رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على تفسير آية " كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ"

القرآن الكريم
القرآن الكريم

كتب- حسن المنياوي:

 

قال- تعالى:"كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ".

فسر إبراهيم منصور المدرس المساعد بكلية الدعوة الإسلامية، تلك الأية قائلًا:"لقد جاء الإسلام ليحافظ على البشر جميعًا نفوسَهم وعقولَهم ودينهم وأموالهم وأعراضهم، في خماسية متكاملة سماها العلماء "مقاصد الشريعة"، فإذا أراد أحدٌ أن ينال من تلك الخماسية بسوء أو يعتدي عليها، فإن الإسلام يطلب من أتباعه، أن يردوا كيد المعتدين، وألا يهابوهم، لأن في ترك العنان لهؤلاء، فسادا للدين والدنيا معا، وإيذانًا بمنطق الغاب الذي لا يجد فيه الضعيف مكانا".

وتابع: هنا يأتي التوجيه الرباني لتثبيت القلوب المؤمنة، وأن النفس قد تكره ما فيه بقاؤها الحقيقي وسرُ خلودها، والذي يعلم حقائق الأمور ونتائجها هو الله تعالى وحده، لأن حسابات البشر قاصرة، إن أدركت شيئا غاب عنها أشياء.

ويوضح: أنه مع ذلك فإن الإسلام قد أحاط هذه الظروف الطارئة ـ وقت الحرب ـ بسياج يضمن أقل خسائر ممكنة، فكانت له تشريعات غاية في الإنسانية والرحمة، قبل الحرب وأثناءها وبعدها؛ إنها ليست تشفيا أو انتقاما، فلا يؤخذ فيها برئ بذنب شخص آخر، ولا يقتل فيها الضعفاء من النساء والولدان والشيوخ الطاعنين في السن والمتعبدين في صوامعهم، ولا تقطع أشجار أو يُتلف زرعٌ، إنه درء

للعدوان فقط (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)  (سورة البقرة 194)

ويبين: إن رسالة الإسلام إنما جاءت لترسي الرحمة بين البشر جميعا، والاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب، وما كانت صلتها بالناس من حولها ـ في يوم من الأيام ـ قتالا أو سفكا للدماء، ذلك لأن الإسلام قد أقر حرية العقيدة، وأن كل إنسان مسؤول عن نتيجة عمله واختياره (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) (سورة الكهف الآية29).

 وينوه: أنه من الخطأ الشنيع في حق كتاب الله عز وجل أن يعمد أناس إلى آية من سور القرآن المجيد، فيصدروها للناس وينشروها على أنها موقف المسلم من غيره، غاضين الطرف عن سياقها وملابستها التي وردت فيها، نسأل الله أن يرزقنا الفهم عنه، وأن ينور عقولنا (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) (سورة الحج الآية46).