عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خليل مطران.. شاعر القطرين الذي رحل حزينا علي فراق حبيبته

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

خليل مطران واحد من رواد التجديد في الأدب والشعر العربي الذين اخرجوا الشعر العربي من أغراضه التقليدية والبدوية إلى أغراض حديثة تتناسب مع العصر، مع الحفاظ على أصول اللغة والتعبير، كما ادخل الشعر القصصي والتصويري للأدب العربي.

لقب مُطران بــ"شاعر القطرين" لغزارة علمه وإلهامه بالأدب الفرنسي والعربي، هذا بالإضافة لرقة طبعه ومسالمته وهو الشيء الذي انعكس على أشعاره، ويقصد بهما مصر ولبنان، وبعد وفاة حافظ وشوقي أطلقوا عليه لقب "شاعر الأقطار العربية".

كان لمطران صاحب الحس الوطني دورا بارزا في بعض الحركات الوطنية التي أسهمت في تحرير الوطن العربي، ومن باريس انتقل مطران إلى محطة أخرى في حياته فانتقل إلى مصر، فقد عمل كمحرر بجريدة الأهرام لعدد من السنوات.

قام خليل بإنشاء المجلة المصرية ومن بعدها جريدة الجوانب المصرية اليومية والتي عمل فيها على مناصرة مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمر إصدارها على مدار أربع سنوات، وقام بترجمة عدة كتب.

وخلال فترة إقامته في مصر عهدت إليه وزارة المعارف المصرية بترجمة كتاب الموجز في علم الاقتصاد مع الشاعر حافظ إبراهيم، وصدر له ديوان شعر مطبوع في أربعة أجزاء عام 1908، عمل مطران على ترجمة مسرحيات شكسبير وغيرها من الأعمال الأجنبية، كما كان له دور فعال في النهوض بالمسرح القومي بمصر.

شهدت حياة مطران العديد من الأحداث السياسية والاجتماعية الهامة وكان بالغ التأثر بها وعبر عن الكثير منها من خلال قصائده، وعرف برقة مشاعره وإحساسه العالي وهو الأمر الذي انعكس على قصائده، والتي تميزت بنزعة إنسانية، وكان للطبيعة نصيب من شعره فعبر عنها في الكثير منه، كما عني في شعره بالوصف، وقدم القصائد الرومانسية.

اهتم مطران بالشعر القصصي والتصويري والذي تمكن من استخدامه للتعبير عن التاريخ والحياة الاجتماعية العادية التي يعيشها الناس، فاستعان بقصص

التاريخ وقام بعرض أحداثها بخياله الخاص، بالإضافة لتعبيره عن الحياة الاجتماعية، وكان مطران متفوقاً في هذا النوع من الشعر عن غيره فكان يصور الحياة البشرية من خلال خياله الخاص مراعياً جميع أجزاء القصة.

استطاع مطران أن يعبر بقلمه عن خواطره وعواطفه بأسلوب مرهف الحس والوجدان في كتابة أجمل القصائد الرومانسية والأشعار تعبيرا عن حالة الحب التي عاشها خليل مطران والتي سيطرت عليه في كتابة ديوانه «حكاية عاشقين».

لكن لم تكتمل قصة حب شاعر القطرين لفتاة أحلامه التي سرعان ما اكتشف أنها مريضة بالرئة ثم ماتت وتركته فعاش حزينا على ذكراها وعكس هذا الحزن في ديوانه الذي جسد حالة الحزن التي سيطرت عليه لفراق حبيبته حتى وفاته.

ولد مطران في يوليو عام 1872م في بعلبك بلبنان، وتلقى تعليمه بالمدرسة البطريريكية ببيروت. تلقى توجيهاته في البيان العربي على يد أستاذاه الأخوان خليل وإبراهيم اليازجي، كما أطلع على أشعار فكتور هوغو وغيره من أدباء ومفكري أوروبا، هاجر مطران إلى باريس وهناك انكب على دراسة الأدب الغربي.ورحل خليل مطران عن عالمنا في الأول من يونيو عام 1949م بعد أن اشتد عليه المرض لتشهد مصر وفاته كما شهدت انطلاقته الأدبية.