عملية بالون المعدة

أصبحت السمنة واحدة من أخطر المشاكل الصحية التي تواجهنا في العصر الحديث. هناك ما يقرب من 1.5 مليون شخص في العالم يعانون اليوم من السمنة المفرطة أو على الأقل زيادة الوزن. هذا الرقم في حد ذاته مقلق، ولكن الأهم من ذلك هو أنه يزداد بوتيرة سريعة كل يوم.

 

الأدهى من ذلك، أن ترك السمنة دون علاج يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية الأخرى، مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية والسرطان وأمراض المرارة.

وبالرغم من المخاطر العديدة للسمنة، يواجه كثيرون صعوبة في التخلص منها في ظل محدودية الأساليب والعلاجات الفعالة لخسارة الوزن بطريقة صحية. وبرغم أن إتباع نظام غذائي صارم وممارسة الرياضة يمكن أن يساعد في إنقاص الوزن، إلا أن نجاح هذه الممارسات يستغرق وقت طويل، كما لا ننسى أن كثيرون ليست لديهم قوة الإرادة اللازمة للقيام بذلك. لحسن الحظ، قد تكون عملية بالون المعدة هي العلاج الشافي لمشاكل السمنة.

 

ما هي عملية بالون المعدة؟
 

بالون المعدة هي طريقة جديدة ومبتكرة لإنقاص الوزن، وهي بالأساس عملية غير جراحية. تستخدم هذه الطريقة بالون من السيلكون يتم ملؤه بمحلول ملحي يحقنه الأطباء في البالون بعد إدخاله إلى المعدة. وتعتمد فكرته على تقليص مساحة المعدة وبالتالي مساعدتك على الشعور بالشبع بسرعة وفي نفس الوقت الإقلال من كمية الطعام التي تتناولها.

يستمر العلاج باستخدام بالون المعدة فترة تصل عادةً إلى ستة أشهر، بدءً من تاريخ إدخال البالون وحتى إزالته. لديك أيضاً فرصة اختيار إدخال عدد من البالونات بشكل متدرج. مرت فترة طويلة منذ ظهور العلاج عن طريق بالون المعدة للمرة الأولى، وبات بإمكان المستخدمين حالياً اختيار أنواع جديدة من البالونات، البعض منها يستمر لنحو عام، فيما يتميز البعض الآخر بانخفاض احتمالات انكماشها.

هل هي طريقة ناجحة؟
 

إذا أردت إجابة مختصرة، نعم! تشير الإحصائيات إلى أن معظم الأفراد الذين خضعوا لعملية بالون المعدة قد نجحوا في إنقاص أوزانهم سريعاً بعد فترة وجيزة من بدء العلاج. يمكنك أن تفقد ما يصل إلى 15% من وزنك خلال الأشهر الستة الأولى من رحلة العلاج! أيضاً فإن وجود البالون في معدتك طوال هذه الفترة سيساعدك على تغيير عاداتك الغذائية، وهو ما سيساعد في تثبيت الوزن حتى بعد إزالة البالون.

 

 هل توجد أي آثار جانبية؟
 

أبلغ ما يقرب من ثلث الأشخاص الذين خضعوا لعملية بالون المعدة عن الشعور

بالألم والغثيان بعد إدخال البالون. برغم ذلك، فإن هذه الأعراض تظل طبيعية تماماً كما أنها تختفي بعد بضعة أيام. يمكنك أيضاً التغلب على الشعور بعدم الراحة عن طريق تناول مسكنات الآلام البسيطة حتى دون الحاجة إلى وصفة طبية.

من النادر حدوث أعراض جانبية خطيرة خلال فترة العلاج. برغم ذلك، قد ينكمش البالون داخل معدتك، وهو تطور ليس خطير بالمرة، ولكن قد تعاني من بعض الآلام بسبب مرور البالون عبر الجهاز الهضمي. وفي كل الأحوال يمكنك تجنب هذا الأمر تماماً من خلال المتابعة الدورية مع طبيبك المتخصص.

هل هذا العلاج مناسب للجميع؟
 

بشكل أو بآخر، نعم! ولكن هناك بعض الاشتراطات التي يجب توافرها إذا كنت ترغب في إجراء عملية بالون المعدة. يتطلب الخضوع لهذه النوعية من العلاجات توفر الشروط التالية:

• ألا يقل العمر عن 18 عاماً
• أن يتراوح مؤشر كتلة الجسم بين 30 إلى 40، مع ملاحظة أن هذا الشرط قد يختلف من شخص لآخر

وكما شرحناً آنفاً، لا توجد معايير صارمة لإتباع هذا العلاج! إذا لم ينجح النظام الغذائي أو البرنامج الرياضي في إنقاص وزنك، عندها يمكنك التفكير في بالون المعدة.

 

خاتمة
 

تعد عملية بالون المعدة واحدة من الطرق المؤقتة لإنقاص الوزن، والتي تحقق نتائج رائعة للأشخاص الذين يعانون في سبيل التخلص من أوزانهم الزائدة. إذا كنت قلقاً من أن تؤدي سمنتك المفرطة إلى مشاكل صحية أكثر خطورة، فإن العلاج باستخدام بالون المعدة سيكون حلاً سريعاً وناجعاً. ستساعدك هذه الطريقة بكل تأكيد على إنقاص الوزن وتغيير نمط حياتك الى وضع أفضل من الناحية الصحية!