رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فاطمة طفلة البرلس مصورة بالفطرة.. وتحلم بالتصوير

فاطمة وزينب أطفال
فاطمة وزينب أطفال قرية البرلس

ألوان ورسومات حية ولوحات فنية جعلت البنايات والأحجار الصماء تنطق بالحياة، تبعث حالة من السعادة وترسم الابتسامة على الشفاه وتترك بصمتها على الروح، فبمجرد أن تطأ قدماك قرية البرلس أمام البحيرة مباشرة تشعر وكأنك تسير داخل معرض فني مفتوح يحكي عن واقع معيشة أهل القرية بشكل يومي.

وكي تكتمل تلك الرسمة تطل هي من شرفة منزلها الصغير، في مشهد مثير البهجة داخل النفس، لتشير لها أحد المصورين الذين اختاروا قرية البرلس الواقعة بين البحر المتوسطة وبوغاز البرلس بمحافظة كفر الشيخ، لتكون قبلتهم لالتقاط عدة صورة حية، وتطلب منها أن تلتقط لها صورة.

لترد بابتسامة ودودة جعلتهم يقبلون عليها دون تحفظ، فلم ترفض تصويرها بل رسمت على وجهها ابتسامة بريئة هادئة ووقفت لتضيف لمستها على الصورة.

كانت للطبيعة دور كبير في تكوين شخصية أطفال البرلس العفوية والمبهجة، كما طبعت الكثير من صفات بيئتهم البحرية عليهم، وظهر هذا على فاطمة وزينب هاتين الطفلتين اللتان مازالا ببداية طفولتهما، فما بين البحر وأمواجه والسماء وصفائها ونسمات الهواء النقي ورائحته التي تبعث حالة من السكينة والهدوء النفسي، انصهرا مع تفاصيل بيئتهم التي أضفت على روحهم وطابعهم شخصية تلك البيئة الحية فاكتسبوا صفاتها وتحلوا بجمالها العفوي الحساس.

استقلبت فاطمة ضيوف قريتها بابتسامة ودودة، وسحرتها عدسة الكاميرات التي جعلتها تصطحب شقيقتها الصغرى وهبطت من منزلها البسيط المطل على البحيرة لتقف على عتبته تراقبهم، وبضحكتها الشقية وروحها الطفولية الممزوجة بالحيوية أخفت خجلها من الغرباء ورغبتها في ذات الوقت من الانخراط معهم.

ولمعت عيناها مع كل لقطة، فلم تتمكن من جمح رغبتها في استخدام تلك الكاميرا التي يقبض عليها كلا من هؤلاء بيده وبضغطة واحدة يسجلون الصورة الحية في تاريخهم وبعد لحظات قصيرة اندمجت فاطمة معهم وظلت تساعدهم واصطحبت شقيقتها وأصدقائها معها.

وباتت لساعات تساعد الغرباء عنها وتحمل معهم معدات الإضاءة وتقف بجانب المصورين، وكشفت عيناها ما سكن خلفها من رغبة عميقة في تجربة الكاميرا لتمسك بها وتلتقط عدة صور وكأنها هاوية منذ سنوات.

وفاجأت الجميع بـ"عينيها الحلوة" تلك المقولة في وسط

المصورين والتي توضح مدى قدرة الشخص على التقاط صورة جمالية مضبوطة، ونستطيع أن نقول إن نشأتها وسط طبيعة ربانية جمالية جعلها تتذوق الفن والجمال وتتشربه بعفوية دون قصد أو تدخل من أحد.

وظهر عشقها المدفون للتصوير بتصميمها لتصوير كل مصور على حدا بكاميرته الخاصة كتذكار منها له، ليظهر المصورين إعجابهم بلقطاتها التي خرج تكوين الصورة فيها صحيح وكأنها محترفة منذ سنوات.

ظلت فاطمة تحكي بنبرة مليئة بالبهجة لأحد المصورين التي كانت تتجول معها وتصورها عن مدى حبها للتصوير وأنها كانت تستعير كاميرا والديها لالتقاط بعض الصور من حين لآخر.

وتمنت المصورة الصغيرة لو تستطيع أن تحصل على كاميرا صغيرة لتعبث بها وتسجل من خلالها أي شيء جميل تحسه وتلتقطه بشكل محترف فهى من تذوقت الفن والجمال بعفوية ومنذ نعومة أظافرها دون تدخل من أحد فتشربته دون قصد.

وبعد الانتهاء من جولة المصورين بالبحيرة، هرولت فاطمة خلفهم لتلتقط معهم صورة جماعية وتقطع عليهم وعد العودة مرة أخرى لقريتهم مؤكدة أنها ستنتظرهم.

وكان لتلك الجولة أثر طيب على نفسها وظهر ذلك على ملامحها السعادة الغامرة من تلك التجربة والتي دغدغت مشاعرها الصغيرة لتفصح عن حلمها لتكون مصورة كبيرة في يوم ما.

فكثيرا ما يكون واقعنا الروتيني الذي نمل منه احيان وأيام، هو حلم جميل نسجه الخيال وتمناه العقل عند غيرها ممن لم تعكر برائتهم الحياة.