رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«تاريخ أرقى أحياء مصر».. تسمية حي المنيل تعود لـ «صناعة النيلة»

حي المنيل
حي المنيل

من الأساطير التي تقال عن حي المنيل أحد أرقي أحياء القاهرة الكبرى، أنه تم تسمية بعدما اختار محمد علي باشا، تلك المنطقة لبناء مصنع لتصنيع النيلة، من أجل إنتاج الصبغة التي كانت تستخدم في صباغة الأقمشة.

 

اقرأ أيضا:

قصة حي خان الخليلي.. سحر التاريخ الإسلامي في مصر

 

سرد المخرج طاهر أباظة بالقناة الفضائية المصرية، لبوابة الوفد، عن قصة حي المنيل وكوبري الجامعة الذي شيد حديصًا بالنسبة للكباري المنشأة على نهر النيل، حيث انتهت شركة "كروب" الألمانية من بنائه في عام 1958، وكان يعتبر أول كوبري خرساني في مصر، بالإضافة إلى أنه أول كوبري علوي يقام على نهر النيل.

 

يعد كوبري الجامعة، من أشهر الكباري في تلك المنطقة، حيث يربط بين جامعة القاهرة بالجيزة، وأحياء مصر القديمة والمنيل، لذلك يمر من عليه يوميًا آلاف المارة العاربين إلى الاتجاه الآخر.

ونعود إلى حى "منيل الروضة" وهذا الحى بدأت أهميته الحربية في أيام الفتح الإسلامى لمصر، حيث احتمى به الرومان أمام اكتساح المسلمين لمصر، وعلى أراضى جزيرة الروضة، دارت مفاوضات الصلح بين مندوبى عمرو بن العاص ومندوبى المقوقس حاكم مصر، ولما فشلت المفاوضات هرب الرومان وتوالت عليه الدول عبر الزمن.

 

كما اهتم بحى منيل الروضة، احمد ابن طولون واقام بها حصناً، وفى أيام الفاطميين أصبحت جزيرة منيل الروضة من أجمل المتنزهات إلى أن جاء عصر الملك الصالح نجم الدين أيوب، فانشاء بها قلعة اطلق عليها اسم القلعة الصالحية، وكانت قلعه تدهش الناظرين بكثرة زخرفاتها، ولكن بعد وفاة الملك الصالح لم يهتم أحد يتلك القلعه سوى سلطان مصر الظاهر بيبرس، ولكنها تهدمت تماماً فى عصر السلطان منصور ابن قلاوون فى دولة المماليك.

وفى العصر العثمانى نشأت قرية صغيرة فى شمال جزيرة الروضة، عرفت باسم منيل الروضة، أي القسم الجنوبى من الجزيرة هو الروضه وحدها، والقسم الشمالى هو الذى حمل اسم المنيل، وظل المصريون الأغنياء والفقراء يقصدون جزيرة الروضة للنزهه، منذ أن اقام بها القائد إبراهيم باشا ابن محمد على باشا، بستاناً عظيماً بها.

 

اقرأ أيضا:

كيف تطورت القاهرة الحديثة لتنافس دول أوروبا؟

 

وعلى الجانب الشرقى لجزيرة الروضة، انتشرت قصور الأمراء والأغنياء منها قصر سليم الجزائرلى، وبستان المندوره، وأرض السيدة البارودية، واراضى حسن يكن باشا، وحديقة ذو الفقار باشا، أما فى طرف الجزيرة اقيمَ معملاً للبرود وتولى إدارته الفرنسى "برتيلا"، ولكن أشهر ما بقى من قصور هذا العصر هو قصر "المانسترلى"

وهو قصر حسن فؤاد المانسترلى باشا أول محافظ لمصر، وحمل هذا اللقب فى عصر الوالى محمد سعيد باشا.

 

من أهم مبانى حى منيل الروضة، قصر الأمير محمد على توفيق باشا، الذى كان ولياً للعهد فى مصر، وبعد بناء مستشفى المنيل التخصصى الذى يطلق عليها القصر العينى فى عصر الملك فؤاد، ساهم وجود مستشفى المنيل التخصصى وقصر محمد على توفيق فى إنشاء توسعات جديدة فى حى المنيل.

 

لكن للأسف ذهبت بساتين الروضة والمنيل ولم يعد باقياً منها إلا شريط ضيق من الحدائق المتواضعة، فى شارع الملك عبد العزيز آل سعود، الذى يقطع جزيرة منيل الروضة، من اقصى جنوبها عن الطرف الجنوبى إلى اقصاها شمالاً عند الطريق الشمالى لجزيرة المنيل، حيث كان يربط بين الجزيرة وبين القاهرة سيالة الروضه الجسر الذى أقامها الرومان ثم تم أنشاء جسر آخر فى عهد الملك صالح أيوب.

 فى العصر الحديث أصبحت جزيرة الروضه تنعم بمجموعة من الكبارى العصرية، أبرزها كوبرى عباس الثانى الذى يربط بين منيل الروضة ومحافظة الجيزة وافتتح يوم 6 فبراير عام 1908م وتكلف 180 الف و100 جنيه مصرى وكان طوله 535 متراً وأقامه مقاول إنجليزى يدعى "سير- ويليام أورل" وكان عرض الكوبرى 20 متر.

 

هذا الكوبرى شاهد أحداثاً دامية فى الأربعينيات من القرن العشرين، عندما فتحت السلطات الكوبرى على طلبت الجامعة والمدارس العليا الذين كانوا يتظاهرون ضد الاحتلال البريطاني، وقد حدث هبوط فى الكوبرى وأصبح يمثل خطورة بسبب أحمال السيارات وخطوط الترام عليه، فتم هدمه واعيد بناءه من جديد عام 1970م ولم يعد عليه خطوط للترام الآن .