رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

(عادة انقطعت من شوارع مصر).. صاجات الكحك والبسكويت من المنزل للمخبز

كحك العيد
كحك العيد

"يا كحك العيد.. يا بسكويت.. يا شرباتات.. فى كوبايات.. ومحدش حلو إلا إحنا"، بتلك الكلمات تتغنى السيدات فى محافظات مصر خلال تجهيز كحك العيد، فهي كلمات شهيرة لأقدم أغاني الفلكلور المصري لعيد الفطر.

 

بعد ذلك، يأتي المشهد الأشهر والذي اختفي من شوارع مصر مع مرور الزمن، حيث الأمهات تحملن صاج من الكحك أعلى رأسها ومن خلفها أطفالها يحملون صاجات آخرى بنفس الطريقة، حتى يصلوا إلى أقرب مخبز للمنزل، حتى يتم تسوية الكحك والبسكويت، ويعودن به مرة أخرى للمنزل"، هذا المشهد كان واحد من ضمن عادات وتقاليد عيد الفطر في مصر.

 

كحك العيد

منذ عدة سنوات، انقطعت هذه العادة عن شوارع مصر وتم استبدالها بشراء مخبوزات العيد من محلات الحلويات أو الخبز في المنزل، رغم تواجدها في معظم الشوارع المصرية، حيث كانت تهم الأسر المصرية للذهاب للأفران عقب صلاة التراويح، لتجد صفوف من العامة أمام الأفران، يتسابقون لأخذ أدوارهم في تسوية مخبوزات العيد.

 

يقوم العامل بمراقبة الصاجات عن كسب لعدم احتراق العجين، وذلك مع وقوف إحدى السيدات بجواره لمراقبة الكعك والبسكويت الخاص بها، وتطلب منه مستوى خاص في التسوية، إما إخراج معجنات العيد لونها فاتح أو غامق على حسب ما تراه مناسباً لأسرتها.

 

بعد خروج الكحك والبسكويت من عملية التسوية، تنتظر ربة المنزل، لبضع دقائق حتى تهدأ سخونة المعجنات، ثم تبدأ في نقلها إلى علب أو كرتونة، بطريقة هادئة مراعاة لسخونتها وعدم إفسادها والتأكد من فتح الكراتين للتهوية ومن ثم تسرع في الذهاب للمنزل بعد تأخر الوقت واقترابه على منتصف الليل، لتحضير السحور، وعادة ما يكون هذا المشهد خلال العشر الأواخر

من شهر رمضان المبارك.

 

تاريخ كحك العيد زمان

ذكرت دراسة لعالم الآثار الإسلامية علي الطايش أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، أن "أول من اهتم بصناعة الكعك بصورته الحالية، كانت الدولة الطولونية (868-904م)، إلا أنها ازدهرت في عهد الفاطميين (909-1171م)، حتى أنهم انشأوا ديوانًا حكوميًا، يختص فقط بكعك العيد أطلقوا عليه اسم (دار الفطرة)، وكانوا يستعدون لصناعة الكعك من شهر رجب حتى النصف الثاني من رمضان، عن طريق أكثر من 100 عامل".

كحك العيد

تابعت الدراسة: "في عهد المماليك (1250- 1517م)، كان الأمراء يوزعون الكعك على الفقراء والمتصوفين وكانوا يعتبرونه صدقة، خاصة من مدرسة الأميرة "تتر الحجازية" بحي الجمالية (وسط القاهرة)، التي كانت توزع الكعك الناعم والخشن على الموظفين، قبل أن يتطور الأمر لتبادل سكان مصر حينها الكعك كهدايا ويتنافسون بإجادته".

 

أشارت الدراسة إلى رواج صناعة الكعك في عيد الفطر، دفع المماليك إلى إنشاء سوق يطلق عليه "الحلاويين" داخل باب زويلة، كانت تعرض محاله أجود أصناف الكعك خلال العشر الأواخر من رمضان، بعدما تفنن صناعه في نقشه بقوالب مختلفة.