رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فاطمة رشدى .. رائدة الفن والمسرح التي انقذها فريد شوقي من التسول

فاطمة رشدى
فاطمة رشدى

فاطمة رشدى رائدة السينما والمسرح التي سجلت تاريخ حافلا بالأعمال الخالدة دون أن تتقاضي حقها المادي والمعنوي عن دورها  كممثلة ومخرجة ومؤلفة وصاحبة فرقة مسرحية لها بصمتها في تاريخ السينما المصرية لم تتكرر بعد.

بدأت مسيرتها الفنية وهي في العاشرة من عمرها من خلال الالتحاق باحدى مسرحيات فرقة أمين عطا الله الذي اسند اليها أدوارا غنائية ثانوية إلى أن ظهرت بين مسارح روض الفرج التي شهدت نهضة فنية واسعة واخرجت الكثير من رواد الفن التمثيلي في مصر.

وفي عام 1923 التقى بها رائد فن المسرح عزيز عيد الذي توسم فيها الموهبة والقدرات الفنية الكامنة، فضمها إلى فرقة يوسف وهبي بمسرح رمسيس، وتعهدها بالمران والتدريب وعلمها التمثيل، كما أوكل مهمة تلقينها قواعد اللغة العربية إلى مدرس لغة عربية.

"سارة برنارد" تلك الفنانة العالمية التي طالما حلمت رشدى بأن تصبح مثلها، وبالفعل استطاعت أن تصبح أكبر ممثلة في الشرق بفضل عزيز عيد الذي ساعدها في الوصول الي القمة الفنية في ذاك الوقت بفضل حبه له ورغبته في الزواج منها الأمر الذي ادي الي إعلانه الإسلام للزواج بها.

انفصلت رشدي عن عزيز عيد بسبب غيرته الشديدة وقررت تكوين فرقة  مسرحية خاصة بها تخرج منها عدد من النجوم مثل محمود المليجي ومحمد فوزي الذي كان يلحن المونولوجات التي تقدم بين فصول المسرحيات وقدمت فرقة فاطمة رشدي العديد من النصوص المترجمة والمقتبسة بالإضافة إلى بعض المؤلفات المحلية وفي مقدمتها مسرحيات أحمد شوقي.

 قررت رشدى الالتحاق بالسينما كتجربة جديدة في حياتها بعد نجاح المسرح، وقدمت عام 1928 فيلم فاجعة فوق الهرم الذي يعد من أوائل الأفلام في تاريخ السينما المصرية. ثم قررت خوض تجربة الإنتاج وكان أول إنتاجها فيلم تحت ضوء الشمس وحين عُرض عليها لم يعجبها فقررت حرقه .وأحرقته

انضمت مرة اخرى إلى المسرح العسكري وقامت بأداء العديد من البطولات المسرحية مثل غادة الكاميليا، ثم انضمت للمسرح الحر عام 1960 وقدمت

مسرحيات الكاتب الكبير نجيب محفوظ  بين القصرين وميرامار عام 1969.

اعتزلت الفن عام 1969وانحسرت عنها الأضواء وتدهورت حالتها المادية والصحية، وشاهدها الكثيرون في أواخر أيامها أمام باب مسرح الأزبكية بالقاهرة، وهي تلعن الفن الذي أوصلها لهذه الحالة، وأجبرها على العيش في حجرة بأحد الفنادق الشعبية في القاهرة التي أجبرتها الظروف الصعبة الخروج للتسول في شارع الجمهورية لتعود آخر اليوم للمبيت في غرفة ضيقة بفندق شعبي في منطقة وسط البلد.

وفور أن علم الفنان الراحل فريد شوقي بالحالة الصعبة التي وصلت لها رائدة المسرح والسينما ذهب إلى مقر إقامتها في ذلك الفندق المتواضع، وفور نزولها على الدرج لتستقبله، بادرها هو بالصعود إليها وتقبيل يدها، الأمر الذي فاجأ المقيمين معها وأصابهم بالدهشة، متسائلين عن تلك العجوز التي يهرول لها فريد شوقي، وهذا ما قصده الأخير حتى يُعرف الحاضرين بقيمة تلك الفنانة وتاريخها الفني.

تدخل فريد شوقي لدى المسؤولين، وأقنعهم بتوفير علاج لها على نفقة الدولة، كما تم توفير المسكن المناسب لها، فحصلت على شقة، إلا أن القدر لم يمهلها لتتمتع بما قدمته لها الدولة،لتموت وحيدة تاركة ورائها ثروة فنية عملاقة يوم 23 يناير 1996 عن عمر ناهز 84 عاما، ولم يجد جيرانها تكلفة جنازتها، فقاموا بجمع الأموال اللازمة من بعضهم ودفنوها.