تنبأ بثورة يوليو قبل وقوعها بـ14 عامًا.. حسن عزت من عمالقة السينما المصرية

يعد الفنان حسن عزت، واحدا من عمالقة نجوم الفن، فقد استطاع أن يصل إلى السينما العالمية قبل عقدين من الزمن على ظهور عمر الشريف في هوليوود، إلا أن الحظ لم يحالفه كما حدث مع "لورانس العرب" في عصره.

وقرر عزت، العودة إلى مصر مرة أخرى؛ وسرعان ما حصل على دور البطولة في فيلم "لاشين" للعام 1938؛ عن قصة الكاتب الألماني "فون ماين"، وكتب السيناريو "ستيفن هاوس" وأحمد بدرخان، وأخرجه الألماني "فريتز كرامب"، ليقوم العالمي عزت بدور "لاشين" الذي تنبأ بثورة 23 يوليو عام1952 قبل وقوعها بـ14 عامًا.

ومن هنا؛ اشتعلت معركة كبيرة بين الرقابة وصناعة الأفلام في مصر حول فيلم "لاشين" الذي يعود إنتاجه لشركة "مصر" للتمثيل والسينما التابعة لأحدى شركات بنك مصر، وبإشراف من مديره في ذلك الوقت المخرج أحمد سالم الذي تمتع بحماية من البشاوات والبكوات، رغم ذلك تم وقف عرض أحد أفلامه التي تتميز بسخاء الإنتاج وارتفاع المستوى الفني التاريخي والذي استغرق إعداده أكثر من عامين.

في الوقت الذي ذهب عددًا من السياسيين إلى الملك فاروق، وأقنعوه بأنه المقصود بالحاكم الفاسد، وأن الفيلم يقصده شخصيًا ويحرض الشعب ضده، فما كان من الملك إلا أن طلب من رئيس الديوان"أحمد حسنين باشا"، أن يصدر قرارًا بوقف

عرض الفيلم.

يوم17 مارس عام 1938، فوجئ صناع  فيلم لاشين بمصادرته عقب حفلته الأولى بأمر من وزير الداخلية انذاك، لأنه رأى فيه مساسًا للذات الملكية ونظام الحكم، وبعد تدخل "طلعت حرب" حفاظًا على أموال التركة ووافق مجلس الوزراء على عرض الفيلم بشرط أن تتبدل النهاية لتتناسب مع الصورة التي ترتضيها الرقابة.

وجاءت النهاية بدلًا من أن ينتصر الشعب على السلطان ويقوم بخلعه، بأن أصبحت أن السلطان لم يكن يعلم بفساد حاشيته ومن هنا عرض الفيلم وحقق نجاحًا جماهيريا كبيرًا.

وكان فيلم "لاشين" التجربة السينمائية الأولى والأخيرة في مصر حيث قرر العودة هوليوود وشارك في عدد من الأعمال الأمريكية الشهيرة حتى قرر اعتزال التمثيل، و قضى ما تبقى من حياته في الولايات المتحدة، حتى توفى في العام 2001 في لوس أنجلوس، عن عمر يناهز 96 عامًا.