عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أزمة ميراث الباشا.. أين ذهبت تركة محمد علي باشا؟

محمد علي باشا
محمد علي باشا

عًرف بأنه مؤسس مصر الحديثة التي نعيش فيها حاليًا، حيث كان أول من وضع اللبنة الأولى للدولة المصرية الحديثة، وتأثيره غير مجرى تاريخ مصر تمامًا، فهل لك أن تتخيل كم كانت ثروة محمد علي باشا.

 

اقرأ أيضًا: إبراهيم باشا النبراوي.. بائع البطيخ الذي أصبح طبيب محمد علي

 

على الرغم من توقع المؤرخين المصريين والأجانب، حجم ثروة محمد علي باشا، إلا أن التاريخ لم يكشف حتى الآن عن قيمتها بالتحديد، ولكن كشفت كُتب التاريخ عن الأزمات التي دارت حول ميراث الباشا وكيف تنازع أبناء الأسرة الواحدة حول هذه التركة على مدار سنين طويلة.

 

عاش محمد علي باشا، ثمانين عامًا، بين النجاحات والفتوحات التي أحدثها في مصر، ولكن خلال سنواته الأخيرة، لم تكن الأمور على ما يرام، حيث بدأ في مطلع عام 1848، أعراض التدهور العقلي عليه وبداية إصابته بمرض ألزهايمر، وعلى الرغم من محاولاته المستميتة في إخفاء أعراض مرضه العقلي، إلا أنه في النهاية لم يتمكن من ذلك.

 

قرروا أبناء الباشا، إرساله في رحلة علاجية إلى أوروبا، ولكن الرحلة لم تكن مثمرة على الإطلاق، وعاد محمد علي في حالة أسوأ مما رحل عليها، وهنا بات واضحًا للجميع، أن الباشا لم يعد يعي شيئا لما يجري حوله، لذلك كان على أكبر أبنائه إبراهيم أن يعقد مجلسًا خاصًا برئاسته، يحضره كبار رجال الأسرة والدولة، لمعرفة كيف تدير أحوال البلاد.

 

قرر الاجتماع أن يتولى إبراهيم إدارة شؤون الحكومة بدلًا من أبيه، وبالفعل أرسلت الدولة العثمانية، فرمان بتقليد النجل الأكبر لمحمد علي باشا، بتقليد الحكم رسميًا بداية من يوليو 1848، وظل خلال فترة حكم إبراهيم، أمر الميراث خامدًا، لأن الباشا الأكبر لا يزال على قيد الحياة، إلا أن القدر لم يمهل إبراهيم الحصول على ميراث والده، وتوفى من قبله بمرض السل، وذلك بعد 7 أشهر فقط من تولية السلطة، وكان حينها عمره60  عامًا.

 

عباس حلمي يتولى السلطة:

على الرغم من أن "تسوية لندن" حينها كانت تنص على أن الحكم من بعد محمد علي، يذهب إلى أكبر أبنائه من الذكور ثم الأكبر فالأكبر، فكان أكبر الأبناء حينها هو عباس حلمي الأول نجل طوسون ابن محمد علي، فتولى رسميًا والية مصر، وظلت أيضا أزمة الميراث مؤجلة لأن محمد علي كان لا يزال على قيد الحياة.

 

وبعد حوالي عام، ذهب محمد علي إلى الإسكندرية، ليقيم فترة في قصره برأس التين، وكان للقدر أمر أخر، أن يموت باشا مصر الأول هناك في يوم 2أغسطس 1849، عن عمر يناهز 80 عامًا.

 

من هم ورثة محمد علي باشا:

على الرغم من أن بني مصر لم يتزوج إلا مرتين فقط، إلا أن كان لديه 27 مستولدة، لذلك رزق بحيش من الأبناء، حيث كان له 17 ولدًا و13 بنتًا، يتقاسم الميراث فيما بينهم.

 

وعندما توفي محمد علي، كان يوجد من الورثة ثلاثة أقسام، جيل الأبناء، وجيل الأحفاد، وجيل أبناء الأحفاد، وكانت ينتظر كل منهم بطبيعة الحال أن يحصل على نصيبه من الميراث، فكم كان يبلغ ميراث محمد علي؟

 

حكى المؤرخ جمال بديوي في كتابة "محمد علي وأولاده"، عن الخصومة التي عاشها الأبناء والأحفاد في أزمة ميراث الباشا، مما حول عباس حلمي إلى فرعون جديد، يصدر أحكام ضد أفراد عائلته ويصادر

ملكية الجميع ويفرض نظام الاحتكار على الإنتاج الزراعي، حتى تحول إلى المحتكر الأول في مصر.

 

 

أزمة توزيع الميراث:

بسبب تصرفات عباس حلمي، التي كانت تميل إلى القسوة والعنف، أصبح هناك خلاف كبير بينه وبين أفراد الأسرة العلوية، بسبب صفاته الغريبة، ولذلك لم يدخر جهدًا في محاولة القضاء على كل خصومه.

 

وعندما توفى محمد علي، وحانت لحظة توزيع الميراث، كانت فرصة عباس قوية للانتقام من كل أعدائه داخل الأسرة، وهنا انفجرت الأزمة، حيث أوهم الجميع أن محمد علي لم يترك ثروة، فكلها أملاك الدولة، وكان الحاكم أمين عليها فقط، وهو ما ولد عداوة شديدة بينه وبين كبار الأسرة، وكانت على رأسهم عمته نازلي هانم ابنه محمد علي.

ونتيجة هذه الأزمة، أساء عباس الظن بكل من حوله، وخيل له أن هناك من يتآمر عليه لقتله، فأساء معاملة أغلب أفراد أسرة محمد علي، ولم يحرمهم من الميراث فقط، بل قرر الاستيلاء على ما بحوزتهم من أراضي وأموال ومجوهرات، فخشي الكثيرون على حياتهم واضطروا للرحيل إلى اسطنبول وأوروبا خوفًا من بطشه، واشتد العداء بين الفريقين طول مدة حكمه.

 

وفاة غامضة لعباس حلمي:

في 14 يوليو 1854 توجه عباس حلمي الأول إلى غرفته بقصره في بنها، ونام ليلته ولكنه لم يستيقظ مجددا، فجأة ودون مقدمات أعلنت وفاته، بعدما قضى في الحكم قرابة 6 أعوام، وهو لم يتجاوز الواحدة والأربعين من عمره.

 

ورغم محاولات المؤرخين والكُتاب في معرفة أين ذهبت تركة محمد علي باشا، وكيف توفى عباس حلمى، إلا أن سبب الوفاة لم يكن واضحًا، حيث يقال إنه توفى بسبب مرض الصرع، وأحيانًا يقال بإنه كان اغتيالًا، إلا أن الرجل الذي كان سببا في أزمة الميراث، خارج من المشهد من دون أن يحصل على شيء.

 

واستعادت الأسرة، كافة ممتلكاتها في ظل حكم سعيد باشا، وانتهى الصراع حول أزمة الميراث، لكن لم يوضح كيف تم إعادة توزيع التركة، أو ما كان حجمها وقيمتها.

 

موضوعات ذات صلة:

قصة أول متحولة جنسيًا في العالم.. كيف غير الرسم حياة "ليلي إلبي"

فيلم مغربي بإنتاج سعودي وأبطال مصريين.. سر منع "أفغانستان لماذا" لسعاد حسني