزينة بالتل والخرز تخطف قلوب الصغار والفتيات بألوانها الحمراء والبرتقالية والوردية والبيضاء تباهي بطلتها عروس في ليلة زفافها، وتنافس الأنواع الصيني "العروس اللي بتتكلم" والتي التي يتراوح سعرها بين 200 و 300 جنيه.

بهجة المولد تهزم كورونا:

بالكمامة والكحول غامر الكثيرون بالنزول لإتباع تقليد قديم يضرب بجذوره في التاريخ حتى القاهرة الفاطمية، تتلاطم أفواج من عشرات البشر عند مدخل واحد من الشوادر الكبرى التي تزين الميدان، وتستقبل الزبائن بلافتات تعد المترديين بأجود أنواع "الحلاوة" مع "سعر مفيش زيه"، يبدأ الكيلو فيها للعلبة العادية من 25 واللوكس من 45 للكيلو.

تزدحم الطاولات الخشبية بأكوام من حلوى المولد التي يحرص أحد الباعة ويدعى "على" على جمعها بنفسه وتغليفها داخل علب مصنوعة من الكارتون المقوى تماشيًا مع اجراءات الوقاية من كورونا وتقليلاً لفرص العبث بالحلوى أو إتلافها، يتفنن في الجدل ويتميز بالدقة والسرعة التي تمكنه من تلبية حاجة العشرات من الرواد المصطفين داخل الشادر.

عيد الحب يلقى بظلاله على حلوى المولد وعرائسه:

تختال اللافتات المزينة بأسماء الله الحسنى بالدوران حول نفسها على أعتاب أحد الشوادر، التي ينبعث منها صوت الشيخ طه الفشني العذب يتغنى بالتواشيح ويتغزل في جمال وصف سيدنا النبي هنا يقف شاب وزوجته أمام "رصة" من عرائس المولد بألوانها البيضاء والدمى الصينية الصغيرة بجانب سلال الدمى المحشوة بأشكال شخصيات أفلام ديزني حيث تدخل الفتاة في سجال للحصول على أفضل سعر لعروسة على هيئة طفل رضيع قبل أن تحسم شقيقة الحاجة "زينب" مالكة الشادر، بحزم الفصال بصوتها المبحوح: "أخرها 45 جنيه ده عشانك .. ده سعر أخر

اليوم مش هتلاقيها كده بكرة".

تدخل الدمى المحشوة على هيئة شخصيات أفلان الرسوم المتحركة بجانب العرائس الخشبية والميداليات المنقوش عليها أشهر الأسماء المتداولة بين المصريين، سباق المنافسة على زبون المولد النبوي هذا العام بأسعار تتراوح من 35 وحتى 45 للدمية بحجمها الوسط و35 جنيه للعروس الخشبية بأحدث موديلاتها والميداليات التي لاتتجاوز الـ 5 جنيه التي تناسب محفظة محدود الدخل والمحظوظ فقط هو من يعثر على اسمه.

اقرأ أيضًا.. ليالي المديح وعروسة المولد .. أبرز مظاهر احتفالات السوهاجية بالمولد النبوي الشريف

الشوادر حكر عائلي بين بائعي حلويات المولد:

سيمفونية من التناغم تجمع بين أبناء الحاجة "أم علي" وأولاد أشقائها الذي يعملون كخلية نحل في رص حلوى المولد وتعبئتها في العلب وعرض عرائس المولد والأحصنة على أرفف واحد من الشوادر التي تشغل عدة أمتار على أحد جانبي شارع السد بينما يقف أكثرهم صبرًا لإنهاء الجدال مع الزبائن، عشاق الفصال فالأسعار فاصلة والعلبة لن يقل سعرها عن 25 جنيه للنوع العادي.

وتضم علبة حلاوة المولد الحمصية والفولية والسمسمية واللديدة والملبن، "حبيب الكل"، السادة والمحشي على حد قول "كريم" أحد أبناء شقيقات "أم علي"، كما تشمل العلبة اللوزية وأقراص الحمصية البيضاء التي تعتبر قطعة إجبارية لاتخلو منها أي علبة.

الحصان والعروسة الحلاوة فرحة كبار السن في المولد:

وعلى أصداء أنغام "طال البعد" لأم كلثوم يجلس عجوز ستيني يدخن "الشيشة" ويدندن على عذوبة صوت الست تجاوره أقفاص من الخوص تصطف فيها عرائس المولد الحلاوة بتصميمها العتيق والأحصنة الحلاوة بينما تقف السيدة "سمر" تبحث وسط المعروض عن ضالتها بين أجمل الأحصنة وأكبرها؛ هدية لشقيقها الخمسيني الذي لايرضى ذوقه سوا حصان حلاوة ملفوف بـ "الفويل" الملون ليعيد له ذكريات الطفولة والصبا، وتقول سمر: "أخويا مبيحبش غيره نزلت عشان أجيبهوله .. كان بيجبلي العروسة الحلاوة وأنا صغيرة فحبيت أفرحه"، وأضافت: " لسه الناس بتحبه"، وعن سعره: "مش غالي ... الصغير بـ 25 والكبير شوية بـ 35".